صنعاء تحرج التباكي الأممي باسم الإنسانية

|| مقالات || سند الصيادي

 

تهافتت المنظومةُ الأمميةُ وَالكثيرُ من الدول والمنظمات على إصدارِ بياناتِ إدانة لعمليات القوات المسلحة اليمنية في الأراضي اليمنية، وَتلك العملياتُ التي تأتي ردًّا مشروعاً محكوماً بأخلاقيات الحرب على استمرار العدوان والحصار، في الوقت الذي صمَتَ العالم وبلع لسانه أمام العدوان الخارجي الوحشي على اليمن طيلة السنوات الست الماضية.

 

وفي الوقت الذي يوظّف الشعارَ الإنساني للإدانة وَالتهويل والتضخيم في مناطقَ وَمراحلَ وَظروفٍ معينة لا يخفى على المتابع معرفة دوافعها وَأهدافها، تغُضُّ هذه المنظومة الدولية طرفَها أمام مآسٍ وَمجازرَ وَجرائمَ كُبرى؛ لأَنَّ المتسببَ فيها إما محظيٌّ بالنفوذ وَالتأييد، أَو يدفعُ ما يكفي كثمنٍ للسكوت عنها، وَفي كلتا الحالتين لا قيمة للإنسان عُمُـومًا هنا أَو هناك.

 

هذا السلوكُ الذي نعايشُه اليومَ بشأن المعارك في مأرب ليس جديدًا ولم يعد مستغرباً، بقدر ما يضاف إلى جملة من المواقف المشابهة له في الحالة اليمنية وَيعزز القناعات حول النفاق الدولي الحادث في التعاطي مع القوانين والأعراف الدولية وَحقوق الأوطان والإنسان.

 

وَالرد عليه يأتي على شاكلة ما جاء في تصريحات رئيس المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية عبد المحسن طاووس الاثنين الفائت، والتي طالب فيها الأمم المتحدة بتوفير ممرات آمنة لخروج النازحين من مدينة مأرب بدلا من التباكي عليهم في وسائل الإعلام.

 

وفي الوقت الذي تعلنُ صنعاءُ عن جاهزيتِها لإيواء النازحين وتوفير احتياجاتهم، تكشفُ عن ممارسة بعض المنظمات الإنسانية دوراً مشبوهاً ومخالفاً لمعايير الإنسانية، حَيثُ قامت بسحب النازحين من خارج المدينة ودفعت بهم إلى مدينة مأرب، كما يقوم مرتزِقة العدوان باحتجاز كُـلِّ مَن أراد النزوح وعدم السماح لهم بالخروج من مناطق الصراع، ليجعلوا منهم دروعا بشرية، وَمادة للتباكي الدولي باسم الإنسان، في مسع يائس لكبح معركة التحرّر الوطني، وَمنع الإرادَة الشعبيّة وَرجال الجيش واللجان من تحرير مدينة مأرب الذي بات قاب قوسين أَو أدنى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى