السيد نصر الله: كل الأجواء التي تأتي من اليمن والسعودية تدعو للتفاؤل وهذا يسعدنا
متابعات || مأرب نت || 23 رمضان 1444_ه
قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، إنّ “كل الأجواء التي تأتي من اليمن والسعودية تدعو إلى التفاؤل وهذا يسعدنا”.
جاء ذلك في خطاب له بالضاحية الجنوبية في بيروت اليوم الجمعة، بمناسبة يوم القدس العالمي تحدث فيه عن التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، وتطرق إلى بعض القضايا الإقليمية والدولية.
وأضاف السيد نصرالله: “منذ اليوم الأول الذي أدنا فيه هذه الحرب على اليمن كنا نطالب بوقفها”.
وأكد أن السعودية هي طرف وجزء أساسي في الحرب والعدوان على اليمن، هي والإمارات ودول عربية أخرى وإن كان القرار في الأساس هو قرار أمريكي.
وتابع: “اليوم كان يوم مبارك أيضا في اليمن، بداية تبادل الأسرى والسجناء”.
وشدّد على أنّ “الاتفاق السعودي الإيراني له تأثيرات إيجابية ولا سيما في فرملة التطبيع على أقل تقدير”، مشيراً إلى أنّ التطبيع “جرى بطلب من الأمريكي، وليس كما يكذب بعض المسؤولين الإسرائيليين”.
كما أكّد الأمين العام لحزب الله أنّ “ما جرى في جنوب لبنان كان حدثاً كبيراً بالنظر إلى الأوضاع منذ عام 2006”.
وقال: إنّ “اعتماد حزب الله سياسة الصمت كجزء من إدارة المعركة مع العدو أفضل وهي تقلق العدو وترعبه قطعاً”.
وأضاف: “العدو الذي يهدد اللبنانيين ويقصف سوريا، يجب أن يبقى قلقاً ومرتعباً، وهذا يرسخ ميزان الردع وقواعد الاشتباك”، موضحاً أنّ “توازن الردع هو الذي جعل الرد الإسرائيلي محدوداً وسخيفاً”.
وتابع السيد نصر الله: إنّ “الإسرائيلي اعتبر أنّه حقق إنجازاً بتحييد حزب الله بعد القصف من جنوب لبنان، وهذا يجب أن يدرس في الاستراتيجيات”.
وأشار إلى أنّ “الإسرائيلي لم يقصف أي بنية تحتية لحزب الله بل قصف الموز فقط”، وإلى أنّ “الإسرائيلي كذب على شعبه، فيما الجميع يعلم أنّه لم يقصف موقعاً لحزب الله، وهذا دليل ضعف ووهن”.
وتوعّد السيد نصر الله نتنياهو الذي يتوعد المقاومة، قائلاً: إنّ “الأيام بيننا”، مشدداً على أنّ “أي حدث أمني يحصل في لبنان، المقاومة سترد عليه من دون تردد”.
وبالحديث عن الأزمة السياسية الداخلية في كيان العدو الصهيوني، قال السيد نصر الله: إنّ “الانقسام في (إسرائيل) كاد يتحول إلى حرب بدم لولا التدخل الأمريكي وزيارات مسؤوليه”.
وأضاف: بأن التعديلات القضائية أظهرت كل ما هو كامن في (إسرائيل) من انقسامات، وهي حرب إلغاء لنتنياهو وفريقه المتطرف بلا دم، مؤكّداً أنّ “هناك تراجع خطير وهائل في الروح القتالية والتضحية من أجل الكيان”.
وفي سياق حديثه عن يوم القدس العالمي، أكّد السيد نصر الله أنّ “يوم القدس هو رسالة تعاون ودعم للشعب الفلسطيني وأنّه ليس وحده”، قائلاً إنّ “الانتصار الذي سنصل إليه هو بسبب تحمل شعوب وقادة لمسؤوليتهم بخصوص فلسطين”.
وأضاف: “نرى في الضفة والقدس مقاومة بطولية وتضحية وشهادة وإصرار على الحضور في المسجد الأقصى، وهذا تطور كبير وهائل”، مشدداً على أنّ “الضفة هي درع القدس بصبرها وثباتها ومقاومتها وتحملها الكبير”.
كما أكّد أنّه لكي يستمر صمود الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس يجب دعمهم بالمال والسلاح، فعندما نقول الضفة درع القدس فهي تساوي وجوب دعم الضفة.
وأشار إلى أنّ كل من يستطيع أن يوصل سلاحاً إلى الضفة الغربية يجب عليه أن يفعل ذلك، وهذا الأمر مسؤولية الجميع، إذ يجب دعم الضفة الغربية بكل ما يؤدي إلى جعلها صامدة وصاعدة ومقدمة للتحرير.
وحذّر السيد نصر الله، في السياق، من أنّ لعبة الإسرائيلي في القدس أو لبنان أو سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى.
وأوضح أنّ حماقة العدو ولاسيما في الأشهر القليلة الماضية قد تدفع المنطقة إلى حرب، محذّراً الاحتلال من الاعتداء على القدس فهو خط أحمر.
وقال السيد نصرالله: إنّه “عند وقوف محور المقاومة أمام الكيان الصهيوني، في ظل تطورات كبرى حصلت على المستوى الدولي، نرى أنّ محورنا في موقع إيجابي”.
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ “الكيان الاسرائيلي أعلن استنفاره على كل الجبهات، وكان يشعر بالخوف والقلق، بينما محور المقاومة كان في طمأنينة”.
وتعليقا على القوّة الأمريكية في المنطقة، أكّد السيد نصر الله، أنّ “القوة الأمريكية تراجعت دولياً ولم تعد قوية كما كانت في الأعوام الماضية والعقود الماضية”.
وأوضح أنّ الولايات المتحدة الأمريكية “اضطرت للتراجع في فنزويلا بعد حصارها اقتصادياً وسياسياً، فيما الشاهد الثاني على تراجع أمريكا هو هزيمتها في أفغانستان”.
وأوضح أنّ “الهزيمة الأمريكية في أفغانستان أحدثت زلزالاً في المنطقة، وتبعاته تظهر تباعاً”، مضيفاً: إن ّ “مسؤولين خليجيين قالوا لنا إنّ لديهم قناعة بأنّه لا يمكن التعويل بشكل مطلق على أمريكا لحماية نظام أو دولة”.
وبيّن السيد نصر الله أنّ “الحرب الأطلسية مع روسيا والمواجهة الأمريكية مع الصين بشأن تايوان تشغل أمريكا وتقلق (إسرائيل) الآن، فيما لم تعد منطقة غرب آسيا أولوية للولايات المتحدة”.
وقال: إنّه “عندما تنشغل أمريكا بساحات ولا تبقى قوة وحيدة سيؤثر ذلك استراتيجياً على الكيان الصهيوني وستكون نتيجته سلبية عليه، وفائدته إيجابية لمحور المقاومة”.
وشدّد السيد نصر الله، على أنّ العلاقات الثنائية والحوار بين دول المنطقة هي التي تشكل الأمن والاستقرار، وعلى أنّ الرهان خلال السنوات الماضية على انهيار كل بيئة فيها مقاومة وهذا كله فشل.
وأكد أنّ هذا التحول الدولي الذي يحصل فائدته كبيرة لمحور المقاومة، إذ يخرج هذا المحور اليوم قوياً وفاعلاً أمام الحروب الأمريكية في المنطقة خلال السنوات العشر الماضية.
ولفت في إطار التحول الدولي، إلى عودة العلاقات السياسية الطبيعية بين سوريا والدول العربية والسعي التركي لإعادة العلاقات مع دمشق، مؤكّداً أنّها “تحولات مهمة”.
ورأى أنّ “القيادة السورية تطرح شروطاً طبيعية لعودة هذه العلاقات”.
وأشار إلى تعليق آمال على العراق بما يختزنه من شعب وحشد وفصائل مقاومة”، قائلا: “كانوا يتحدثون عن تشكيل محور سني (إسرائيلي) أو عربي (إسرائيلي) في وجه إيران، لكنّه سقط”.
وتطرّق السيد نصر الله إلى الاعتداءات الصهيونية على سوريا، مؤكّداً أنّ “الموقف السوري من الاعتداءات الصهيونية قد يتبدل في أي وقت من الأوقات”.
ولفت السيد نصرالله إلى أنّ “ما حصل الأسبوع الماضي على مستوى المسيرات في الجنوب السوري هو مؤشر بشأن احتمال تبدل الموقف السوري”.
وأضاف: إنّه “عندما ينتشر الجيش السوري على خط قتال لمئات الكيلومترات، فلا تطلب منه أن يفتح جبهة أخرى”.
وبينّ أنّه “من الممكن أن تستغل أي مواجهة مع الإسرائيلي في سوريا من قبل الجماعات المسلحة على طول الجبهة مع الجيش العربي السوري”.