ساعات حاسمة في سوريا…وأطراف الأزمة تحبس أنفاسها
متابعات | 11 يونيو | مأرب برس :
مقالات-د/خيام الزعبي
أيام حاسمة في سورية, ساعات عصيبة على تنظيم داعش وعناصره الإرهابية بعد وصول الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء إلى الحدود السورية العراقية شمال شرق التنف في عمق البادية السورية بالتوازي مع وصول قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي إلى الحدود السورية العراقية من جهة العراق، فكانت الصفعة مجلجلة بعثرت ساسة الغرب وسماسرة أمريكا لتتخبط الأخيرة بهذا الصمود.
تبدو الأوضاع في سورية في تطور مستمر وتسارع في الأحداث، حيث شهدت البادية السورية أحد أهم التحوّلات في الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من ست سنوات، وصول الجيش السوري وحلفاؤه إلى الحدود العراقية، وإحكام السيطرة على كامل المنطقة الممتدة من المحطة الحرارية إلى تل دكوة بريف دمشق الشرقي، بذلك أصبح تحت سيطرتهم مساحة 20000 كلم مربع جديدة، منذ بدء العمليات القتالية في البادية، برغم الغارات الأمريكية لم تؤثر على سير الخطط الموضوعة، فبعد كل ضربة، كان الجيش وحلفاؤه يعيدون الانتشار ثم يتقدمّون إلى مكان القصف نفسه، ويتابعون العمل للوصول إلى الحدود السورية العراقية، هذا الإنتصار لم يأتي من فراغ بل جاء نتيجة تضحيات الجيش ليؤكد إن داعش ليست بهذا التهويل الذي تحاول بعض القوى إن تجعل منه قوة كبيرة، فمعركة التنف شكلت لوحة إنتصار سوريّة متكاملة الجوانب، ساهمت بشكل كبير في دحر الإرهاب وإدخاله نفق الهزيمة، وهي معركة ستكون لها تأثيراتها في معركة تحرير المناطق الأخرى التي أرى بأنها دخلت قيد التنفيذ.
ومع استعادة السيطرة على الحدود السورية- العراقية حقق الجيش السوري نجاحاً استراتيجياً مهماً لإعادة وصل المناطق الوسطى والشرقية إذ باتت عقدة الطرق بين دمشق ودير الزور والرقة حتى معبر التنف مع العراق تحت سيطرة الجيش السوري الذي أسقط الرهان الغربي وهيىء الأرضية الكاملة لتعزيز صموده وتحقيق المزيد من الإنتصارات، في إطار ذلك إن تقدم الجيش السوري وحلفاؤه باتجاه الرقة، شكّل ضربة قوية للدور الغربي في سورية، كون هذه المعركة حاسمة بالنسبة للمنطقة بأسرها، بدليل توحّد محور المقاومة في جبهة واحدة، وإشتراك مقاتلين من مختلف دول هذا المحور في هذه الحرب.
منذ اليوم الأول للحرب على سورية والجميع يدرك جيداً أن أمريكا هي من تقود هذه الحرب على سورية، وهي من تخطط وتنفذ عبر أدواتها المعروفه ” داعش وحلفاؤها من المجموعات المسلحة”، وبتدخلها المباشر في البادية ومناطق أخرى بذريعة محاربة داعش التي استخدمتها في سياساتها التوسعية، لكن اليوم أصبح تنظيم داعش عاجز عن السيطرة على أية منطقة لفترة طويلة، لتثبت المعارك أن الدواعش فقدوا المبادرة وتآكلت قواتهم على معظم المستويات الميدانية والعملياتية والإستراتيجية، وأصبحوا في وضع مفتوح أمام إحتمالات غير محددة، وفقدان الدواعش لمنطقة عمليات التنف يضعها في حالة من الإرباك والتمزق الإستراتيجي، وفقدانهم للتعاون بين قواطع العمليات يجعلهم عرضة للضربات المفاجئة على أكثر من اتجاه وفي آن واحد، لذلك فإن الجيش السوري يحقق إنتصارات قوية على أرض الواقع، والتي تعتبر بارقة أمل لإقتلاع جذور الإرهاب التى تجتاح سورية والمنطقة بأكملها.
لقد ظن الأمريكيين وحلفاؤهم من الدول العربية إن السوريين غير قادرين على طرد وسحق تنظيمهم الإرهابي الذي جاؤوا به، والكل يعلم ان سورية هي التحدي الأبرز في إستراتيجية أمريكا، وفي ضوء هذا الواقع، أن المعركة البائسة لإسقاط الدولة السورية لن يكتب لها النجاح، ولم يعد وارداً لدى دول العالم التغاضي عن أهمية دور الجيش السوري بالتصدي لظاهرة الإرهاب، وإنطلاقاً من كل ذلك، إن الإنتصارات التي حققها الجيش السوري، قلبت الطاولة على الغرب وحلفاؤهم بما عليها من إستراتيجيات ومخططات، لذا يجب عليهم إعادة النظر في الرهانات الخاطئة قبل فوات الأوان، كون زمن الحديث عن إسقاط وتقسيم سورية قد إنتهى، وإنطلقت مرحلة التسويات، وباتت المنطقة تعيش مرحلة مفصلية وما سيحدد وجهتها هو صمود دمشق في وجه ما تتعرض له، إضافة إلى قناعة أطراف دولية وإقليمية أخرى بخطورة الإرهاب على إستقرار المنطقة وصولاً إلى تعاون دولي صادق في وجه هذه الآفة الخطيرة.
مجملاً….إن الكرة الآن في ملعب الجيش السوري، وباتت بيده أي مبادرة هجومية قادمة على الإرهابيين بإسناد حلفاؤه خاصة سلاح الجو الروسي في أغلب المحاور، ومن الواضح من سلسلة الهزائم التى مني بها تنظيم داعش وأخواته من جماعات الإرهاب في المحافظات السورية، إن هذا العام يمكن ان يكون عاماً مصيرياً بالنسبة لداعش والقوى المتطرفة الأخرى، يتحقق فيه كسر وهزيمة التنظيم وانحسار وجوده في سورية، وعليه نتمنى من كافة الدول أن ترفع يدها عن سورية وأن تتوقف تماماً عن التدخل في شؤونها الداخلية والوقوف ضد تمويل الإرهاب، وأن يجرى اتفاق على إنهاء الجماعات والنشاطات الإرهابية ووقف كل أشكال الدعم الغربي لها.