الجيش اليمني يفرض حصارا بحريا قاسيا علي الصهاينة
متابعات || مأرب نت || 22 ذو القعدة 1445هـ
إن الجيش اليمني الذي دخل ميدان مواجهة الكيان الصهيوني في نفس توقيت عملية طوفان الأقصى والحرب في قطاع غزة، يعلن الآن عن بدء المرحلة الرابعة من عمليته، بتوسيع العملية إلى كافة المياه الإقليمية، مما وضع الكيان الصهيوني على حافة حصار بحري. وفي هذا السياق، أعلن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي زعيم حركة أنصار الله اليمنية، الجمعة الماضي، في كلمته، تنفيذ المرحلة الرابعة من إجراءات دعم الجيش اليمني لفلسطين وقطاع غزة. وأعلن بهذه الكلمات أن الجيش اليمني استهدف سفينتين في البحر الأبيض المتوسط كانتا تخططان للتوجه إلى موانئ فلسطين المحتلة. وبحسب إعلان زعيم أنصار الله فإن المرحلة الرابعة من إجراءات الإسناد للجيش اليمني ستشمل كافة المياه الإقليمية ولن يسمح لأي سفينة بالتحرك باتجاه الموانئ الفلسطينية المحتلة.
المرحلة الأولى منع حركة السفن المملوكة للصهاينة
بعد أقل من شهر ونصف بقليل من بدء الحرب في قطاع غزة، استهدف الجيش اليمني في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، دعماً لشعب غزة، سفن الكيان الصهيوني في القطاع. البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب. وشملت هذه الهجمات جميع سفن الكيان الصهيوني. وكانت هذه السفن مملوكة أو مستأجرة بشكل رئيسي من قبل الكيان الصهيوني أو التجار الصهاينة. وكان أشهر ما حدث في هذه المرحلة هو الاستيلاء على سفينة “جالاكسي رايدر” وهي أول سفينة يتم الاستيلاء عليها، وحقق فيديو سيطرة الجيش اليمني عليها أعلى نسبة مشاهدة في الفضاء الإلكتروني. وأعلن الجيش اليمني أنه سيواصل هذه الهجمات حتى لا تتوقف الحرب في قطاع غزة. أي أن هدف هذه المرحلة كان إنهاء الحرب في غزة.
المرحلة الثانية، وقف حركة شحن الكيان الصهيوني في البحر الأحمر
إن المرحلة الثانية من تحركات أنصار الله بدأت بعد 20 يوما وأعلن الجيش اليمني أنه في هذه المرحلة، ومن خلال توسيع هجماته، فإن جميع السفن التي تحركت من فلسطين المحتلة أو التي تتجه نحو موانئ فلسطين المحتلة، قد حددت أهدافها في دائرة. وفي هذه المرحلة تم استهداف السفن التي لم تكن مملوكة أو مستأجرة للصهاينة، ولكن كانت وجهتها أحد موانئ فلسطين المحتلة وكانت حمولتها للصهاينة.
الخطوة الثالثة؛ إضافة أمريكا وإنجلترا إلى الاهداف المستهدفة
الخطوة الثالثة؛ إضافة أمريكا وإنجلترا إلى الضفة المستهدفة من الهجمات والتوسع حتى المحيط الهندي وكان في السابق دعماً لقطاع غزة أنه مع بدء العمليات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر ضد اليمن بدأ الجيش اليمني المرحلة الثالثة لعملياتها ضد السفن الأمريكية والبريطانية. بدأت هذه المرحلة في 12 يناير 2024 بالهجوم الأمريكي على اليمن. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها شنت هذه الهجمات بهدف تدمير القدرات العسكرية للجيش اليمني. ومنذ ذلك الحين، حدد الجيش اليمني السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافه، حيث استهدفها بالصواريخ والطائرات المسيرة. وقبل بدء العملية المرحلة الرابعة، أعلن الجيش اليمني في منتصف مارس/آذار 2024 (أواخر مارس/آذار 1402هـ) توسيع هجمات الجيش اليمني إلى المحيط الهندي، بنفس التعريفات السابقة. ومنذ ذلك الحين استهدف الجيش اليمني بالصواريخ والطائرات المسيرة كافة الأهداف التي أعلن عنها في المراحل الثلاث الأولى في المحيط الهندي.
الخطوة الرابعة؛ الحصار البحري للكيان الصهيوني
إن المرحلة الرابعة من عمليات الجيش اليمني – التي أعلن عنها قبل أسبوعين وقال المتحدث باسم الجيش وتم تنفيذه هذا الأسبوع – أن البحر الأبيض المتوسط، بحسب إعلان زعيم حركة أنصار الله، سيشمل كافة المياه الإقليمية. وهذا يعني أن أنصار الله لن يسمحوا بعد الآن لأي سفينة تابعة للكيان الصهيوني بالتحرك في المياه الإقليمية. وما إذا كانت هذه السفينة قد انطلقت من الموانئ الفلسطينية المحتلة أم أنها تتجه نحوها. سواء كانت هذه السفينة تابعة للصهاينة أو مملوكة ومستأجرة من قبل دولة أخرى، فإنها ستقوم بنقل البضائع إلى موانئ فلسطين المحتلة.
إن النقطة البارزة في هذه المرحلة، هي الأهداف التي حددها أنصار الله لها. وبحسب عبد الملك بدر الدين، زعيم أنصار الله، فإن هذه المرحلة ستستمر حتى تتوقف الهجمات على قطاع غزة بشكل كامل وينتهي الحصار على هذه المنطقة. بمعنى آخر، سبقت أنصار الله المقاومة الفلسطينية بخطوة في تحديد الأهداف، وأعلنت رفع الحصار كشرط لوقف هجماتها، مما يعني حصاراً بحرياً كاملاً على الكيان الصهيوني. خلال المراحل الثلاث الأولى من هجمات الجيش اليمني، جرت التبادلات البحرية للكيان الصهيوني من البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب وبحر العرب والمحيط الهندي – والتي نفذت بشكل رئيسي وتم إيقافها عبر ميناء “أم الراش” الفلسطيني (إيلات) على خليج العقبة. وتظهر إحصائيات المؤسسات الاقتصادية للكيان الصهيوني أن ما يقرب من 30% من الاقتصاد البحري للكيان الصهيوني، الذي كان يتم تنفيذه عبر هذه المنطقة، قد توقف حاليًا. وهذا يعني أن الكيان الصهيوني خسر 30% من اقتصاده البحري، الأمر الذي ألحق بحسب بعض المصادر الاقتصادية أضراراً إجمالية قدرها 5% للاقتصاد الصهيوني.
الآن ومع توسع هجمات الجيش اليمني على كامل مياه المنطقة والتي تشمل البحر الأبيض المتوسط، سيكون الكيان الصهيوني تحت حصار بحري كامل، والـ 70% المتبقية من التجارة البحرية وسوف يعاني من هذا الكيان أيضا خسائر. ويبدو أنه في حال تنفيذ هذه المرحلة من هجمات الجيش اليمني، مثل المراحل السابقة، فيجب أن نتوقع ضرراً بنسبة 15-20% على الاقتصاد الصهيوني.
استمرار الضربات الاقتصادية للجيش اليمني ضد الكيان الصهيوني
وفي نفس الوقت، كما عانت الدول الغربية والولايات المتحدة من أضرار جسيمة مقابل تصرفات الجيش اليمني. على سبيل المثال، أعلنت البحرية الأمريكية أنها أنفقت منذ بداية عمليتها في البحر الأحمر أكثر من مليار دولار، وأن استمرار هذا المسار يتطلب أكثر من هذا المبلغ من الأموال. من ناحية أخرى، اضطرت الدول الأوروبية إلى تجاوز القارة الأفريقية بسبب القيود التي فرضها الجيش اليمني على إرسال البضائع إلى فلسطين المحتلة، مما ضاعف تكلفة النقل والتأمين البحري، والوقت الذي تستغرقه البضائع للوصول. وزاد من وصولهم إلى وجهتهم أن هذه القضية في حد ذاتها تسببت في ارتفاع أسعار السلع والخدمات. وقال إن ليس الكيان الصهيوني وحده، بل الغرب أيضا سيواجه أزمة اقتصادية خطيرة. كما أن الغربيين يعلمون جيداً أنه بالإضافة إلى كل هذه التبعات، عليهم أيضاً تعويض خسائر الكيان الصهيوني، وهذا الموضوع سيضاعف خسائر الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة.