المنافق يكون في الوسط المسلم، فهو يتآمر على نفسه، بل يتمنى أن يحصل لهم ضربة وإن كان أحدهم
من هدي القرآن | 14 مارس | مأرب برس :
المنافقون يحتاجون هم يصبغون نفاقهم بعناوين شأن المضلين؛ لأن النفاق هو وجه من أوجه الضلال أو صنف من صنوف الضلال يحتاجون يقدمون مبررات أنهم مصلحون {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} (البقرة:11) نحن محافظون على المصالح العامة وهكذا، الإنسان لا يعرف الضلال من حيث هو، لا يعرف النفاق من حيث هو بحيث تعرف النفاق عادة تكون نتيجته هكذا، فأحياناً قد ترى شخصية فعلاً قد لا تحتمل فيها هي أنها تتحرك حركة نفاق أو حركة إضلال لكن هو نفسه ممن قد خدعوا قد خدع هو، فهنا عندما تنظر إليه تقول غير ممكن مثل هذا أنه يقدم نفاقاً أو أن يكون منافقاً أو أن يكون مضلاً قد تتأثر، ممكن يبقى محترما لديك لكن وتعرف ما يقدمه وتقيِّمه على أساس هدى أو ضلال أو نفاق وستعرف فتكون بعيداً في نفس الوقت عن ماذا؟ عن أن تتأثر نفسياً فتقبل ما يقدمه وهو في الواقع ضلال وهو في الواقع عملية نفاق باعتبار أنه شخص محترم عندك وكبير ولا يمكن أن يكون منافقاً.
هذه قد تحصل ولهذا يأتي يقدم النور، النور من خلال القرآن الكريم عندما يقول: {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ} (الحديد: من الآية28) وعندما يقول عن القرآن بأنه نور ينير لك كل شيء كل الزوايا كل الزوايا التي قد يكون فيها شيء من الضلال يعني: يمكن أن تقول هذا إنسان محترم في الأخير تنطلق إلى المحترم هذا تقول له في الأخير: يا أخي خلاصة ما تقدمه أن الناس يقعدون ولا يعملون شيئاً هل القرآن هذا منطقه أن الناس يقعدون ولا يقدمون شيئاً؟!، تذكره هو إذا كان لا يزال عندك محترماً وما زلت تعتبره إنساناً عظيماً تذكره هو تقول له: هذا الكلام لا ينبغي وأنت كذا، كذا .. وإنسان مثلك عليه أن يوجه توجيها قرآنيا وفق ما قدم الله القرآن عليه. هذه ستنسف ما يحصل للكثير من الناس: [لكن ممكن يكون سيدي فلان أو سيدنا فلان أو المسؤول الفلاني أو الكاتب الفلاني على كذا .. !؟] أليست هذه تحصل؟.
إذاً هذه ستنسفها ممكن يبقى الشخص عندك محترما إذا هو عندك محترم توجهه تقدم له نصيحة؛ لأن كل إنسان بحاجة إلى نصيحة وفي نفس الوقت تكون بعيداً عن التأثر بما قدم؛ لأنه في الواقع يؤدي إلى ماذا؟ إلى أن يخلق أثراً في الناس يخالف ما يريد الله أن يخلقه القرآن في أنفسهم من أثر. تجد هذه كلها التي ذكرناها الآن لها علاقة بموضوع: إقامة القسط أو تحول دون إقامة قسط أن يكون الإنسان مسمعاني لكل من تحدث ويتأثر لا يستنير من البداية، بداية الإستنارة أن تعزم أنت من داخل نفسك تسليم لله وأنك تريد الهدى الذي تتحرك على أساسه وأن تكون فاهماً أن هدى الله هو عمل وحركة وليس برؤية.
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ} (النساء: من الآية140) قد تتأثرون بهم فتكونون في الأخير بعيدين عن أن تكونوا قوامين بالقسط {حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ} (النساء: من الآية140) سيكون الحكم بالنسبة لك كحكمهم ومصيرك مصيرهم {إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ} (النساء: من الآية140) هو بين كيف أن تكون مثلهم أنظر مصيرهم {إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} (النساء: من الآية140) يقدم نفسية المنافقين، ومن الغريب أن المنافقين يكونون في الوسط المسلم ومصيرهم هو مصير المسلمين وليس مصير الكافرين في الواقع فهو في الواقع يتآمر على نفسه في إطار أنه يتآمر على المجتمع الذي هو فيه بيته أمواله أولاده مصالحه أقاربه أصحابه في نفس المجتمع فيكون متآمراً على نفسه في إطار تآمره على المسلمين فهو يتربص أي يعجبه ويتمنى ويهوى أن يأتي لهم ضربة ولو هو بينهم يأتي لهم شيء ولو كان بينهم {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ} (النساء: من الآية141) ليس لديهم توجه عملي، ترقب فقط، عنده أنه مسك الحكمة ومسك العصا من وسطها مثلما يقولون، النفاق الآن يسمونه: يمسك العصا من وسطها، هو نفاق هذا.
{الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} (النساء: من الآية141) نحن معكم ونحن منكم ومؤيدين لكم وقد سمعتم يوم قلنا كذا وأشياء من هذه {وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ} (النساء: من الآية141) كأنهم لا يحصل لهم فتح، قد يحصل نصيب في إطار {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (آل عمران: من الآية140) ولأسباب من جهة المؤمنين أنفسهم {قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (النساء: من الآية141) أليس هو الآن يحاول أو مثلما يسمونه بعبارتنا [يتملق] يتملق للمؤمنين عندما يحققون فتحاً يحققون انتصاراً: {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ}؟ وإن كان للكافرين نصيب: {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
لاحظ المنافقين فئة كل الفئات لا تعدها منها أليس هذا خاسر؟ {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} (النساء: من الآية141) لاحظ هنا أنه دائماً في أكثر من مقام في القرآن عندما يذكر يذكِّر الناس ويوجه الناس بالقيام بشيء عظيم {قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} (النساء: من الآية135) {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} (آل عمران: من الآية104) أو أشياء من هذه سوف يقدم قائمة من الأشياء التي هي تمثل عوائق، بعدما تحدث عن منافقين وتحدث عن حالات قد تحصل كيف يبعد الناس عنها يقول في الأخير: وأنتم مستقيمون وأنتم مستقيمون وثابتون مؤمنون وقد ذكر هنا كيف يجب أن يكون المؤمنون هنا الكلام حول المؤمنين من النوعية التي ماذا؟ {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} (النساء: من الآية136) إلى آخره .. فهؤلاء مهما كانت المؤامرات مهما كان أعمال المنافقين وبالطبع هو يوجه كيف يكون موقف الناس من المنافقين لكنه لا يسمح بأن يصل الإنسان إلى حالة الإحباط: [منافقين شغالين وأعداء حصل منهم كذا والدنيا مخبوص، ولم يعد وقت] أليس هكذا يحصل وتكون النتيجة: [نسكت .. ] ننتظر حتى يأتي وقت مناسب لا يكون فيه أعداء ولا منافقين ولا يكون فيه ناس عندما تكون الدنيا فاضي لم يعد فيها أحد وفي ذلك الوقت يمكن أن يقوم يجاهد في سبيل الله!! من هو الذي سيجاهده؟!.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
[الدرس العشرون – من دروس رمضان – سورة النساء]
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ 20 رمضان 1424هـ
الموافق 14/ 11/2003م
اليمن ـ صعدة.