عدوان واحتلال أم تحرير؟!
مقالات | 22 أبريل | مأرب برس :
بقلم / زيد البعوة :
بعد أَكْثَــر ثلاثِ سنواتٍ من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن الذي أهلك الحرث والنسل وارتكب أبشعَ الجرائم وعاث في الأرض الفسادَ لا نزالُ نسمَعُ عنْ أنَّ ما يحصل هو عملية تحرير لليمن، وهذا قِمَّةُ الاستخفاف بعقول الناس..
هكذا يريدون أن يقنعونا أن عدوانهم وإجْــرَامهم وأطماعهم، إنما هي عملية إنسانية ناتجة عن قيم عربية أصيلة، كالنجدة والنخوة وإغاثة الملهوف وَنُصرة المستضعفين، يا ما شاء الله، إلّا إنسانيين الصدق، دمرتم اليمن وقتلتم الإنسان اليمني، كُلّ هذا فقط من أجل مصلحة الشعب اليمني، مليون علامة تعجّب واستفهام من هذه الادّعاءات الكاذبة والمزيّفة والباطلة التي لا أساس لها من الصحة..
تحرير اليمن ممَّن؟ من اليمنيين من الشعب اليمني؟!، يعني عندما تقتل طائرات العدوان المدنيين بشكل يومي على مدى 3 سنوات هو تحرير؟!، ربما هو تحرير لكن على الطريقة الأمريكية التي حرّرت العراق من صدام واحتلت العراقَ وحررت أفغانستان من طالبان واحتلت أفغانستان، وهكذا.
وَلا نسيءُ الظنَّ، ربما أن قصدَهم تحرير اليمنيين من أرواحهم، فالقتل والجرائم الوحشية لمصلحة الشعب اليمني؟!..
هل احتلالُ الإمارات لجزيرتَي سقطرى وميون تحريرٌ أم استعمار عسكري وسياسي ونهب للثروة وتغيير للهُوية اليمنية؟، وهل اقتلاع أشجار دم الأخوين من سقطرى وجلبها إلى الإمارات محاولة طمس الحضارة اليمنية واللعب بالطبيعة وسرقة للثروة أم تحرير؟ وهل الهيمنة على ميناء عدن احتلال وأطماع أم تحرير؟.. كُلُّ هذه الأسئلة يجب أن نبحثَ لها عن إجابات هي معروفة في الأساس، لكننا نخاطب بها العالَمَ الصامتَ المنافق وبعضَ التائهين من البشر..
عندما تأتي أمريكا والسعودية والإمارات لتدمرَ البُنية التحتية لليمن من مدارسَ ومستشفياتٍ ومبانيَ حكوميةٍ وجسور وطرق ومصانعَ وكل شيء، لم تستثنِ شيئاً حتى مزارع الدواجن وتفعل ذلك كُلّ يوم على مدى 3 سنوات وأَكْثَــر، ثم تقول دول العدوان بأنها إنما فعلت ذلك من أجل مصلحة اليمنيين وإعَادَة ما يسمى الشرعية، فهل فعلاً هذا الدمار لمصلحة الشعب اليمني، وتدميرُ اليمن سيجعل هادي يعود ليحكم اليمن؟!، ولو افترضناً مجرد افتراض أبعد من الخيال وعاد الدنبوع هادي ليحكم اليمنَ ما الذي تبقى لديه؟ لا شيء، كُلّ شيء مدمر وهل سيقومون ببناء اليمن؟ لا واللهِ، ولنا في الجنوب عبرة لمن كان له قلب..
أيها الشعبُ اليمني الذي اصبح أغلبه بلا منازلَ، وأصبحت أغلب الأسر بلا طعام وبلا شراب وبلا دواء نتيجةَ غارات العدوان.. اعلموا أنّ ما فعله العدوان بكم إنما هو من أجلكم أنتم، فقد خسر العدوان مليارات الدولارات من أجل أن يدمرَ منازلكم حتى تصبحوا مجرد مشردين.
أيها اليمنيون الذين تم قتل آبائهم وأبنائهم ونسائهم وأطفالكم.. اعلموا أن العدوان لم يفعل ذلك إلّا من أجل مصلحتكم لكي يحرركم من الدنيا وينقلكم إلى الدار الآخرة، ثم يأتي العدوان ليستوطنَ ويحتلَّ بلدَكم بدلاً عنكم!!، وهذه هي الحقيقَة..
أيها اليمنيون لقد رأت دولُ العدوان بقيادة أمريكا وآل سعود أن في قتلكم خيراً لكم وخيراً لهم، فهم بذلك قد حرّروا الأرض اليمنية من أهلها الأحرار الشرفاء حتى يصلوا إلى أَهْدَافهم وأطماعهم الاستعمارية، فلا يبقى من يناهضهم أَوْ يقول لهم (لا)، وحينها يهيمنون على اليمن وينهبون ثرواته ويستعبدون من تبقى من اليمنيين ويجعلونهم مجرد خدام لهم، وهذا لمصلحتكم، أيها اليمنيون، في نظر دول العدوان، وحينها لا يمن ولا إيْمَان ولا حرية ولا استقلال، هذا إن حصل ذلك لا قدر والله، وإلا فإن الشعب اليمني الصامد المجاهد يضحي ويعاني كُلّ يوم على مدى 3 سنوات من أجل أن لا تصلَ دول العدوان إلى أَهْدَافها اللعينة والمشؤمة..
أيها اليمنيون الأحرار الشرفاء المثقفون بثقافة القران وثقافة الجهاد والاستشهاد يا من لديهم قيادة محمدية علوية حكيمة مجاهدة ومنهج قرآني ومشروع مناهض للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، لقد رأت أمريكا وأذنابها أنكم تمثّلون خطراً عليها، فقرروا العدوان عليكم وقتلكم واحتلالَ وطنكم، ليس لشيء بل من أجل مصلحتِكم وتحريركم من الوعي والبصيرة والحق والهدى، فإمّا أن تكونوا عبيداً مسبحين بحمد أمريكا أَوْ أن مصيرَكم القتل والدمار، وهما خياران أحلاهما مُرُّ، إلّا أن شعبنا فضّل الشهادةَ والجهادَ والعمل والتعب والمشقة والمعانة على أن لا يستعبده أحد إلّا الله سبحانه وتعالى وقد رأى العالم ثمرةَ ذلك خلال 3 أعوام من العدوان صمود وثبات وتَحَــدٍّ وثقة بالله..
لهذا نقول لدول العدوان بعد مرور 3 سنوات من العدوان: نحن أحرارٌ من قبلِ أن نعرفَكم، ونحن نرى أنكم أنتم العبيد للطاغوت والعبيد للشيطان، أما نحن فإن عبوديتنا لله نعتبرُها هي الحرية التي لا ذُل فيها، بل إنها هي الكرامة والعزة فخذوا حريتَكم الزائفة واذهبوا إلى الجحيم، فلن نستسلم لكم أَوْ نركع مهما كلّف الثمن، ولكم في ما حصل لكم من خسائرَ وهزائمَ خلال هذه السنوات عبرةٌ إنْ كنتم أهلاً للاعتبار..
وحريتُنا هي استقلالُنا، وكرامتُنا وحريتنا هي في زناد بنادق رجال الله وفي فواهات مدافع أبطال الجيش واللجان الشعبية، وحريتنا هي في الوقود الصلب الذي تحويه الصواريخُ اليمنية الصنع، وحريتنا هي في ثقتنا بالله وتمسُّكنا بحبله، وسنرى خلال الأيام القريبة المقبلة من هو الحُــرُّ الحقيقي ومَن هو العبد، وما هي الحرية التي يدّعيها العدوان.