روحي فداه… للشاعر هادي الرزامي
أدب و شعر | 24 نوفمبر | مأرب برس :
لا عشت إن لم أحمينّ حماه
حتى تباد خصومه وعداه
بيراع كفي واللسان وبندقي
أمضي أبيا رافعنّ لواه
روحي فداه فلست أبخل إنني
جندت نفسـي للرسول فداه
في يوم مولده امتطيت مطيتي
ودفعت عنه كل من ناواه
يا من يشوه مرسلاً ومطهراً
برسومه وبحقده وخناه
قف عند حدك إن شعبي ثائر
فلسوف يقطع كف من آذاه
الله أكبر صرختي يوم الوغى
وطني يحب محمدا وهداه
ولد الهدى فأضاءت الدنيا به
شع الوجود بنوره وبهاه
يوم عظيم مشـرق بمحمد
وبهديه وكماله وسناه
والأرض جذلى تحتفي فرحاً به
هتف الوجود قراره وفضاه
واخضـرت الدنيا بذكرى أحمد
فهو الربيع لأرضه وسماه
لله من طفل يتيم خصه
بالمكرمات إلـٰهنا وحباه
ما أسعد الدنيا وأسعد أهلها
بالرحمة المسداة من مولاه
أزكى الخلائق بل وأزكى مرسل
للعالمين مبشـراً بهداه
هذا رسول الله هذا شهره
أكرم بشهر للوجود حباه
ذكراه عيد في الزمان مقدس
لـم ﻻ؟ وهل ذكرى كما ذكراه
خمدت به النيران وانشقت له
إيوان كسـرى رهبة تخشاه
وهوت لمولده النجوم علامة
وبشارة بمحمد وهداه
هزت قلوب المشـركين وأذهلوا
عن كنه ما يجري وعن معناه
فغدوا إلى الكهان يستفتونهم
عما جرى في أرضه وسماه
ذهبوا إلى الرهبان علَّ وربما
كشفوا عن السـر الخفي خفاه
قالوا لهم هذا زمان مبلغ
بشـرى المسيح بأحمد بشـراه
ولكم نبيُّ بشـر الدنيا به
ولكم تمنوا نصـره ولقاه
ذكروا شمائل أحمد ومقامه
ودعوا لنصـرته ورفع لواه
كي لا تضل قلوب جيل في الورى
عن نهجه الأسمى بزيف سواه
وصفوه حتى لا يتيه محبه
عن نور غرّته وضوء سناه
هذا ابن إبراهيم وابن ذبيحه
ودعا الخليل لربه ونداه
حفظته أصلاب الرجال مطهراً
والله جل جلاله يرعاه
أزكى رسول للوجود فكيف لا
يحمي إله العالمين حماه
ٍهذا ابن من هشم الثريد بكفه
لحجيج بيت الله ما أنداه
هذا ابن آمنة اليتيم محمد
طوبى لبطن ضمه بحشاه
هذا ابن مكة والمقام وزمزم
ووليد كعبته وركن هداه
هذا أبو الزهراء خير مبشـر
كم خصه الله وكم أولاه
أختاره الله نبياً مرسلاً
بلغ العلا بجدارة ورقاه
منهاجه الإسلام أسمى منهج
دستوره القرآن ما أسماه
لما اصطفاه ربه واختاره
أعطاه ما لم يعطه لسواه
أوحى إلى جبريل زره بغاره
فأتى وأسمعه الهدى وتلاه
كشف الدجى بضيائه فتبددت
ظلمات عصـر حالك بضياه
هذا النبي وهذه أخلاقه
كالسلسبيل نقاؤه وصفاه
مُزِجَتْ بهدي الله ثم تدفقت
رقراقةً من ثغره وشفاه
حتى غدى في العالمين مبجلاً
عم البسيطة فضله وعطاه
فاشرب زلالاً من معين محمد
أو من رحيق لسانه وحلاه
خذ ما تشاء من الشمائل إنها
جمعت له سبحان من أعطاه
يدعى أمين صادق في قومه
إذ لم يكن يدعى بها إلاه
والجود في كف الرسول سجية
فإذا سخا عم الوجود سخاه
يعطي ويبذل ما لديه تكرماً
من دون من بذله وعطاه
والعفو شيمة أحمد فإذا عفا
أمن العدو لعفوه ونواه
والحلم طبع للرسول جبلَّة
يغضي عن السفهاء رغم أذاه
والعدل والتوحيد غايته التي
يدعو إليها صبحه ومساه
لما اصطفاه الله فينا رحمة
كان الرحيم كما أراد الله
بسماحة الإسلام بلغ قومه
ودعا عشيرته ومن ناواه
فأجاب دعوته رجال آمنوا
بالله فاعتصموا بحبل هداه
قوم تولوه ولاءً صادقا
بذلوا النفوس رخيصة بولاه
أمثال حيدر فاتخذه قدوة
إن الوصي لخير من واساه
لما افتداه في الفراش بنفسه
شق الطريق لغيره بفداه
وكذلك الأنصار لبوا دعوة
سبقوا الأنام فجسدوا مبداه
آووا رسول الله صانوا عرضه
كم حاول الكفار سفك دماه
صدع الرسول فقامت الدنيا له
ما بين مظهر بغضه وولاه
فتهامس الفقراء نحو نبيهم
وقلوبهم مشغوفة بهداه
سحر القلوب فصاحة وبلاغة
سلب النهى فتجاذبت تهواه
وحيا وتبيانا ونهجا قيما
تحنوا القلوب لوقعه وصداه
يتعاهد الكفار أن لا يسمعوا
لمحمد قولاً ولا لهداه
فإذا دنى الليل البهيم سروا إلى
تلك الرياض والتقوا بفناه
فلقد سبى ألبابهم ببيانه
يتلوه دراً ثغره وشفاه
وصموه من حسد فقالوا شاعر
أو ساحر في كهفه استوحاه
فمضـى البشير إلى العباد مبلغاً
فتطاول الكفار في إيذاه
واشتد تنكيل العبيد لدينهم
بلغ العذاب من العبيد مداه
صبروا على مضض الحياة وبؤسها
نالوا بتعذيب السياط رضاه
نزلت أوامر ربهم أن هاجروا
فالظلم ممقوت ولا يرضاه
أذن المليك لهم بسل سيوفهم
ليدافعوا بالسيف عن مبداه
فاهتز سيف الحق في وجه العدا
في كف مجروح تسيل دماه
فهوى على الهامات يحصدها به
فلكم تمنى خصمه ولقاه
الله أكبر والرماح تشابكت
وجهاً لوجه لا نَجَتْ أعداه
الله أكبر من صميم قلوبهم
شد الضعيف على العدو قواه