الانتماء للإسلام لا يعفي العصاة من وعيد الله وعذابه
مأرب نت || من هدي القرآن ||
القرآن الكريم تنزلت كثير من آياته في مكة، وعندما تسمع كلمة: [كفر] وكلمة: [شرك] فلأن من في الساحة وهو يخاطبهم، ويعمل على أن ينقلهم من الوضعية التي هم فيها، هم مشركون، كافرون، فتأتي العبارات على هذا النحو، ولأن الله يريد من عباده – وهو الشيء البديهي لو فهمناه – أنه عندما ترون هذا الوعيد الشديد لأولئك فهل تفترضون أننا نريد أن ننقلهم من اسم ليحملوا اسمًا آخر، ثم ليبقوا على ما هم عليه، وحينئذ فلا يعذبون؟!
أنت اسمع عندما ترى الآيات الكثيرة تتهدد الكافر، انظر لماذا الكافر؟ هل لأن اسمه كافر [ك ا ف ر]؟ أم لأنه على حالة هي تحول بينه وبين أن يتقبل هدى الله؟ لماذا المشرك؟ ولماذا تلك الهجمة الشديدة على أشخاص يعبدون أحجارا وهم يعلمون، والله يعلم، ورسوله يعلم أن تلك الحجر لا تستطيع أن تعارض الله، ولا أن تكون ندا لله، ولا أن تكون كفؤا لله، ولا أن تنازع الله في ملكه، لماذا هذه الهجمة؟ لأن هذا الشخص الذي يعبدها ولا يؤمن بالله كإله واحد، هو نفسه لن يكون لديه قابلية أن يتقبل هدي الله، سيبقى معرضًا عن تقبل هدي الله،. الشرك لهذا.
إضافة إلى أنه قول باطل، تأثيره على صاحبه أنه إذا أنا لست مؤمنًا بوحدانية الله، فلن أؤمن برسوله، ولن أؤمن بكتابه، وحينئذ يكون واقعي أنني معرض عن هدي الله، بل سينطلق ذلك المشرك إلى ميادين القتال للصد عن سبيل الله.
فالمشكلة الأساسية في الشرك بالنسبة لصاحبها: هو أنه على وضعية تجعله معرضًا عن هدي الله، وصادا عن سبيله. فهل الإعراض عن دين الله وهديه، والصد عن سبيله غير مسموح هنا ومسموح هنا؟ هو نفسه يصدر ممن يحمل اسم إسلام.أليس كذلك؟ الكثيرون يصدون عن سبيل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ} (التوبة: من الآية34) أليسوا علماء دين؟ أم مشركون؟ علماء دين، {لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (التوبة: من الآية34).
فأولئك الذين يقولون: [هذا تهديد للكافرين لاحظ هو يقول: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} ويقول: {إِنَّ الْمُشْرِكِيْنَ}، نحن لسنا كفارا ولا مشركين] طيب ما الذي تغير لدينا؟ أنت تعتبر أن مجرد تغيير الاسم هو كل شيء؟! إن الله ينظر إلى الأعمال، وليس إلى مجرد الأسماء، ينظر إلى الأعمال، وينظر إلى القلوب. نقول: هؤلاء الكافرون ما هي المشكلة لديهم؟ لأنهم هكذا: صادون عن سبيل الله.
ولهذا تعرض القرآن الكريم – عندما تتأملوا آياته – تعرض بالتفصيل لأعمال المشركين، ألم يقل في بعضها: {الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} (فصلت: من الآية7) ألم يقل في بعضها أنهم{يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (الأعراف: من الآية45)؟ ألم يقل في بعضها أنهم {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} (النساء: من الآية76)؟ هو يتعرض بالتفصيل لأعمال الكافرين، ولأعمال المشركين، وأنها هي الأعمال الممقوتة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الخامس عشر
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 8/2/2002م
اليمن – صعدة