شهادات على اغتصاب جنود ميانمار لنساء الروهينغا
متابعات | 24 سبتمبر | مأرب برس :
وتضفي روايات العاملين في الحقل الطبي، تدعمها في بعض الحالات تقارير طبية اطلعت عليها وكالة “رويترز”، مصداقية على اتهامات متكررة تتراوح من الملامسة بالأيدي إلى الاغتصاب الجماعي وجهتها نساء إلى القوات المسلحة في ميانمار.
ورفض المسؤولون في ميانمار هذه الاتهامات في أغلبها ووصفوها بأنها دعاية من جانب المتطرفين تهدف إلى تشويه الجيش الذي يقولون إنه يشن حملة مشروعة لمكافحة متمردين ولديه أوامر بأن يعمل على حماية المدنيين.
وقال زاو هتاي، المتحدث باسم زعيمة ميانمار، أونج سان سو كي، إن السلطات ستحقق في أي اتهامات تقدم إليها. وأضاف “هؤلاء النسوة ضحايا الاغتصاب يجب أن يأتوا إليها. وسنمنحهن الأمن الكامل. وسنحقق وسنتخذ إجراءات”.
ولم تعلق سو كي بنفسها على الاتهامات المتعددة عن الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها أفراد الجيش بحق نساء الروهينغا والتي ترددت في محافل عامة منذ أواخر العام الماضي.
وأجرت “رويترز” مقابلات مع ثمانية من العاملين في مجال الرعاية الصحية والحماية في منطقة كوكس بازار ببنغلادش، قالوا إنهم عالجوا أكثر من 25 امرأة تعرضن للاغتصاب منذ أواخر آب/ أغسطس.
ويقول هؤلاء إنهم لا يحاولون التحقق على وجه الدقة مما حدث لمريضاتهم لكنهم شهدوا نمطا متكررا لا يمكن أن تخطئه العين في رواياتهن وكذلك أعراضا بدنية على عشرات النساء يتفقن جميعا على أن جنودا من ميانمار هم من فعلوا بهن ذلك.
ومن النادر أن يتحدث أطباء الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة عن عمليات اغتصاب تتهم بارتكابها قوات مسلحة في دولة ما نظرا لحساسية المسألة.
“اعتداء لا إنساني”
يقول أطباء في عيادة تديرها المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في مخيم ليدا المؤقت للاجئين، إنهم عالجوا مئات النساء من إصابات قلن إنها نتجت عن اعتداءات جنسية عنيفة خلال عملية الجيش في شهري تشرين الأول/ أكتوبر تشرين الثاني/ ونوفمبر.
وقال المنسق الصحي في العيادة، الدكتور نيرانتا كومار، إن بلاغات أقل وردت من بين طوفان اللاجئين منذ آب/ أغسطس، غير أن الحالات التي عالجها الأطباء كانت الإصابات فيها تشير إلى “اعتداءات أكثر عنفا” على النساء.
وأشار عدد من العاملين في المجال الصحي إلى أن عددا كبيرا من النساء بقين في البداية في قراهن في أكتوبر، اعتقادا منهم أن حملات الجيش تستهدف الرجال فقط من الروهينغا، إلا أن أغلب النساء لذن بالفرار هذه المرة عند أول بادرة على عمليات الجيش.
وعرض أطباء في عيادة ليدا على مراسل لرويترز ملفات ثلاث حالات دون الكشف عن هوية المريضات. وجاء في أحد الملفات أن امرأة عمرها 20 عاما عولجت في العاشر من سبتمبر بعد سبعة أيام مما روته عن اغتصاب جندي لها في ميانمار.
وتقول مذكرات مكتوبة بخط اليد إنها روت أن جنودا “جذبوها من شعرها” ثم “استخدموا بندقية لضربها” قبل اغتصابها.
قالت الطبيبة تاسنوبا نورين التي تعمل لحساب المنظمة الدولية للهجرة “وجدنا آثارا على الجلد تظهر أن الاعتداء كان وحشيا ولا إنسانيا”.
وقالت إنها شهدت حالات فيها تهتك مهبلي وآثار عض وعلامات على دس سلاح ناري في الأعضاء الجنسية لنساء.
وقالت إنها عالجت من بين طوفان اللاجئين الجديد ما لا يقل عن خمس نساء تعرضن فيما يبدو للاغتصاب مؤخرا وبدت فيها الإصابات الجسدية متسقة مع رواية المريضات لما جرى.
“نسبة ضئيلة من الحالات”
قال رئيس المجمع الصحي الرئيسي في كوكس بازار، الدكتور مصباح الدين أحمد، نقلا عن تقارير من طبيبات في العيادات الحكومية ببنغلادش، التي تدعمها وكالات تابعة للأمم المتحدة في منطقة أوخيا، إنهن أبلغن عن معالجة 19 امرأة تعرضن للاغتصاب.
وأضاف أن “الأدلة تضمنت آثار عض وتمزق مهبلي وما إلى ذلك”.
وفي يوم واحد هو 14 أيلول/ سبتمبر، وصلت ست نساء إلى إحدى العيادات وقلن إنهن تعرضن لاعتداء جنسي. وأضاف الدكتور مصباح الدين “جميعهن قلن إن جيش ميانمار فعل بهن ذلك”.
وقال طبيب من المنظمة الدولية للهجرة يعمل في إحدى تلك العيادات بالقرب من مخيم كوتابالونج للاجئين، طلب عدم نشر اسمه، إن امرأة عبرت الحدود من ميانمار في أواخر آب/ أغسطس قالت إن سبعة جنود على الأقل اغتصبوها.
وقال الطبيب “كانت في غاية الإعياء ومصدومة وقالت إنها كافحت للوصول إلى العيادة. وكانت مصابة بتهتك في المهبل”.
وعالج الأطباء 15 من الحالات التسع عشرة وثماني نساء أخريات تعرضن لاعتداءات بدنية. وعولجت بعض النساء بحبوب لمنع الحمل بينما عولجن جميعا لتقليل خطر الإصابة بفيروس اتش.آي.في المسبب لمرض الإيدز وللحماية من الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي.
وقال الطبيب إن الأعراض شملت آثار العض على الأذرع والظهر وتمزق أغشية المهبل وتهتكها والنزيف المهبلي.
وحددت تقارير داخلية جمعتها وكالات الإغاثة في كوكس بازار هوية 49 “ناجية من عنف جنسي قائم على أساس النوع” في أربعة أيام فقط بين 28 و31 آب/ أغسطس. ويقول أطباء الأمم المتحدة إن مصطلح العنف الجنسي القائم على أساس النوع يستخدم للإشارة إلى حالات الاغتصاب فقط.
ولم تتوفر بيانات عن حالات الاغتصاب التي تم الإبلاغ عنها في تواريخ أخرى.
ويقول تقرير عن الوضع أعدته وكالات الإغاثة إن أكثر من 350 شخصا أحيلوا إلى رعاية خاصة لإنقاذ حياتهم لأسباب تتصل بالعنف القائم على أساس النوع وهو مصطلح واسع يشمل الاغتصاب والشروع في الاغتصاب والملامسة بالأيدي بالإضافة إلى سوء المعاملة والحرمان من الموارد على أساس النوع منذ 25 أغسطس. ولم يشر التقرير إلى مرتكبي هذه الأفعال.
وقالت منسقة الطوارئ الطبية بمنظمة أطباء بلا حدود في كوكس بازار، كيت وايت، إن المنظمة الخيرية عالجت 23 حالة على الأقل من الإصابة نتيجة العنف الجنسي بما فيها الاغتصاب الجماعي والاعتداء الجنسي منذ 25 أغسطس. وأضافت أن “هذه نسبة ضئيلة من الحالات التي يرجح وجودها”.
“الاغتصاب سلاحا”
كانت رويترز قد نشرت تقريرا عن اتهامات باغتصاب جماعي لنساء من الروهينجا خلال أيام من هجمات المتشددين في شمال ولاية راخين في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
واطلع محققو الأمم المتحدة الذين زاروا بنجلادش في كانون الثاني/ يناير على البلاغات نفسها.
وقال تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة في نيسان/ أبريل إن الاعتداءات الجنسية “استخدمت بشكل منهجي فيما يبدو لإذلال الطائفة وإرهابها”.
وقبل صعود سو كي إلى السلطة في العام الماضي، تحدثت عن استغلال الاغتصاب كأداة تقسيم في بلد يعاني من كثرة الصراعات العرقية.
وكانت سو كي قالت في رسالة بالفيديو عام 2011 عندما سئلت في مؤتمر عن العنف الجنسي في الصراع “تستخدمه القوات المسلحة كسلاح لترهيب الجماعات العرقية ولتقسيم بلادنا. هكذا أراه”.
وقال المتحدث باسمها زاو هتاي عندما سئل عما إذا كان رأيها قد تغير فقال “لا شيء يقال”. وأضاف “كل شيء يجب أن يتم طبقا لسيادة القانون. وقال القادة العسكريون إنهم سيتصرفون”.
*عرب 48 .