هل ستندلع حرب نفطية واسعة النطاق بين ايران وامريكا قريباً؟

متابعات | 13 اكتوبر | مأرب برس :

تعتبر الهند واحدة من أكبر مستهلكي النفط الإيراني، وقد بدأت الهند بتنفيذ خُطة مرسومة سابقاً بعد مفاوضاتها مع الأمريكيين لإستبدال النفط الإيراني بالنفط الأمريكي.

وبعد محاولة الهند للاستيلاء على امتياز تطوير حقل غاز “فرزاد B” اضافة الى امتيازات كبيرة اخرى لها، واجهت مخالفة من قبل المسؤولين الايرانيين، وكما زعمت، انها اتخذت قراراً انتقامياً للحد من استيراد النفط من إيران.

في هذه الظروف، استبدل وزير النفط الايراني الهند بقلب اوروبا ووجد زبائن جدد لشراء النفط الايراني.

وعلى الرغم من تراجع صادرات إيران النفطية إلى الهند في شهر أكتوبر مقارنة بشهر يونيو، بنسبة انخفاض 167 برميلا يوميا، ولكن في الوقت نفسه، بلغت صادرات إيران من النفط إلى فرنسا وإيطاليا في أكتوبر، زيادة قدرها 100 ألف برميل يوميا.

وفي تشرين الأول / أكتوبر، صدرت إيران ما متوسطه 000 160 برميل نفطي يوميا إلى إيطاليا و 000 133 برميل نفطي إلى فرنسا، ومع احتساب زيادة مبيعات النفط إلى تركيا اصبحت ايران المصدر الرئيسي لنفط تركيا، ولم تكن خطوة الهنود هذه ضارة لإيران، نظرا للتدابير الدقيقة لوزارة النفط الايرانية وإيجاد عملاء جدد مثل فرنسا وإيطاليا، حيث وفرت الأرضية اللازمة لتنويع الأسواق التي تبحث عنها كما اعتمدت الدول الأوروبية الكبرى على إمدادات ايران النفطية.

وعلى الرغم من أن إيران لم تتعرض لأدنى ضرر من جراء فقدانها أحد كبار مستهلكيها الجيدين، لكن يجب الّا نغفل عن الخطوة الامريكية بالقضاء على وجود الهند من سوق النفط الإيراني، حيث اعلن وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري عن خطة وزارته للسيطرة على أسواق الطاقة، اضافة الى إنتاج وتصدير النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.

وفي الاسبوع الماضي قال وزير الداخلية الامريكي، ريان زينك: ان خطة امريكا للسيطرة على سوق الطاقة هو من خلال استخدام نفط البلاد لخفض عائدات النفط الإيرانية لمنع إيران من تمويل الإرهاب وتطوير الأسلحة النووية.

وقال زينك ان النفوذ الاقتصادي الامريكي سيحاول وقف انتاج البترول الايراني والذي يعد جزءا من خطة السيطرة على سوق الطاقة.

العقوبات الأمريكية ضد عملاء إيران هي لخفض أسعار النفط

لذا فإن بعض المحللين يشككون في تبعية المجتمع الدولي لهذه السياسة الجديدة المحتملة وهي فرض عقوبات جديدة من قبل الولايات المتحدة على ايران، وذكر موقع بلاتز الإخباري: بدأ مشترو النفط الإيراني الاسيويون بدراسة خطط طارئة لشراء النفط لوارداتهم في عام 2018.

وقال بعض مستهلكي النفط إنهم يفكرون في خفض حجم مشتريات النفط من إيران، كي تكون الحكومة الأمريكية مستعدة للظروف الجديدة في حال تم منع الوصول للنفط الخام والسائل الايراني اذا ما تم فرض عقوبات امريكية عليها.

وذكرت احدى المصافي النفطية في شمال آسيا أنها ترغب في إدراج المزيد من الشروط بشأن القضايا الطارئة في عقودها مع شركة النفط الوطنية الإيرانية. وكان من الشائع إدراج المزيد من الشروط المتعلقة بالحالات الطارئة خلال فترة العقوبات، وقد تكون مرة أخرى من أهم القضايا في عقود النفط الإيرانية في عام 2018.

ويعتقد المحللون ان سوق النفط اليوم، التي تواجه فائضا من النفط الخام الامريكي وغيره من انواع النفط الخام، لن تشهد انخفاضا كبيرا في امدادات ايران من النفط، اذا ما تم اعادة فرض العقوبات ضد ايران كما حدث في السنوات السابقة.

لكنهم اضافوا ان بعض المصافي التي تم تصميمها تقنيا لتصفية النفط الخام والسوائل الايرانية قد تكون لديها خيارات محدودة لتحل محل النفط الايراني.

وقد أدى تقليص صادرات النفط الخام الإيراني وسوائلها خلال فترة العقوبات إلى زيادة الطلب على السوائل القطرية.

وقالت مصادر صناعية انه اذا اصبحت واردات ايران من النفط محدودة فان جزءا من هذا الفراغ في السوق الاسيوية قد يكون مملوءا ايضا بالنفط الخام والسوائل الامريكية.

وذكر مصدر صناعي كوري مُطّلع ان عددا من مشتري السوائل الكورية يدرسون حاليا شراء عدد من شحنات السوائل من الولايات المتحدة.

وقال وونغ بي، نائب مدير قسم البحوث والاستراتيجية في شركة يونيبيك الصينية “ما زلنا لا نخطط لتغيير مشترياتنا النفطية من ايران، ولكننا سنستورد تدريجيا المزيد من النفط الخام من الولايات المتحدة واستبدالها بجزء من النفط غير التنافسي في الشرق الاوسط”.

وكان انخفاض سعر نفط غرب تكساس الوسيط الأمريكي عن مؤشرات النفط العالمية الأخرى، بما في ذلك مؤشر دبي وبرنت لهذا العام، العامل الرئيسي وراء توافر النفط الخام الأمريكي في السوق الآسيوية.

وفي هذا السياق، تم أخذ رأي المعنيين بشأن الطاقة وهو كما يلي:

نزع السلاح الأمريكي من خلال القضاء على النفط الخام وكسب إيرادات جديدة

قال هدايت الله خادمي نائب رئيس لجنة الطاقة الايرانية في البرلمان الايراني: “من اجل فصل الاقتصاد عن النفط والابتعاد عن العقوبات التي يمكن فرضها بسهولة من قبل القوى العظمى في العالم وخصوصا الولايات المتحدة وفي اي وقت، علينا اتخاذ قرارات عن بيع نفطنا الخام في العالم في أقرب وقت ممكن.”

واكد خادمي انه من وجهة نظر سياسية ووطنية، تسعى كل دولة وخاصة الدول القوية، بما في ذلك الولايات المتحدة، الى الاستيلاء على الاسواق العالمية والسيطرة عليها، قائلا ان الولايات المتحدة ماضية في السيطرة على سوقٍ تتعمق فيها النوايا السياسية، وذلك بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك تعيين سعر معقول أو منخفض، التحكم بجودة النفط و … حيث ستسعى الى اجتذاب عملائنا عن هذا الطريق.

وفي النهاية قال “ان ايران، بمبادرتها وابتكارها، يجب ان تخرج في اقرب وقت ممكن من هيمنة اقتصاد منتج واحد (النفط)، وعليها إحباط اجراءات الولايات المتحدة وحلفائها من خلال خلق دخل من مصادر اخرى”.

إتحاد الصين واليابان والهند وأوروبا يحبط التهديد النفطي الأمريكي

وقال نرسي قربان خبير الطاقة: إن مبيعات الطاقة من قبل امريكا للهند تعني أن السوق الإيرانية لم تقع في أيدي امريكا. ولا تزال مبيعات النفط الإيرانية قائمة في الدول الآسيوية مثل الصين واليابان والهند وأوروبا.

وقال خبير الطاقة: “ان الولايات المتحدة تعتزم دائما خفض صادرات ايران من النفط بالاضافة الى ان العقوبات لا تزال مفروضة حاليا”.

وقال “اذا وقفت الدول الاوروبية والصين وروسيا الى جانبنا، فان التهديدات والاجراءات التي تتخذها الحكومة الامريكية لن يكون لها تأثير كبير على ايران”.

واضاف “من المتوقع أنه مع تنفيذ خطة سيطرة أمريكا على سوق الطاقة واستهداف تخفيض صادرات النفط الإيرانية، سيقترح زبائننا شراء النفط بسعر رخيص لتجاوز خطة الحكومة الأمريكية.”

وقال خبير الطاقة ان الحكومة الامريكية لم تتدخل ابدا في عمليات شراء ومبيعات النفط وكانت شركاتها استباقية في هذا الصدد قائلا “ان عقود النفط اما طويلة الاجل او ان تبحث سفينة ناقلة للنفط في طريقها على زبون لشراء نفطها، لذلك فمن غير الواضح كيفية بيع النفط الأمريكي إلى الهند.”

على الحكومة المخاطرة مرة واحدة وإلى الأبد بإزالة النفط من الميزانية

وقال محمد جواد جمالي نوبندكاني، السكرتير العام للجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي: “مع الخطوات التي اتخذتها امريكا في هذه الايام، انتهت الامال بالنسبة لمن يسعون للمصالحة مع هذا البلد. الآن من الواضح للجميع أن امريكا لديها مشكلة مع طبيعة إيران، وسوف تفعل كل ما في وسعها للعمل ضدنا.”

وقال السكرتير الأول للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية: “إن المرشد الأعلى يؤكد لجميع الحكومات بضرورة وقف الاعتماد على النفط، لأن الولايات المتحدة كانت تدرك ان إيران تعتمد على عائدات النفط، وقد استفادت من نقطة الضعف هذه على الصعيد الدولي.”

وأكد جمالي: لذلك يجب على الحكومة أن تواجه هذا الخطر مرة واحدة وإلى الأبد، وتفصل ميزانية البلد عن النفط. كذلك يمكننا أن نعرقل تهديدات أمريكا من خلال تنفيذ الاقتصاد المقاوم.

بناء مراكز طاقة قوية ونقل الغاز إلى أوروبا، استراتيجية لمكافحة تهديدات ترامب النفطية

وقال حميد رضا صالحي الأمين العام لاتحاد تصدير الطاقة: “في السنوات الأخيرة، بدأت الولايات المتحدة بالعمل والاستثمار في مجال إنتاج النفط والغاز من مصادرها.”

واضاف “ان امريكا لديها بعض الخطط لتنفيذها وهدفها هو شَل الدول الاخرى بما فيها ايران.”

وأضاف صالحي، في اشارة إلى قدرة إيران الغازية، والتي تأتي في المرتبة الأولى في المنطقة، انه: “من خلال الاستفادة من هذه القدرة، يمكننا ان نكون إحدى الجهات الفاعلة سياسيا على الساحة الدولية ايضا وذلك من خلال ربط الغاز بأوروبا وظهورنا كجهة رئيسية في هذا المشهد.”

وقال صالحي: “أعتقد أنه لن يكون أمامنا خيار سوى استخدام مواردنا الغازية قدر الإمكان، وبناء مراكز قوية للطاقة جنبا إلى جنب مع الأوروبيين، لغرض إفشال تهديد امريكا النفطي”.

وفي اشارة الى الفترة التي بلغ فيها سعر برميل النفط الايراني 7 دولارات قال “علينا استغلال حاجة جيراننا والاوروبيين الملحة للغاز وتعزيز علاقاتنا معهم، للوقوف بوجه السياسة الامريكية وحكومة ترامب لمطالبهم المفرطة”.

*الوقت التحليلي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى