صِراعُ الأدوات وذرائعُ الأجنبي
مأرب نت || مقالات || فضل فارس
في صراع مُلفت وتخاصُمٍ مفضوحٍ؛ تتسابَقُ قوى الاستكبار والنفاق للاحتلال ونهب الثروة، تحَرّكات عسكرية، ووفود ولقاءات سعوديّة في المناطق المحتلّة تُمثل كما يقال التحالف العربي، ولكن في حقيقة تلك اللقاءات لا وجود يُلحَظُ فيها إلا للضباط السعوديّين.
اجتماعاتٌ ولقاءات سعوديّة في حضرموت والمهرة؛ لتدارس الأوضاع الأمنية والعسكرية.. هكذا نصت الذرائع، وفي الحقيقة هو صراع مفضوح بين القوى المحتلّة هناك، يسعى فيه الكل لتعزيز وإثبات نفوذه في تلك المحافظات، وهذا ما يبديه النظام السعوديّ في اهتمامه الأخير بمدينة المخاء في الساحل الغربي، رغم معرفته بتوجّـه المرتزِقة هناك لصالح النظام الإماراتي،
وفي السياق نفسه، يظهر في المشهد الخائن طارق عفاش؛ لتقديم نفسه كضمينٍ مؤتمَنٍ على الملاحة البحرية بالقُربِ من باب المندب، وهم بكل هذا مفضوحون؛ فالكُلُّ يعرفُ أنهم جميعاً؛ -أَيْ المرتزِقة المحليين أَو المحتلّ العربي-، إنما يعملون على تهيئة الظروف وتعبيد الطرق للتواجد الأجنبي الذي يقطف ثمرةَ تلك التحَرّكات والصراعات فيما بين القوى المتنفذة والمحتلّة لتلك المحافظات.
الحاصلُ في هذه الأيّام ادِّعاءاتٌ ومزاعمُ واهيةٌ للأجنبي المحتلّ؛ فبذريعةِ استهداف القاعدة في مأرب والترويجِ الممنهجِ لمزاعمهم في ضبط أسلحة مهربة في طريقها إلى اليمن، إنما ينقّبون عن ذريعة لتبرير احتلالهم وسيطرتهم على منابع النفط والثروة في المناطق المحتلّة؛ أَيْـضاً للتغطية على أنشطتهم العدائية والتواجد الفعلي لهم في سواحل وجزر وموانئ تلك المحافظات.
ووفقاً لهذا كانت الزيارة الرسمية لقائد ما يسمى بالأسطول الخامس في البحرية الأمريكية، والتي كانت لمحافظة المهرة والتي التقى فيها بصغار المرتزِقة هناك، ومع ذلك عمد أَيْـضاً إلى التقاط العديد من الصور التي نُشرت له ولرفاقه في مطار الغيضة الذي تحوّل مؤخّراً إلى قاعدة عسكرية للمنطلقات الاستعمارية العدائية؛ وفي كُـلِّ هذا مؤشر واضح وجلي للنزول الفعلي للقوى الأجنبية بثقلها العسكري مع توهماتهم التي لن تطولَ في السيطرة والبقاء الدائم في تلك المحافظات.
وهذا وكحقٍّ مكفول مَـا هو مرفوض قطعاً لدى أبناء شعبنا العظيم والمتمثل بما تتخذُه حكومةُ صنعاء من خيارات رادعة، وعليهم أن يأخذوا تحذيرات السيد القائد المتكرّرة في هذه الفترة في محمل الجد؛ فقد أعذر من أنذر.
وعلى أبناء الجنوب كافة أن يكونوا في يقظة عالية وفهمٍ واقعي قرآني لكل هذه المؤامرات والمكايد الشيطانية التي تسعى لإذلال واستعباد اليمن، ونهب ثرواته، واحتلال أراضيه؛ فلا فرقَ في نظرهم بين جنوبي أَو شمالي؛ فهم يسعون في الأرض فساداً، ولا يريدون للجميع أيَّ خير.
وهي دعوةٌ نوجِّهُها إلى إخواننا في المناطق المحتلّة: إننا معكم بكل قواتنا وما نملك؛ فثقوا بالله، وأظهروا موقفكم القوي والرافض لهذه المؤامرات.