أمريكا تفشل أخيرًا بعدوانها على اليمن
|| مقالات || مصطفى العنسي
إنَّ تحَرُّكَ العالم وخروجَه من الصمت المعتم لم يأتِ إلا بعد سنينَ عجافاً مر بها شعبُنا نتيجةَ تواطؤٍ مجحفٍ وتعاون كبير وغير محدود من دول إقليمية وعالمية مع محور الشر وتحالف العدوان الذي تقودُه فعلياً أمريكا وإسرائيل، بمشاركة بريطانيا وفرنسا، المعروف والملحوظ؛ للسيطرة على بلدنا اليمن..
بعد ثلاث إدارات متتالية لأمريكا.. تأتي الإدارةُ الأمريكية الأخيرة معترفةً بفشل عدوانهم ومدّعية وقفَ الدعم والتعاون العسكري مع المملكة بدبلوماسية الشيطان ووعوده الكاذبة، بينما ما زال العدوان مستمرًّا وما زالت الحربُ مستعرةً بسلاح أمريكي وطائرات أمريكية وإشراف أمريكي مباشر..
إن الطائراتِ التي تشن غاراتها بشكل يومي لا تقلعُ من القواعد العسكرية والمطارات السعودية إلا بإذن ومتابعة من قيادات أمريكية وإسرائيلية متواجدة داخل غرف القيادة والسيطرة لتحالف العدوان..
بينما يوحي بايدن بزخرُفِ القول لتضليل الرأي العام العالمي بأن أمريكا لم تعد مشارِكةً في العدوان إعلامياً وليس فعليًّا وميدانيًّا؛ لتحاشي الفضيحة والهزيمة التي باتت تراودُ مخيلاتِ القادة الأمريكيين بفشلهم الذريع في إحراز أية نجاحات طيلةَ ستة أعوام من إدارة المعركة الكَونية والعالمية، إن صح التعبير، ضد شعب مستضعف فقير صَنَعَ المستحيلَ وقلب المعادلة وطوى سِجلَّ الصراعِ بانتصارات مذهلة ومعجزات مبهرة..
الأمريكيون يرَون أن النصرَ الإلهي لشعبنا أضحى قابَ قوسين أَو أدنى؛ لذَلك يهربون من تزعم الهزيمة والفشل؛ حفاظاً على ما تبقى من سُمعتهم وهيبتهم على أَسَاس إدارة المعركة من الخلف وإعطاء صلاحية أكبر لحليفتهم بريطانيا في إدارةٍ مباشِرةٍ للعدوان، بينما هم يتفرغون في إدارة مِلفَّي الحرب الناعمة بشقَّيها الإفسادي والتضليلي ومِلف الحرب الاقتصادية لثني شعبِنا عن تحقيق انتصارٍ بات حتمياً وإشغاله من الداخل بحربهم الناعمة.. وتضييق الخناق عليه اقتصاديًّا وتجويعه لإحراز انتصارٍ سياسي يُحقِّقُ لهم ما فشلوا في تحقيقِه عسكريًّا..
في مواجهة ذَلك علينا أن نتحلَّى بالوعي والبصيرة، وأن نثقَ بالله ثقةً مطلقةً من واقع عمل وإيمان وجهاد، فالله هو مكمَنُ قوتنا وعزتنا، وهو من يمنحُنا القوةَ والحكمة والنصرَ والرعاية والعون والسداد والتوفيق، بقدر ثقتنا به واعتمادنا عليه ننتصرُ على أعدائنا، فالمعركة اليوم هي معركةُ وعي وبصيرة.. وكذَلك حرب تجويع وخنق وحصار أكثر من كونها حرباً عسكرية.
لذَلك يجبُ أن نسعى لتحصينِ واقعِنا الداخلي على أَسَاسِ هُـوِيَّتِنا الإيمانية، كما قالها السيدُ القائدُ -يحفظه الله-، فهي الحصنُ الحصينُ الذي نبني عليه واقعَنا العسكري والفكري والثقافي والاقتصادي والسياسي؛ ليكون متلازمًا مع الإيمان الراسخ.. والذي من خلاله نبني واقعاً متماسكاً وقوياً ومحصَّناً من الانحراف والانهيار..