إنجازٌ أمني في مواجهة عالمية
|| مقالات || نجيب الأشموري
يُمَثِّلُ إعلانُ جهازِ الأمنِ والمخابرات لهذا الإنجازِ تطوّرًا لافتًا في سياقِ الحربِ الأمنية التي تشنُّها أجهزةُ استخباراتٍ أجنبية، وبانتظارِ إزاحةِ الستارِ عن تفاصيلِ مِلفِّ القضيةِ ثمةَ من يسأل: ماذا تريدُ بريطانيا من زرعِ جواسيسَ وتجنيدِهم في اليمن؟! وما هي طبيعةُ دورِها لتقدمَ على هذه الخطوة؟ !
جواسيسُ موظفون في جهازِ الاستخباراتِ البريطانيِّ في قبضةِ صنعاءَ، في تَجَلٍّ جديدٍ على طبيعةِ الدورِ البريطانيِّ في العدوانِ على اليمن، بدءًا من جمعِ المعلوماتِ إلى القصفِ بالطائرات، وصولاً إلى التغطيةِ السياسيةِ على كُلِّ الجرائمِ بحقِّ اليمنيين.
ما كشفَ عنه جهازُ الأمنِ والمخابرات بشأن جواسيسِ جهازِ الاستخبارات البريطانيِّ بقدرِ ما يشكّلُ إنجازًا أمنيًّا كبيرًا في تفكيكِ خليةٍ مزودّةٍ بأحدثِ أجهزةِ الاتصال والتواصل بقدرِ ما يزيحُ الستارَ عن حجم التغوُّلِ البريطانيِّ في جمعِ المعلوماتِ والرصدِ والتعقّبِ على الأرض.
هذا التطوّرُ اللافتُ يضعُ علاماتِ استفهامٍ حول المشروع الذي دفع بريطانيا لتجنيدِ عددٍ من الجواسيس في اليمن في ظلِّ المعلوماتِ الشحيحةِ التي أشار لها جهازُ الأمنِ والمخابراتِ بشأن اتهامِهم بتجنيدِ وتأهيلِ وتدريبِ عددٍ من الجواسيسِ في مختلفِ المحافظاتِ وما تعلّقَ به من نشاطٍ تخريبيٍّ تجاوَزَ جغرافيا المحافظاتِ الحرة.
خيوطُ القضيةِ وفق ما رَشَحَ من معلوماتٍ تشيرُ إلى أنَّ بريطانيا لا تثقُ في البياناتِ والمعلوماتِ التي تصلُها من دولٍ إقليميةٍ وجهاتٍ محليةٍ متورطةٍ في العدوان على اليمن، بل عمدت على إنشاءِ خلايا وتزويدِها بتقنياتٍ معقدةٍ؛ بهدفِ إبقاءِ المعلوماتِ التي تقومُ بجمعِها في حدودِ جهازِ الاستخبارات البريطانيِّ الذي يُعدُّ واحدًا من أجهزةِ صناعةِ القرارِ في المملكة المتحدة.
وبانتظارِ إزاحةِ الستار عن تفاصيلَ إضافيةٍ عن محاضرِ التحقيقِ في القضيةِ المنظورة أمام القضاء ثمّةَ ما يشيرُ إلى تكشفِ أوراقٍ جديدةٍ بشأن الحرب الخفيةِ التي يخوضُها جهازُ الأمن والمخابراتِ والداخلية مع أجهزةِ مخابراتٍ إقليميةٍ وأجنبيةٍ تعملُ على مدارِ الساعةِ لجمعِ البياناتِ والمعلوماتِ في وسطٍ اجتماعيٍّ أبهرَ العالمَ بصمودِه وصلابتِه وتماسكِه بوجهِ أشرسِ الحروبِ العسكريةِ والأمنية والناعمة.