جمعة رجب ذكرى وهوية إيمانية يمانية
|| مقالات || زيد البعوه
الجمعة الأولى من شهر رجب من كل عام هجري تعتبر بالنسبة للشعب اليمني المسلم سيرة إيمانية تاريخية عظيمة يستقبلها شعب الإيمان والحكمة كما لقبة سيد البشرية بشكل يليق بمقامها وذكريتها الخالدة ليس هذا فحسب بل ويجعل منها محطة للاحتفال بدخول الكثير من اليمنيين في الإسلام على يد امير المؤمنين الإمام علي عليه السلام الذي ارسله رسول الله صل الله الله عليه وآله الى اليمن فاستقبله الأرق قلوباً والالين افئدة بالترحاب واسلموا على يديه ودخلوا في دين الله افواجا ، ومنذ ذلك الحين تحولت هذه الجمعة وهذه الذكرى العظيمة الى محطة لتأصيل الهوية الإيمانية وتطويرها والتمسك والعمل بها في الواقع قولاً وعملا وتجسيدها في سلوكياتهم واعمالهم ومواقفهم
وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل اليمنيين وكان أهمها واعظمها ما روي عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الإيمان يمان والحكمة يمانية ـ وهذا الحديث النبوي الصحيح والمتواتر هو تاج ووسام نبوي رفيع وضعه سيد الأنبياء والمرسلين محمد صل الله عليه وآله على رؤوس اليمنيين على مر التاريخ ورسول الله لا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى وهذا الحديث لم يأتي من فراغ بل هو نتيجة اعمال عظيمة ومواقف مشرفة لليمنيين في نصرة الإسلام والجهاد مع رسول الله في مواجهة الشرك والمشركين ومعروف دور القبيلتان اليمانيتان الأوس والخزرج في عهد رسول الله وتحديداً في المدينة المنورة كيف كان لهما شرف الجهاد والتضحية في سبيل اله ونصرة رسول الله حتى لقبوا بالأنصار
اضف الى ذلك ان هناك احاديث نبوية أخرى منها ما روي عن رسول الله محمد صل الله عليه وآله اللهم بارك في شامنا ويمننا قالوا ونجدنا يا رسول الله قال من هنا يطلع قرن الشيطان وأشار الى نجد ما يعرف اليوم بالسعودية ومن خلال هذه الأحاديث الشريفة ومن خلال السيرة التاريخية المشرقة لدور اليمنيين في نصرة الإسلام نجد ان رسول الله صل الله عليه وآله لم يكن يقول مثل هذا الكلام لمجرد المديح والثناء المتعارف عليه او بهدف رفع معنويات اليمنيين بل هو نتيجة اعمال عظيمة ومواقف مشرفة استحق اليمنيين من خلالها ان يقول عنهم رسول الله هذا الكلام العظيم والمهم وما يقوم به الشعب اليمني اليوم خلال هذه السنوات من اعمال جهادية عظيمة في مواجهة الطواغيت والمستكبرين والمعتدين والعملاء والمطبعين هي تدل على ان الشعب اليمني الصامد المجاهد يستحق بجداره ما قاله عنه رسول الله صل الله عليه وعلى آله
تجذرت الهوية الإيمانية في نفوس اليمنيين وتوارثوها جيلاً بعد جيل حتى صارت جزء من حياتهم الى يومنا هذا ليس هذا فحسب بل ان الهوية الإيمانية التي يتمتع بها الشعب اليمني الذي وصفه رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله قائلاً الإيمان يمان والحكمة يمانية تترجم اليوم في الوقت الراهن قولاً وعملاً في مواجهة الطواغيت والظالمين والمستكبرين في الأرض وما يحصل اليوم من صمود وثبات وعزيمة وجهاد وقوة في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي من قبل الشعب اليمني الصامد هي تؤكد ان الهوية الإيمانية التي يتمتع بها هذا الشعب هي سر قوته وسر صموده وسر عنفوانه وسر انتصاراته ويثبت ذلك قول الله تعالى وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ـ ولنا ان نتخيل بموضوعية ومن زاوية قرآنية كيف كان حال الشعب اليمني سيكون إذا كان مجرد من القيم والمبادئ الإيمانية وبعيداً عن ثقافة الجهاد والاستشهاد بلا شك انه لن يستطيع ان يصمد في مواجهة دول تحالف العدوان والطغيان لشهر واحد ناهيك عن الصمود لست سنوات
دور اليمنيين اليوم في مقارعة الطاغوت ومواجهة الباطل والتصدي لأمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات والمرتزقة هو امتداد لذلك الدور الريادي العظيم الذي قام به الأنصار الأوس والخزرج في عهد رسول الله صل الله عليه وآله وان اختلف الزمان والمكان الا ان الهوية الإيمانية باقية والثقافة الجهادية متأصلة ومتجذرة ولا تزال تؤتي ثمارها الطيبة في نفوس اليمنيين وتقودهم الى المجد والعزة والكرامة والحرية والاستقلال وتغرس فيهم الرفض للطاغوت والذل والهوان والاحتلال والاستعمار وهذا شيء ملموس في الواقع يشهد بحقيقته وواقعية صمود الشعب اليمني وثباته وتضحياته في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي ، ان الدور الجهادي الذي يقوم به الشعب اليمني في هذه المرحلة يشهد ويدل على ان الإيمان يمان والحكمة يمانية لأن الذي جعل الشعب اليمني يقف هذه المواقف العظيمة والقوية والمشرفة هو الإيمان الذي يتمتعون به وان الحكمة اليمانية هي التي جعلت الشعب اليمني الصامد يعرف مصلحته في الدنيا والآخرة ويقف موقف الرجال الصادقين المؤمنين الذين لا يقبلون بالهوان والذل والاستعباد هذا يصنع الإيمان الوعي وهكذا تكون الحكمة.