بالمختصر المفيد.. أدوات بناء ..لا معاول هدم
مقالات | 21 اكتوبر | مأرب برس :
عبدالفتاح البنوس :
أيها السياسيون والسياسيات ، أيها الأكاديميون والأكاديميات ، أيها الناشطون والناشطات، أيها الحقوقيون والحقوقيات ، أيها المثقفون والمثقفات ، أيها الصحفيون والصحفيات ، أيها الإعلاميون والإعلاميات ، أيها المفكرون والمفكرات، أيها المعلمون والمعلمات ، أيها الحزبيون والحزبيات ، أيها الموظفون والموظفات ، أيها اليمنيون واليمنيات ، الوطن يمر بمرحلة عصيبة بالغة الخطورة والتعقيد ، مرحلة تستدعي منكم الترفع عن الصغائر والترهات ، والسمو على سفاسف الأمور وسخافاتها ، مرحلة الغربلة للمواقف والشخوص ، مرحلة اختبار حقيقي للجميع ، من يصمد ويثبت ويواجه ، ومن يخنع ويجبن ويرجف ، مرحلة الوطن فيها بحاجة إلى كل طاقاتكم وجهودكم وإمكانياتكم وقدراتكم وإبداعاتكم وكتاباتكم ومواقفكم بأن توجه صوب العدوان وقوى العمالة والارتزاق والخيانة ، وأن تكونوا كما هو المعول منكم أدوات بناء وتعمير لا معاول هدم وتخريب .
العدوان يوغل في صلفه وإجرامه ، ننام على مجزرة هنا ، ونصحو على مجزرة هناك ، وأحيانا ننام على مجازر ونصحو على أخرى جديدة ضحاياها من النساء والأطفال والأبرياء ، وأعتقد جازما بأن تلكم المشاهد المؤلمة التي نشاهدها كفيلة وكافية للجميع للسمو والرفعة وعدم الانجرار خلف المهاترات والمناكفات وإذكاء الفتن والصراعات والخلافات وافتعال أزمات وفتح جبهات إعلامية وسياسية وفيسبوكية بين قوى الداخل ، لو كنا نعي وندرك حجم ضررها ومدى بشاعتها والآلام التي تخلفها ، بالله عليكم ما قيمة المناصب والمراتب والكراسي والحقائب والمصالح والمنافع مقابل ما يكابده الشعب وما يعيشه الوطن من نكبات ومذابح وجرائم حرب ضد الإنسانية يرتكبها شذاذ الآفاق وأشباه الرجال من السعوديين والإماراتيين والسودانيين والمرتزقة والعملاء اليمنيين ؟!
أنتم صفوة المجتمع ، ومشاعل التنوير ، وأدوات البناء والتعمير ، كلامكم مسموع ، وطرحكم محل نقاش ، لكم مكانتكم في أوساط المجتمع ، ولكم حضوركم القوي في الساحة المحلية ، لا نريد منكم أن تتنكروا لوطنكم ، وأن تقفوا ضد مصالح شعبكم ، لا تدلسوا ولا تلبسوا الحق بالباطل ، ولاتتاجروا بمعاناة وأوجاع الشعب ، تحلوا بالمسؤولية والانصاف في أقوالكم وأفعالكم ، لا تروجوا للشائعات ، ولا تنشروا الزوابع والأراجيف ، لا تكونوا دعاة فتن وصناع أزمات ، أنتم الأكثر دراية بأوضاع وظروف البلاد المختلفة ، فلا تزايدوا ، ولا تداهنوا ، ولا تتحاملوا على هذا الطرف أو ذاك ، ستسألون عن كتاباتكم ، ومواقفكم ، وتصريحاتكم ، وتوجهاتكم ، فلا تجعلوا صحائفكم مشبعة بالسواد ، ولتكن بيضاء ناصعة البياض ، دعوا عنكم المكايدات ، وتصفية الحسابات ، كونوا مع الوطن والشعب ، سخروا كل ما لديكم ضد العدوان ومخططاته ولا تنشغلوا بالمهاترات ،والكلام الفارغ ، والشطحات الخرقاء .
بالمختصر المفيد، الوضع صعب للغاية ، ولا بد من التحلي بالمسؤولية والحكمة والعقلانية ، رصوا الصفوف ، لموا الشمل ، اجمعوا الكلمة ، شمروا السواعد ، واحشدوا الطاقات لمواجهة العدوان ومشاريع الغزو والاحتلال ، كونوا أدوات للبناء لا معاول للهدم ، فالنصر قريب بإذن الله .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .