أدلة على مشاركة وتواطؤ واشنطن في انتهاكات يرتكبها حلفاؤها في اليمن
متابعات | 30 يونيو | مأرب برس :
أكدت وكالة “أسوشييتد برس” في تحقيق صحفي، تورط القوات الأمريكية في استجواب وتعذيب محتجزين في سجون سرية باليمن، تديرها قوات إماراتية وأخرى محلية مدعومة من الإمارات وينتشر فيها التعذيب.
وأوضحت أسوشيتد برس أن تحقيقا أجرته وثق حوادث اختفاء مئات الأشخاص في هذه السجون السرية بعد اعتقالهم تعسفيا، مؤكدة أن هذه السجون كانت تشهد حالات تعذيب وحشية.
وعقب نشر وكالة “أسوشيتد برس” نتائج التحقيق الصحفي، علقت منظمة العفو الدولية، على التحقيق الصحفي الذي نشرته الوكالة. وقالت: “على الأمم المتحدة فتح تحقيق فوراً في دور الإمارات العربية المتحدة والأطراف الأخرى في إقامة شبكة التعذيب المروعة هذه. فقد اختفى آلاف اليمنيين في هذه السجون. والاختفاء القسري والتعذيب جريمتان جنائيتان بمقتضى القانون الدولي. ويتعين التحقيق فيما ارتكب من جرائم، كما يتعين إخضاع الأشخاص المسؤولين عنها للمحاسبة”.
وأضافت: “يتعين التحقيق فوراً كذلك في الاتهامات القائلة بأن قوات الولايات المتحدة تشارك في عمليات استجواب المعتقلين، أو تتلقى معلومات يمكن أن تكون قد انتزعت تحت التعذيب. فهذا يمكن أن يضع الولايات المتحدة في موضع المتواطئ والشريك في هذه الجرائم، بموجب القانون الدولي”.
ودعت العفو الدولية، الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها الدول الأوروبية، أن توقف على الفور عمليات نقل الأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة، فمن المرجح تماماً إمكان أن تستعمل الإمارات هذه الأسلحة في تسهيل عمليات الاختفاء القسري والتعذيب، أو سواها من الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني. وبخلاف ذلك، فمن الممكن أن تشكل عمليات التزويد بالأسلحة هذه تواطؤاً في جرائم حرب.
ونفت الإمارات ما ورد في تقرير نشر مؤخرا بخصوص وجود سجون سرية في جنوب اليمن تدار من قبل القوات الإماراتية.
من جانبها اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الولايات المتحدة بتجاهل التعذيب الذي يرتكبه حلفاؤها في اليمن، مؤكدة ان هناك أدلة على تواطؤ أمريكي في انتهاكات قوات إماراتية ويمنية.
واكد العديد من مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية، معرفة كبار القادة العسكريين الأمريكيين بمزاعم التعذيب. لكن هؤلاء المسؤولين عملوا على تقليل المسؤولية الأمريكية إلى أدنى حد، قائلين إن القادة نظروا في الادعاءات، وشعروا بالرضا لعدم وجود أي انتهاك حصلت “بحضور القوات الأمريكية”.
ووثقت “هيومن رايتس ووتش” وصحفيون وجماعات أخرى حالات تعذيب واختفاء قسري واسعة النطاق في مرافق احتجاز تديرها الإمارات والقوات المحلية. كما أصدرت تقريرا عن تحقيقها في احتجاز 49 شخصا – بينهم 4 أطفال – في اليمن واختفائهم قسرا.
وكتب عضوان رفيعا المستوى في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ – جون ماكين من الحزب الجمهوري عن ولاية أريزونا، وجاك ريد من الحزب الديمقراطي عن ولاية رود آيلاند – إلى وزير الدفاع جيمس ماتيس يدعوانه فيها إلى “مراجعة فورية للحقائق” واجراء تحقيق فوري في التقارير التي نشرتها منظمات دولية عن وجود سجون سرية لتعذيب المعتقلين في اليمن، تشرف عليها دولة الإمارات ويشارك فيها محققون عسكريون أميركيون.
وطالبت المنظمات الدولية المشرعين الامريكيين ايضا، بممارسة رقابة أكثر فعالية على مشاركة الولايات المتحدة في الحرب اليمنية (من خلال عقد جلسات استجواب مثلا). فهذا ما هو إلا حلقة من سلسلة حوادث انكشاف التواطؤ الأمريكي المحتمل في جرائم الحرب في اليمن.
من جانبه قال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيرمي كوربن إنه يجب فتح تحقيق دولي بشأن تقارير منظمات حقوقية ومؤسسات إعلامية عن سجون سرية إمارتية في اليمن، يجري فيها تعذيب معتقلين ومخطوفين.
وأوضح أن الدول التي تنتهك حقوق الإنسان أو تقتل مدنيين يجب ألا تستمر في الحصول على أسلحة بريطانية.