القيادي بحزب الرشاد محمد طاهر انعم في حوار صحفي:السعودية استطاعت شراء الذمم لكننا لن نقبل بالعيش في دولة تابعة ذليلة
مارب برس[الجمعه 25/ديسمبر-كانون الاول/2015م]
في ذكرى المولد النبوي
عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد محمد طاهر أنعم يدعو إلى نبذ التعصب المذهبي والسياسي والعودة إلى طريق الرسالة المحمدية ( حوار )
بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف التقى موقع يمانيون بعضو الهيئة العليا لحزب الرشاد الأستاذ محمد طاهر أنعم، الذي تحدث عن المناسبة وعن إمعان النظام السعودي في العدوان على اليمن، ومحاولتها إشعال الفتنة المذهبية في بلادنا، داعياً إلى استلهام سيرة النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في العبادة وفي العلاقة بين الناس والابتعاد عن التعصب المذهبي والطائفي والسياسي.
حوار / ماجد الكحلاني
يستعد اليمنيون لاستقبال وإحياء مولد الرسول الأعظم ترى ما انطباعك عن أهمية وعظمة هذه المناسبة في حياة الأمة الاسلامية؟
– بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، إن هذه مناسبة دينية عظيمة لتذكير المسلمين بنبيهم صلى الله عليه وسلم ولتجديد الإيمان والتوحيد ولتجديد الأتباع للنبي محمد عليه الصلاة والسلام. وقد أجتمع المسلمون منذ مئات السنين منذ أكثر من ألف سنة على هذه السنة الحسنة بالاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في يوم الـ 12 من ربيع الأول من كل سنة هجرية، وفي هذا الاجتماع يقومون باستذكار سيرته عليه الصلاة والسلام وتأمل بعض الفوائد والأشياء التي تحفزهم على الاقتداء بهِ والتمسك بسنته والسير على منهجه وهذه من الأمور الطيبة التي تحيي تلك المعاني الإيجابية في الأمة، وإننا إذ نحمد الله عز وجل على أن نحتفل في بلادنا وكثير من بلاد المسلمين بهذه المناسبة ونستذكرها في كل سنة لنجدد إيمانناً وولاءنا لله والسير على نهج نبينا رسوله صلى الله عليه وآله وصحبة وسلم.
كيف تنظرون الى استمرار اليمنيين في الحياة العامة وصمودهم امام صلف العدوان السعودي الغاشم منذ 9 أشهر واستعدادهم لاستقبال المناسبة واحياءها بالشكل المطلوب؟
– لا يجوز أن تتوقف حياة الناس وارتباطهم بدينهم وارتباطهم بعقيدتهم وارتباطهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم تحت أي ظروفٍ كانت حتى لو ضرب أي بلادٍ من بلاد المسلمين من زلزال لا قدر الله أو بركان أو كارثة طبيعية أو حرب فإن الصلاة يجب أن تستمر والزكاة يجب أن تستمر والعبادة يجب أن تستمر وأتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يجب أن يستمر ولذلك لا يجوز أن يعيقنا العدوان لا يجوز أن تعيقنا المشاكل الاقتصادية.
ولا يجوز أيضا أن تعيقنا أي أعذار عن الارتباط بهذا الدين وعن تذكر السيرة النبوية وعن الاحتفال والاستذكار لمثل هذه المناسبات الدينية أو كذلك المناسبات الوطنية.. يجب أن تستمر الحياة ألا تشاهد أنه أثناء الحروب في أثناء الكوارث يستمر الزواج تستمر الولادة تستمر الاحتفالات بالمناسبات الاجتماعية عند الناس، حياة الناس يجب أن تستمر رغم كل الظروف نحن لا يجوز أن نستسلم يعني إذا وقع على بلدنا حرب أو إشكالية وتركنا عبادتنا وتركنا مناسباتنا الدينية أو الوطنية فهذا يعني أننا نستسلم أو تركنا دراستنا مدارسنا جامعاتنا أغلقناها من أجل العدوان أو من أي مشكلة أخرى هذا معناه أننا شعب مستسلم ضعيف، الشعب القوي هو الذي يواجه العدوان يواجه الإشكالات يحاول أن ينهض من المشاكل الاقتصادية والكوارث الطبيعية وهو في نفس الوقت مستمر في دراسته مستمر في تعليمة مستمر في مناسباته الدينية ومناسباته الوطنية بكل قوة وبكل ثبات..هذا دليل على ثباتنا واستمرارنا في الحياة.
محاولة الهيمنة على بلادنا
مقاطعا: ما تعليقكم شخصياً مما يجري ويحصل في البلاد خراب وسفك للدماء من قبل آله القتل السعودية تحت مبررات الشرعية المزعومة؟
– يؤسفنا حقيقة، ويحزننا جداً الاستمرار في هذا العدوان وأن هذه الأطماع الإقليمية في بلادنا هي أطماع يعني مزعجة جداً بعض الدول مثل السعودية تقوم للأسف الشديد بمحاولة الضغط والهيمنة على بلادنا حتى تصبح بلادنا ضعيفة تسير في الفلك السعودي وتسيطر عليه السياسات السعودية تماماً مثل دول أخرى يعني مثل البحرين وغيرها لكن هذا الأمر نحن تجاوزناه والشعب اليمني شعب 25 مليون نسمة لهم تاريخهم ولهم حضارتهم.
جيل يريد التحرر والعيش بكرامة
تريد السعودية تركيع اليمنيين بمعية مرتزقة سياسيين وعسكريين ومشائخ وقبليين كانوا اذرعتها من قبل في الداخل.. فهل برأيك ستنجح السعودية في ذلك !؟
– لا يمكن أن نقبل بالعيش في دولة تابعة ذليلة، ربما أستطاع السعوديين بأموالهم ورشواتهم لبعض المشايخ القبليين والدينيين وبعض العسكريين والسياسيين عبر 40 سنة من الثورة السبتمبرية أن تشتري ذممهم وولائهم وبالتالي لم يكن همهم سوى مصالحهم الخاصة وجعلوا من اليمن دولة تابعة وأنتشر الفساد والفقر وتشرد اليمنيون بسبب هذه السياسات وبفعل هؤلاء المسؤوليين الانتهازيين.
الآن هناك جيل جديد يريد أن يتحرر جيل جديد يريد العيش بكرامة يريد أن يستخرج ثروات الأرض يريد أن ينعش الاقتصاد في بلادنا وأن نكون أمة لها كرامة في المحافل الدولية نريد أن نبني وطننا بدلاً من أن نكون مغتربين ومشردين بحثا عن لقمة العيش فهناك نحو 7 مليون يمني تشردوا في كل بلاد العالم في السعودية وأمريكا وأوروبا وغيرها نتيجة انعدام العمل في بلادهم وتفشي الفساد الذي ترعاه السعودية وحكومات أخرى.
نريد أن يعود هؤلاء إلى بلدهم ليبنوا وطنهم في ظل حياة كريمة وأعمال جيدة تتناسب واحتياجاتهم وآسرهم أما أن نستمر في بلد فقير وشعب مشرد من أجل أن يرضى علينا آل سعود فأعتقد أن هذا الجيل الجديد لن يسمح بهذا أبداً إن شاء الله.
لن ينجح صناع الفتن
مختلف المذاهب في اليمن كانت متعايشة إلى وقت قريب ولا زالت.. ما الذي حصل؟ ومن السبب ومن المستفيد من وراء الصراعات المذهبية الحاصلة؟
– ما زال التعايش موجود الحمد لله، اليمنيون بمختلف توجهاتهم المذهبية والسياسية والحزبية والقبلية وغيرها ما زالوا متعايشين، نحن نعرف ونلمس هذه التعايش حين ندخل إلى المساجد على سبيل المثال نجد الجميع يصلي بغض النظر عن المذهب او الجماعة التي ينتمي اليها والجميع في محبة ووئام.
هناك بعض المتشددين التابعين لأطراف معينه يحاولون نشر الفتن الطائفية وإحداث صدام ومشاكل تحت رعاية من بعض القنوات السعودية والخليجية في محاولة لإثارة الفتنة المذهبية والطائفية داخل اليمن ولكن إن شاء الله تفشل هذه الافتعالات الموجهة، مهما حاولوا فعله، كما سبق وأن فعلوها العراق وفي سوريا أدت إلى تطاحن وحروب طويلة، وفي بلادنا إن شاء الله لن يكون هذا الأمر وارداً وسيكون اليمنيون إن شاء الله أعقل وأفضل ولن يتجهوا إلى صدامات أو حروب طائفية أو مذهبية، لأن الاختلاف المذهبي أو الطائفي في بلادنا بسيط وقليل جداً والمساجد مشتركة ومتداخلة.
مقاطعاً: النسيج الاجتماعي بين اليمنيين متماسكا وما يزال؟
– فعلا، ما يزل النسيج الاجتماعي مترابطا و لسنا مثل دول أخرى يوجد تمايز في المساجد بين السنة والشيعة عندنا يصلي الجميع فبعضهم لا يعرف الآخر ما مذهب الثاني وما محاولة إنعاش الطائفية والمذهبية في بلادنا إلا بغرض قاصر وسيبوء بالفشل إن شاء الله.
عليا وعلى أعدائي
ألا ترى بأن قوى العدوان ممثلة بالنظام السعودي بدأت الآن تتجه لتغذية فتنة طائفيه مذهبية داخل اليمن؟
– واضح جداً ذلك وهذا الشيء وارد ويعتبر من آخر الأوراق تلجأ إليه السعودية وهو ما يسمى خيار ” عليا وعلى أعدائي ” للأسف هذا دليل على عدم المسؤولية واللا مبالاة من قبل السعودية التي تلعب بالنار غير آبهه بما سينجم عن ذلك من آثار وتداعيات عليها، كون انعاشها للفتن الطائفية سوف يؤثر عليها وقريباً لا قدر الله ونجحت هذه الصراعات وتقوت هذه الجماعات المتطرفة ستتوجه إلى السعودية بلا شك لأنها ستجد في كثير من مناطقها من هم طعماً لها كالشيعة الجعفرية والأثنى عشرية والصوفية بينما جماعة السعودية المتشددة التي تحاول أن تنميها تحمل الحقد والكراهية للصوفيين وتريد أن تقتلهم وواضح ذلك في بلادنا حيث تشهد تفجير كثير من الأضرحة والمساجد في حضرموت وفي عدن وفي لحج.
من السبب في كل هذا؟
– السبب هي الجماعات المتشددة التي تقوم على فكرة أن جميع الفرق الأخرى والطوائف الأخرى ضالة ومنحرفة ويجب يعني أن نلزمها بما يعتبرونه الحق فيحاولون أن يدمروا أضرحتهم ومساجدهم ويسيطرون على أماكنهم لأنها فئات منحرفة وضالة مثلما يتوقعون والسعودية تدعمهم بالسلاح.
مقاطعاً: تقصد الفكر الوهابي.. وما تعليقك حقيقة عليه كفكر ومذهب؟
– الفكر الوهابي فكر متشدد أخذ الطبيعة النجدية المتطرفة، طبيعة القساوة البدوية لدى أصحاب نجد فحاولوا أن يطبقوا الدين بهذا الأسلوب المتشدد والمنفر وعليه ارتبط تطبيق الفكر الوهابي في الدين بناء على الطبيعة البدوية النجدية المتشددة فأفسدوا أكثر مما أصلحوا رغم انه بالإمكان للبعض ان ينشروا مفاهيمهم بالأسلوب الدعوي الجيد لكن الطبيعة البدوية العميقة في الكتب وفي المفاهيم النجدية والوهابية تأصلت كثقافة حتى على من أتبع مذهبهم في اليمن وغيرها.
التمسك بالدين والثوابت
العـودة إلى طريق الرسالة المحمدية وبناء الدولة الإسلامية القوية؟ كيف يمكن ذلك ومتى بالضبط؟
– الطريق إلى ذلك هو استلهام سيرة النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في العبادة وفي العلاقة بين الناس والابتعاد عن التعصب المذهبي والطائفي والسياسي، وهو كذلك بإتباع التقنية والسياسات الحديثة في الأمور العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وعلى الشعوب الإسلامية أن تنهض وفق ركيزتين الأصالة والمعاصرة من خلال التمسك بالدين والثوابت ولما من شأنه محاربة الغلو، فالدين الاسلامي دين محبة ودين تسامح وليس دين الغلوّ والتشدد ودين القتل والتفجيرات وما تلك الأعمال إلا انحراف ولا تمت للدين ولأصالة اليمنيين والمسلمين بأي صلة.
نرجو أن يعود جميع المسلمين من أنتساباتهم المذهبية والفرعية للانتساب للإسلام والأخوّة وأن نأخذ بأسباب التقنية الحديثة في العسكرية والاقتصادية والسياسية على أسس أن نبني بلدنا على الشفافية والقوة للحاق بركب العالم وان لا نعيق في ذلك لأي سبباً من الأسباب وبالتالي سنعود وننهض مجددا.
وإن شاء الله نتوقع لليمن مستقبل زاهر لأننا بدأنا نعرف الصواب وبدأنا نعلم أن استمرارنا كشعب مستكين يتحكم به مجموعة من السياسيين والمشايخ القبليين والعسكريين مقابل أموال يستلمونها من السعودية ونبقى نحن شعب متخلفاً انتهى الى غير رجعة ونعيش الآن مرحلة جديدة وهناك في الشعب شباب ناهضين وجيل جديد لن يقبل أن يستمر في هذا الضعف والنوم يريد أن نحيا حياتنا بكرامة وعزة.
ما توقعاتك بشأن مؤتمر جنيف في ظل استمرار العدوان الغاشم على بلادنا؟
– نتمنى ان تكلل [المفاوضات] بالنجاح وأن يصل اليمنيون إلى حلول وسطية وعادلة ترفع الهيمنة الأجنبية السعودية وغيرها عن بلادنا ويكون حل عادل لجميع الأطراف، يتشارك فيه الجميع سياسياً، ولكن السلوك الذي يقوم به العدوان ويقوم به بعض حلفاء الرياض في بلادنا ينم على أن الرغبة في الحل لم تختمر في رؤوسهم ولم تصل بعد إلى عقيدة حقيقية لديهم، ما زالوا يناورون ما زالوا يحاولون كسب الوقت ما زالوا يضنون أن القوة العسكرية السعودية يمكن أن تحقق نصراً على الأرض، لذلك أنا أحس أنهم غير جادين في السلام ولذلك ليس أمام الجيش اليمني والقوات المسلحة واللجان الشعبية سوى أن تستمر في الدفاع عن البلاد إلى أن يرغب الطرف الآخر في سلام حقيقي وعادل وليس استسلام، البعض الآن يريدون استسلام فقط أن يستسلم لهم أن نركع للسعودية وأن نعود للهيمنة السعودية ونعود للفساد ونعود للتشرد..يتشرد اليمنيون باسم الاغتراب في كل مكان في العالم ونعود للفقر والفساد والاختلاف السياسي هذا لا يمكن، لأن صمودنا واستمرارنا في التحدي والصمود أفضل لنا من العودة إلى الفساد الذي عشناه لسنوات طويلة في اليمن.
رسالة أخيرة توجهها لمن؟
– والله نحن نوجه رسالتنا لجميع اليمنيين أن يحافظوا على تماسكهم الاجتماعي وتماسكهم القبلي ألا ينجروا إلى دعوات الطائفية ولا المذهبية ولا التعصب السياسي هناك بعض الأحزاب السياسية المتعصبة تريد أن تحرق اليمن لأنها خسرت بعض المكاسب وخسرت بعض المعطيات، لكن رهاننا إن شاء الله تعالى بعد توفيق الله على الشعب اليمني الواعي الذي لن ينجر لهذه الخصومات وكذلك رسالتنا إلى الإعلاميين: مهمتكم مهمة كبيرة في نشر الوعي ونشر التسامح وعدم الانسياق مع دعوات التشدد السياسي والحزبي والمذهبي وتشويه الآخر يجب أن نحافظ على تماسكنا الاجتماعي وعلى تسامحنا وعلى محبتنا فيما بيننا البين وسوف تنتهي إن شاء الله هذه الاشكالات وتنتهي هذه الحروب وينهض الشعب اليمني من جديد لن يكون الخاسر إلا المتعصبون متعصبون سياسياً ومذهبياً سوف تحترق أوراقهم ثم يذهبون ويعيشون في دول أخرى أو في الخارج لأنه لن تقبلهم الأرض اليمنية بعد دعوتهم للقتل ودعوتهم للدمار ستصبح لهم ثارات مع الجميع ولن يعودوا إلى اليمن أبداً وسيبقى اليمنيين وستبقى دعاة التسامح والتعايش والمحبة يعيشون في هذا الوطن إن شاء الله تعالى ويبنونه من جديد.
مقاطعاً: وليس لدينا ما نخسره.. أليس كذلك؟
– نعم خسرنا ثرواتنا خسرنا عبر أربعين سنة خسرنا يعني استقلالنا السياسي خسرنا كرامتنا إحنا اليمنيين حين أصبحنا دولة ضعيفة تتبع السعودية الآن نريد إذا حصل سلام أن يكون سلام مرتكز العودة إلى الكرامة اليمنية والعودة إلى القوة والعودة إلى ترك الفساد وترك الهيمنة أما استسلام وعودة إلى ما كنا فهذا لا يمكن ولا نتخيله أبداً.
ينشر بالتزامن مع موقع يمانيون