كيف يساعد «إيلاف» السعودي في إيصال صوت (إسرائيل) للعرب؟
متابعات | 10 فبراير | مأرب برس :
خلال العام الماضي، نشر الموقع الإخباري السعودي «إيلاف» سلسلة غير مسبوقة من المقابلات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، وكان من بين الذين شملتهم المقابلات رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي، ووزير دفاع سابق، ورئيس المخابرات، وزعيم المعارضة.
وكان هناك اهتمام بالعلاقة بين «إيلاف» والمملكة العربية السعودية، حيث تساءل الكثيرون عما إذا كانت المقابلات علامة على دفء العلاقات بين (تل أبيب) والرياض.
وقد أجرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» مؤخرا، مقابلة مع «مجدي حلبي»، وهو مراسل إسرائيلي مخضرم، أجرى العديد من المقابلات ثم كتبها في شكل سؤال وجواب.
وقال «حلبي» -البالغ من العمر 54 عاما- إن المقابلات كانت فكرته، وأن ناشر «إيلاف»، «عثمان العمير» قد أحب المبادرة.
وقال «حلبي» إنه لم يكن هناك تفاهم سري بين الرياض و(تل أبيب)، بل كان مجرد قصة ناجحة في مكاتب «إيلاف» في لندن، مضيفا أن الفكرة بسيطة، «نحن عبارة عن ورقة نشرت في لندن. ولسنا خاضعين لقوانين الدول العربية التي لا يجوز للصحفيين فيها مقابلة المصادر الإسرائيلية الرسمية، باستثناء مصر والأردن (التي لديها معاهدات سلام مع (إسرائيل)».
وقال «حلبي» إن قراء الأخبار باللغة العربية كانوا يقرؤون دائما تصريحات القادة الإسرائيليين من خلال مصادر أخرى تثير الشكوك حول صحة أو دقة الاقتباسات، متابعا: «قررنا القيام بذلك بشكل مباشر».
ووفقا لتقارير إعلامية عديدة، فإن «العمير» -وهو مواطن سعودي وكان في السابق رئيس تحرير «أخبار الشرق الأوسط» السعودية- قريب جدا من العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز».
وقد أسس «العمير»، «إيلاف» كأول موقع إخباري باللغة العربية عام 2001.
ولم يناقش «حلبي» علاقة «العمير» بالملك السعودي. وقال -بدلا من ذلك- إن «إيلاف» كان مستقلا تماما، وكان تمويله بالكامل من قبل «العمير» نفسه.
ورفض «العمير» دعوة لإجراء مقابلة مع صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وأضاف «حلبي»: «حصلت على إذن من ناشر (المقابلات)، وهذا ما أعرفه، وهذا ما فعلته، دون أي تعديلات على عملي 99.9% من الوقت».
وبعد مقابلة «حلبي» مع وزير الاستخبارات والمواصلات «يسرائيل كاتس»، ذكرت الصحافة الإسرائيلية عرضا من «كاتس» باستضافة ولي العهد السعودي القوي «محمد بن سلمان» في (إسرائيل).
ولم ينكر «حلبي» حذف هذه الدعوة من مقالته، لكنه أكد أن وسائل الإعلام الإسرائيلية بالغت في التأكيد على تفاصيل بسيطة.
وقال: «تحب الصحافة الإسرائيلية الاحتفال بأشياء ليست مثيرة للاهتمام تماما. نعم قد دعاه (كاتس)، وتحدث لوسائل الإعلام الإسرائيلية حول هذا الموضوع. لكننا لم نعتبر ذلك مثيرا للاهتمام، لذلك تخلصنا منه بكل بساطة. لم يكن ذلك بنية خبيثة أو سوء إرادة».
وردا على سؤال حول السبب في اقتطاع سطر واحد من النص الطويل للمقابلة، قال «حلبي»: «إنه ليس عملي، كان الأمر جزءا من عملية التحرير».
وعلى الرغم من صداقة «العمير» مع الملك السعودي، إلا أن «إيلاف» محظور في المملكة العربية السعودية، ووفقا لـ «حلبي»، يرجع ذلك إلى لهجة الموقع الليبرالية. وكان هذا هو الحال منذ عهد الملك السعودي السابق «عبد الله».
ومع ذلك، أشار «حلبي» إلى أن حظر «إيلاف» يعد أمرا هزليا -إلى حد ما- لأن «العمير» ببساطة فتح موقعا جديدا يسمى «إيلاف جورنال»، ينشر بالضبط نفس المواد مثل الموقع العادي، لكنه غير محظور في المملكة.
وأكثر من 25% من قراء مجلة «إيلاف» هم من السعودية، وفقا لموقع «ويب سيميلار»، الذي يوفر بيانات عن المواقع.
وقد استفاد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم من كبار الشخصيات مع «حلبي» الفرصة لإرسال رسائل إيجابية إلى السعوديين. وفي أحد الأمثلة، قال رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي «غادي آيزنكوت» إن (إسرائيل) مستعدة لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع السعوديين في هدفهم المشترك المتمثل في وقف نفوذ إيران في المنطقة. واغتنم زعيم المعارضة الإسرائيلية الفرصة لدعوة ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» إلى علاقات «ثورية»، وقال إن السعوديين يجب أن يكون لهم دور في إدارة الأماكن المقدسة في القدس.
لكن «حلبي» رفض فكرة أنه «وسيط» بين الرياض وتل ابيب.
وقال: «أنا مجرد مراسل، ولا أعرف كيفية التوسط. أنا أعرف كيف أعد التقارير عما يحدث هنا، عبر مقابلة الإسرائيليين ونشر المقابلة. وإذا كانت هناك ردود فعل، فهذه قصة أخرى».
وقال «حلبي» إنه لم يتصرف خارج حدود الإجراءات الصحفية المعتادة للحصول على المقابلات مع كبار الشخصيات.
وقال إنه لمقابلة رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، قدم طلبا لمكتب «آيزنكوت» في تل أبيب، ولم يتطرق أبدا إلى مكتب رئيس الوزراء.
وقال إن «رئيس الأركان كان سعيدا لإجراء مقابلة مع صحيفة عربية»، مؤكد.
مؤكدا أن المقابلة جرت «في جو إيجابي ومريح».
وأضاف: «من وجهة نظرنا، كان ذلك إنجازا عظيما»، مضيفا أن مقابلة «آيزنكوت» مع «إيلاف» أثارت الإعجاب في جميع أنحاء العالم، وحققت أهمية لـ«إيلاف»، ورفعته إلى مستوى جديد.
وقد عمل «حلبي» لمدة 9 أعوام كمراسل للإذاعة العامة الإسرائيلية، التي تغطي الشؤون الفلسطينية والعربية. كما عمل لمدة 5 أعوام كمراسل إسرائيلي للقناة الإعلامية اللبنانية «إم تي في»، على الرغم من أن هذا كسر القوانين والمعايير الاجتماعية لمواطن إسرائيلي (يعتبر «حلبي» -أيضا- من قدامى المحاربين في الجيش الإسرائيلي). وقال إن «إم تي في» وقفت في وجه العديد من التهديدات، ولم تحرر أبدا تقاريره التلفزيونية.
وعادة ما تستخدم المحطات الإخبارية العربية مراسلين من القدس الشرقية أو الضفة الغربية لتغطية (إسرائيل).
تصوير (إسرائيل) كما هي
وقال «حلبي» إن هدفه هو إعطاء العالم العربي صورة عادلة عن المشهد السياسي الإسرائيلي المتنوع، بدلا من الصور قصيرة النظر التي كثيرا ما توجد في الصحافة العربية.
وأضاف: «أحاول تصوير (إسرائيل) كما هي، دون أي مستحضرات تجميل، وبدون تصويرها كوحش أيضا. ويشمل هذا يشمل عرض اليسار واليمين والجيش».
وتابع «حلبي» أنه يعتزم المضي قدما في إجراء مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين كبار من جميع الأطراف في الطيف السياسي والمؤسسة الأمنية. وقال إن عددا قليلا من هذه المقابلات قد تم بالفعل، أو من المقرر أن يتم قريبا.
وأضاف: «إن (إسرائيل) ليست متجانسة، إنها ليست دولة الرجل الواحد. واليوم، بنيامين نتنياهو هو رئيس الوزراء. وغدا، يمكن أن يكون هو (وزير التربية «نفتالي بينيت». وبعد يومين، قد يصبح هو زعيم المعارضة «إسحاق هرتسوغ». وأكد: «إننا نحاول أن نوضح للعالم العربي ما يحدث هنا حقا».
المصدر | الخليج الجديد+تايمز أوف إسرائيل.