مسيرة كبرى بالعاصمة صنعاء دعما لصمود الشعب الفلسطيني ومباركة لعمليات محور الجهاد والمقاومة
شهدت العاصمة صنعاء عصر اليوم، مسيرة جماهيرية كبرى دعما لصمود الشعب الفلسطيني ومباركة لعمليات محور الجهاد والمقاومة.
ورفعت الحشود في المسيرة اللافتات المعبرة عن تأييد ووقوف الشعب اليمني بكل الوسائل المتاحة إلى جانب الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وعرضه وتحرير أرضه من المحتلين الصهاينة.
وجدد المشاركون في المسيرة الجماهيرية الحاشدة الإدانة للصمت الدولي إزاء استمرار العدوان الصهيوني الأمريكي في إبادة المدنيين في غزة، وما يقوم به من تدمير للشجر والحجر وتسوية الأحياء السكنية بالأرض وإمعانه في استهداف المستشفيات ومخيمات النازحين في انتهاك سافر لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية.
وأشادوا بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في ظل استمرار العدو الصهيوني الأمريكي في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة والحصار الخانق والحرمان من كل مقومات الحياة.. منددين في ذات الوقت بصمت وخنوع الأنظمة العربية التي لم تحرك ساكنا ولم يرتق موقفها إلى مستوى ما يتعرض له شعب عربي مسلم من إجرام وتكالب من قوى الشر العالمية بقيادة أمريكا.
وجددوا موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية واستعداده وجهوزيته للمشاركة في معركة الجهاد المقدس لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، ودعم مقاومته الباسلة بالمال والسلاح والرجال.
وخلال المسيرة أشار مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين إلى أن الجموع الهائلة والهادرة، والفعاليات المستمرة في اليمن الميمون نصرة للإخوة في فلسطين، تبعث على الفخر والاعتزاز والنعمة الكبيرة التي من الله تعالى بها على اليمنيين، بعد أن ماتت كثير من قلوب الناس، في ظل هكذا فتن ومحن ومجريات.
وأشاد بالتفاعل الكبير من قبل أبناء اليمن رجالا ونساء، صغارا وكبارا، حكومة وقيادة وشعبا، والشعور بالفرح بالسير على الطريق التي رسمها الله وأرادها لهم، وهي طريق الجهاد في سبيل الله والتضحية والصدق والإيمان، وطريق الجنة.
وقال العلامة شرف الدين “نحمد الله على هذه النعمة والبصيرة والهدى وعلى هذا الطريق المستنير الذي يسير فيه الشعب اليماني، والذي يجب التمسك به، وزيادة وتيرة التصعيد على العدو الصهيوني بالخروج والتعبير والمناصرة والمؤازرة لإخواننا في فلسطين”.
وخاطب المجاهدين في فلسطين قائلا” إن الله معكم وناصركم ومؤيدكم وحافظكم، ومكسبكم العزة والكرامة.. مؤكدا أن الشعب اليمني يشاطر الأشقاء في فلسطين آلامهم ويتألم لألهم.
ولفت إلى أن الله تعالى توعد الذين فتنوا المؤمنين كما يفعل اليهود والأمريكان والغرب اليوم مع الشعب الفلسطيني بأن لهم عذاب جنهم ولهم عذاب الحريق، كما وصف المطبعين والمثبطين والمهادنين، بأنهم أقرب إلى الكفر من الإيمان.
وأكد أن الشعوب العربية لم تعد تعول على الأنظمة الحاكمة، فقد تم تجريبها منذ عقود من الزمن، ولازالوا حتى اليوم لا يجيدون لغة الشجب والادانة لا غير.. وقال “نحملهم المسؤولية أمام الله تعالى إزاء هذه المجازر الفظيعة التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ والرضع، بوحشية مفرطة لم يشهد لها التاريخ مثيلا”.
كما حمل مفتي الديار اليمنية، الأنظمة الحاكمة مسؤولية التحرك ولو بأضعف الإيمان، من خلال قطع العلاقة مع إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا الداعمة للكيان الصهيوني الخبيث والمتغطرس.. مطالبا الشعوب والحكومات والأنظمة، بقطع العلاقات الاقتصادية مع الصهاينة وعدم توفير النفط لهذه البلدان الداعمة لهذا الإجرام.
وقال العلامة شرف الدين” لا نقول لهم بأن يقوموا بما فعلوه في شرم الشيخ حين اجتمعوا وقرورا تشكيل قوة عسكرية ضاربة ضد اليمن، بينما نراهم اليوم كالنعاج وأضعف وأهون في مواجهة الصلف الإسرائيلي المقيت، يسكتون ويدسون رؤوسهم في الرمال، ويغضون أبصارهم ويضعون أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعون صرخات الجرحى وآهات النساء والثكالى”.
وأشار إلى أن هؤلاء الحكماء لا يعبرون بأي حال من الأحوال عن هذه الأمة، بل إنهم أولياء للشيطان.. مؤكدا أن من يطبع مع هذا العدو المجرم فإنه منه، ومن يواليه فهو منه سواء كان في الساحل أو مناطق المرتزقة أو أينما كان.
وأضاف ” شاهدتم مواقفهم السوداء أمام حرق المصحف الشريف عندما لم يحركوا ساكنا، وشاهدتموهم حين ارتكبت إسرائيل المجازر الفظيعة والمروعة بحق الشعب الفلسطيني، ولم يحركوا ساكنا، هذه الأمور تكشف عن واقع هؤلاء الناس وتفضحهم، فإما أن يكون إيمان لا نفاق فيه، أو نفاق لا يمان فيه”.
ودعا مفتي الديار اليمنية، إلى الاستمرار في توجيه الضربات الموجعة ضد العدو الصهيوني البغيض.. حاثا الجميع على الالتفاف حول محور المقاومة، كونه المحور الحقيقي الذي يمثل خط الرسالة المحمدية، وطريق الحق.
وبارك للقيادة الحكيمة التي أعلنت منذ اليوم الأول عن صدق إيمانها وعبرت بالموقف قبل الكلمة، وأمرت بإرسال الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية.. وأضاف :” نحمد الله على هذه القيادة الصادقة مع الله ورسوله ومع شعبنا ومع كل المثل والمبادئ التي خرجت من أجلها”.
وأكد البيان الصادر عن المسيرة أنه وفي ظل المعركة القائمة بين الحق والباطل وإيمانا بعدالة ومشروعية قضية الأمة المسلمة التي يستهدفها الطغيان الامريكي والاسرائيلي في كل مقوماتها، وما يرتكبه هذا العدو من مجازر إبادة جماعية وجرائم حرب متكاملة أمام صمت المجتمع الدولي ومؤسساته وتواطؤ الأنظمة العميلة المتربصة فإن الواجب الديني والاخلاقي يحتم ضرورة التحرك والعمل بكل الوسائل لمواجهة هذا العدوان الاجرامي على الأمة والشعب الفلسطيني.
وعبر البيان عن الإدانة والاستنكار الشديدين لكل الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني بشكل مستمر ضد الاطفال والنساء والمدنيين والمستشفيات واستهداف الطواقم الاعلامية في غزة خصوصا وفلسطين عموما، محملا الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب المسؤولية الكاملة إلى جانب إسرائيل عن كل تلك الجرائم.
ودعا شعوب الأمة العربية والإسلامية أن يكون لهم موقف واضح وتحرك عملي فاعل لنصرة الأشقاء في غزة وفلسطين وأن لا ينتظروا مواقف الزعماء والحكومات انتصارا للقضية الفلسطينية المركزية للأمة.
وجدد البيان المباركة والتأييد الكامل والمطلق للموقف المشرف والخطوة المتقدمة التي أقدمت عليها القيادة الثورية بإعلان المشاركة رسميا للقوات المسلحة اليمنية في المشاركة المباشرة لنصرة الشعب الفلسطيني وهو الموقف المعبر عن كل اليمنيين الأحرار والمشرف لهم في الدنيا والاخرة، ونشد أيدي رجالنا وقواتنا المسلحة بالاستمرار بالضربات طالما العدو مستمر في غيه وإجرامه.
وبارك العمليات البطولية التي يسطرها أبطال الجهاد والمقاومة في غزة وكل المدن الفلسطينية والتي تكبد العدو خسائر لم تكن له في حسبان كما نحيي الصمود الاسطوري لأهل غزة الصمود والتضحية.
كما بارك العمليات المشرفة للإخوة في حزب الله وكافة رجال المقاومة الاسلامية في لبنان، والضربات التي ينفذها الابطال من أبناء الشعب العراقي وحركاته المجاهدة ضد القواعد الامريكية في العراق وسوريا.
ودعا البيان أبناء الشعب اليمني وكل شعوب الأمة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والاسرائيلية وكل الشركات الداعمة لها باعتبار ذلك سلاحا فعالا ومؤثرا وموقفا دينيا وفي متناول الجميع ولا يعذر فيه أحد عند الله.
تخللت المسيرة قصيدة لشاعر الثورة معاذ الجنيد عبرت عن صمود وثبات وشموخ المقاومة الفلسطينية وما يسطرونه من ملاحم بطولية في مواجهة العدو، وما يتعرض له أطفال ونساء غزة من مجازر وحشية في ظل صمت الأنظمة العربية العملية التي سبق وأن شكلت تحالفا ضد اليمن والتي تقف موقف المتفرج والمتواطئ إزاء المذابح الصهيونية في غزة.