من يقدم الدين منقوصا يضرب الدين مهما كان ادعاؤه

مأرب نت || من هدي القرآن ||

 

إذا كنت ممن لا يعمل على أن يقدم الدين كاملًا بنقائه وإن كنت تشعر بخطورة بالغة عليك فإن تلك الأرقام لا تشكل أي شيء في إضافتها إلى هذه الأمة التي هي أوسع مما لديك، والكثيرون داخلها يمتلكون أكثر مما تمتلك.

إن بيع الدين – سواء من قِبَل من يحملون اسمه، ومن يتحركون باسمه، أو من قبل بقية الناس – مقابل مصالح مادية لا يبررها إطلاقًا، لا تجد مبررًا لها إطلاقًا، لا أن تقول: حفاظًا على المصلحة العامة، ولا أن تقول: حفاظًا على المذهب، ماذا يضرنا إذا سكتنا عن هذه مقابل أن يبقوا لنا [حي على خير العمل]، ويبقوا لنا أشياء من هذه الأخرى؟ فهذا هو المذهب نحافظ عليه!

هذا ليس مبررًا، أنت تريد أن تحافظ على الدين، أنت تريد أن تعمل للدين؟ إن الدين للأمة، فانظر ما الأمة بحاجة إليه، انظر وضعيتها، وحلل وضعيتها، وانظر ما هو الذي ضاع من الدين في أوساطها فانطلق لتحييه إنه الدين، والحفاظ على الدين، والحفاظ على المصلحة العامة للأمة، أنت تريد أن تحافظ على المصلحة العامة للأمة، أو لبلد، أو لشعب فحافظ على الدين بأكمله أن يُقدم لتلك الأمة، أوليس الدين لمصلحة الأمة؟ إن الدين لمصلحة الأمة فمن يهمه مصلحتها فليقدم الدين لها كاملًا، وليوجهها بتوجيه الدين كاملًا.

أما إذا قدمت الدين منقوصًا فأنت من تضرب الأمة وإن قلت من أجل مصلحة الأمة، وأنت من تضرب الدين وإن قلت حفاظًا على المذهب وعلى الدين، الله لم يفرق، هو الذي تكفل بالمصلحة العامة لعباده، متى؟ متى ما ساروا على دينه على نحو كامل وصحيح، أما إذا آمنوا ببعض وكفروا ببعض، ألم تضرب المصلحة العامة في الدنيا والآخرة؟ {لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة: من الآية33) ألم يقل هكذا؟ الخزي في الدنيا هو حفاظ على المصلحة العامة؟! العذاب العظيم في الآخرة هو حفاظ على المصلحة العامة؟! من أين جاء الخزي في الدنيا؟ ومن أين جاء العذاب العظيم في الآخرة؟ إنه من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض.

فأنت يا من تُعلِّم، يا من ترشد، يا من لديك مشاريع، معاهد علمية، أو مراكز، أن تكون حركتك على هذا النحو هي في واقعها: إيمان ببعض وكفر ببعض، فإنك من تعمل على أن توقع الأمة في الخزي في الدنيا، وأن تسير بالأمة إلى العذاب العظيم في الآخرة.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن

لتحذن حذو بني إسرائيل

ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 7/2/2002م

اليمن – صعدة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى