الإمارات تقاتل للجلوس الى طاولة المفاوضات اليمنية

متابعات | 29 يناير | مأرب برس :

بقلم / إبراهيم الوادعي :

نسخة من ديسمبر صنعاء، تشهده العاصمة الاقتصادية عدن، اشتباك مسلح تحولت عدن بنهاية اليوم الأول فيه الى كانتونات عسكرية، واتهامات بالجملة يسوقها كل طرف للأخر، ومن غير المتوقع ان يشابه الاشتباك العسكري في عدن سابقه، لأن تطورا مهما في صنعاء قد حدث وغير مجرى الحرب.

على مدى عام راهنت الامارات على حصان عفاش للامساك بالورقة الذهبية في مفاوضات الحل النهائي في اليمن، ووضعت في سبيل ذلك ملايين الدولارات، واستنزفت الخزائن المنهكة مليارات أخرى لاستمرار الحرب في اليمن حتى تنضج وتجهز ورقة عفاش الصادمة وتفاجىء العالم بسقوط صنعاء في قبضة التحالف وفي يد الامارات تحديدا.

في الخلافات السابقة التي كانت تطرأ بين حليفي العدوان على اليمن كانت الرياض تطمئن الى أن لا منازعة على ورقة الشرعية التي تمسكها من قبل الحليف الاماراتي، ويطمئن الأخير الى ما يعده للامساك بالعاصمة صنعاء عبر مليشيا الخيانة.

وبحسب أحد قادة مجاميع مليشيا الخيانة في العاصمة صنعاء فإن الخائن الفار طارق عفاش والذي يقبع حاليا في الثكنة الإماراتية بعدن أعد خططا للسيطرة على مطار صنعاء، وطلب من أحد قياديي مجاميع الخيانة توسيع محيط السيطرة ليتسنى القيام بعملية إنزال في المطار، وبحسب الوثائق فإلى جانب غرفة عمليات قيادة مجاميع الخيانة كانت غرفة عمليات موازية توجد في أبو ظبي.

وكان من شأن السيطرة على العاصمة صنعاء الإطاحة عمليا بشرعية السعودية المتمثلة في الخائن هادي وفي الحد الأدنى اضعاف حضورها على الصعيد الدولي، واستبدالها بالشرعية الإماراتية في عفاش وعائلته، وفي المحصلة تحجز أبو ظبي لنفسها مقعدا ثمينا ومهيمنا على طاولة التفاوض.

وبالأمس كشف النقاب عن لقاء جمع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الأسبوع الماضي بنجل الخائن زعير مليشيا الخيانة أحمد علي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي ويسعى نائب وزير الخارجية الروسي إلى إقناعه بالمشاركة في العملية السياسية وأن يكون طرفاً في الحوار القادم، وفي المحصلة يكون المقعد اماراتيا.

مقتل عفاش في الرابع من ديسمبر 2017م كان مدويا وأُسقط الأمر في يد أبوظبي، وبدلا من أن تضع السعودية خلفها وتمضي في تعقيد المشهد اليمني من باب تحقيق مصالحها بتحجيم الاخوان وتجزئة اليمن، وجدت جميع ذلك ينهار أمام ناظريها بمجرد تأكد انباء مقتل عفاش وعدم تمكنه من الإفلات.

وحاول ولي العهد الاماراتي محمد بن زايد لملمة أوراقه من جديد، وتوجه للقاء قيادات الاخوان في الرياض بشكل مفاجئ ورشح من اللقائين طرح اماراتي بتولي نجل عفاش زمام جبهة نهم في مقابل حزمة اغراءات تقدم للإخوان، لكن الأخيرين رفضوا بدعم سعودي خفي كان واضحا لأبو ظبي.

ظهور الخائن طارق عفاش في شبوه بحماية قوات ما يسمى النخبة التي انشاتها الامارات في المحافظات الجنوبية المحتلة، اعقبه بأيام ظهور للقيادي الاخواني حميد الأحمر والعدو رقم واحد لعفاش وعائلته في الرياض، وبدا واضحا ان وقتا فقط هو ما يفصل في احتدام المواجهة بين الحليفين باستخدام ادواتهما على الأرض، ودفع للمشهد اليمني الى مزيد من التعقيد بمواجهة القوى الوطنية.

وعلى الأرض واعلاميا شن الاخوان حملة إعلامية قاسية ضد استضافة عناصر عفاش في عدن وتكوين إطار عسكري لهم خارج شرعية الخائن هادي وبعيدا عن العباءة السعودية، ترافقت مع حملة اعتقالات طالت العديد منهم ممن فر عقب انكسار مؤامرة الخيانة الى مارب.

والاسبوع المنصرم بلغ ذلك الاحتقان في الجنوب ذروته بإصدار المجلس الانتقالي الذي يقوده عيدروس الزبيدي المواليين للمحتل الاماراتي بيان هدد فيه بإسقاط حكومة بن دغر التي ترفض استضافة وفتح معسكرات استقطاب يديرها طارق عفاش خارج سلطتها و”شرعيتها” تحت ذريعة الفساد الذي ليس نقيا منه الانتقالي نفسه.

تمكن “الانتقالي” المحسوب على الامارات من الإمساك بزمام السلطة في عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة يعني حجز مقعد على طاولة التفاوض، وتجلس أبو ظبي الى جوار السعودية التي تفاوض منذ 3سنوات خلال “شرعية” هادي المقبوض عليها في الرياض، لتثمير خارطة سيطرتها العسكرية على طاولة السياسة ،.

وتبدوا المفاوضات التي يعمل على انعاشها حاليا أكثر جدية مع تبدد الآمال بنصر عسكري، وإقصاء المبعوث الاممي سي الصيت إسماعيل ولد الشيخ وهو شرط صنعاء لاستئناف مفاوضات الحل السياسي، يضاف الى ذلك استنفاذ العالم قدرته على الصمت امام المجازر اليومية المهولة.

وفي بانوراما المشهد اليمني ثمة خاسر عظيم  يجرى حشره في الزاوية ، حزب الإصلاح، الذي يسلب رداء ” الشرعية ” المزعومة عن ظهره ويتنكر التحالف لخدماته واسهاماته في تدمير وطنه وارتكاب المجازر بحق أبناء جلدته، وغدا قد يجد نفسه مجبرا على الدفاع عن نفسه بوجه حلفائه وهو ما كان نبه اليه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في معرض نصح الى قادة حزب الإصلاح بأكثر من محطة منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وهو اليوم يفعل في عدن، وغدا في مارب معقله الاخير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى