تصعيد إسرائيلي.. الجنرال عميدرور يُهدد بضرب القواعد العسكرية الإيرانية بسوريا
متابعات | 19 يوليو | مأرب برس :
ليس سرا أن الدولة العبرية تبنت شعار الشهيد البطل، د. وديع حداد “وراء العدو في كل مكانٍ” بكل ما يتعلق بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهي لا تترك مناسبة إلا وتُهاجم طهران، باعتبارها العدو الثاني، بعد حزب الله، الذي يُشكل تهديدًا إستراتيجيًا، لا بل وجوديًا على “إسرائيل”. وفي الفترة الأخيرة لوحظ التصعيد الإسرائيلي في التهديد الكلامي بعمليةٍ عسكريةٍ ضد القوات الإيرانية في سورية، التي تعتبرها تل أبيب تهديدًا مباشرا عليها وقريبا منها.
وبحسب مراسل الشؤون السياسية في صحيفة (هآرتس) العبرية فإن رئيس الوزراء نتنياهو، قال بعد لقائه الرئيس الفرنسي ماكرون، إن “إسرائيل” تعارض اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنجز بين الولايات المتحدة وروسيا في جنوب سورية، زاعمًا أن الاتفاق المذكور يعمل على تكريس التواجد الإيراني في هذه الدولة، على حد قوله.
علاوة على ذلك، أشارت الصحيفة العبرية إلى أن المصادر عينها أكدت على أن إيران معنية ليس فقط بإرسال مستشارين إلى سورية، بل أيضا سيُقيم الجيش الإيراني قواعد بحرية وجوية في هذه الدولة العربية، لافتة في الوقت عينه إلى أن خطوة من هذا القبيل ستؤدي إلى تغيير صورة الوضع في المنطقة التي كانت سائدة حتى الآن.
ولفتت الصحيفة أيضا إلى أنّه في وقت سابق، قال ماكرون بعد لقائه مع نتنياهو إن فرنسا مستعدة لقيادة ما أسمتها بالحملة الدبلوماسية لمعالجة التهديد الذي يشكله سلاح منظمة حزب الله في جنوب لبنان، على حد قول الرئيس الفرنسي.
واليوم الأربعاء، كشفت الصحيفة العبرية عن أقوالٍ خطيرةٍ أدلى بها رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال في الاحتياط يعقوب عميدرور في لقاءٍ جمعه مع عددٍ من الصحافيين الأجانب.. وتحت عنوان “إسرائيل” ترفع سقف تهديداتها ضد إيران، نقل مراسل الشؤون العسكرية في الصحيفة، عاموس هارئيل عن الجنرال عميدرور قوله للصحافيين إنّ بناء القواعد الإيرانية في سورية تمنح طهران وحزب الله موقعا قريبا لإطلاق الصواريخ ضد “إسرائيل”.
واللافت في حديثه، أنه أضاف قائلاً إنّه يتحتّم على الدولة العبرية عمل كل شيءٍ وبكلّ ثمنٍ من أجل منع ذلك. وأوضح الجنرال الإسرائيليّ، المُقرّب جدًا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنّ “إسرائيل” ملزمة بمنع ذلك، وإذا لم يقُم من يرسمون الخطط مثل الأمريكيين والروس وآخرين، بمنع إقامة القواعد الإيرانيّة، فإنّ من شأن ذلك، أنْ يُستخدم الجيش الإسرائيليّ للتدخل والقضاء على كل محاولةٍ لبناء قواعد عسكرية بسورية، على حد تعبيره.
وتابع عميدرور قائلاً، كما نقلت عنه الصحيفة العبريّة، لن نسمح للإيرانيين ولا لحزب الله اللبناني أن يستغلا انتصاراتهما في الحرب الطويلة في سورية لكي يُركزوا جل اهتماماتهما في كيفية المس بالدولة العبرية، هذه هي المصلحة الإستراتيجية الإسرائيليّة، وعليها أن نُحافظ عليها، أكّد رئيس مجلس الأمن القومي السابق.
هارئيل أشار إلى أن الجنرال عميدرور لا يحمل اليوم صفةً رسمية في “إسرائيل”، ولكنّه ما زال يحظى باهتمامٍ كبيرٍ في ديوان رئيس الوزراء نتنياهو، لافتا في الوقت عينه إلى أنّ أقوال عميدرور، أوّل من أمس، جاءت بعد يومٍ واحدٍ من تصريحات نتنياهو في باريس ضدّ الاتفاق الأمريكي-الروسي حول وقف إطلاق النار في جنوب سوريّة.
كما شدّدّ على أنّ العديد من الحكومات العربيّة والغربيّة أبدت اهتمامًا كبيرًا بهذه التصريحات التي أدلى بها رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق.
ونقل هارئيل عن مصادر رفيعة في تل أبيب قولها إنه على الرغم من أن احتمال قيام “إسرائيل” بمهاجمة القواعد الإيرانية في سورية ما زال حتى الآن ضئيلاً، فإنه في هذه القضية، التي تؤرق نتنياهو جدًا، “إسرائيل” باتت على استعداد لمُواجهةٍ علنيةٍ مع إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
علاوة على ذلك، أوضحت المصادر عينها أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكيّة بأن إيران وفت بتعهداتها فيما يتعلق بالاتفاق النووي معها بمناسبة مرور سنتين على توقيعه، أثارت لدى نتنياهو العديد من المخاوف، لافتةً أيضا إلى أنه حتى الإعلان الذي صدر من واشنطن أخيرا، درج الرئيس ترامب على انتهاج سياسةً مُتشددة ضد إيران.
بالإضافة إلى ذلك، قالت المصادر السياسية في تل أبيب إن ما يقض مضاجع صناع القرار في تل أبيب هو التسليم الأمريكي بالدور الروسي في سورية، والتفاهمات التي تم التوصل إليها بين موسكو وطهران.
كما أن تل أبيب تخشى من نية واشنطن بتقليل تواجدها العسكري في سوريّة بعد دحر “داعش” في مدينة الرقّة، الأمر الذي يعني أنّ الرئيس ترامب سلّم مع قضية تنامي قوة إيران في سورية، على حدّ قولها.
* راي اليوم .