حقارةُ المرتزقة وواجبُ النكف القبلي والتحرير

|| مقالات || مرتضى الجرموزي

 

كشعبٍ مستضعف ومعتدى عليه يُعاني ويلات الحرب والحصار وجور العدوان.

 

لا يجب أن نسكُتَ أَو أن نلزمَ البيوتَ ونخضعَ لمن يعبث بنا أرضاً وإنساناً ودِيناً ودولةً وعقيدةً، شعباً وأُمةً.

 

هي مسؤولية كبيرة وأمر حتمي لا بُدَّ من السلاح، سلاح الإيمان الحق وسلاح القضية وسلاح النار باروده والحديد والخروج لمواجهة المعتدين ومجابهة الظالمين وكبح جماح المنافقين وأدوات العدوان في الداخل اليمني والعربي لدفع شرهم وإرهابهم ومنع عربدتهم وتعديهم لشرائع السماء والأرض.

 

لا سِـيَّـما ونحن من أُعتديَ علينا وبلا هوادة شُنّت الحرب وفُرض الحصار ومُنع الدواء والغذاء وانتهكت الحرمات في مناطق سيطرة العدوّ.

 

وها نحن نرى حقارة المرتزِقة في مدينة مأرب من خلال عربدتهم التي أوصلتهم إلى أحط مستويات الرجولة، تقبع تحت الأمر السعودي وهي تختطف النساء.. تداهم المنازل تعتقل النساء بدون تحرج من قوانين الله وأعراف القبيلة اليمنية.

 

انسلاخ المرتزِقة من الروح والقيم العربية جعلتهم أحقر ممن أمرهم باعتقال النساء تحت عناوينَ كاذبة لا تمت للواقع اليمني بأية صلة.

 

دائماً ما تتكرّر حالات التعدي على الحرمات من قبل حزب الإصلاح وتحالف العدوان في محافظة مأرب التي عاشت واقعة اختطاف جديدة طالت ثمان نساء نازحات وسلموهن لسيدهم السعودي الشهراني -قائد ما يُسمى بالتحالف في جبهة مأرب-.

 

أي عار هذا وأي انحطاط بلغها المرتزِقة في مأرب؟!.

 

أين دورُ قبائل مأرب؟ وما موقفُهم من هذه العربدة والطاعة العمياء والانحطاط الذي بلغ ذروتَه؟ وما جنسية من قام باقتياد الحرائر للسعودي يستجوبهن ويؤذيهن (لا أظنه يمنياً)؟؟!!.

 

هل بلغت درجةُ الارتزاق إلى أن تُقاد النساء وتُسجَنَّ بتهمة التجسس للحوثي؟

 

أين رجولتكم يا أحقرَ البشرية؟ أين نخوتكم يا أراذل الإنسانية؟ أين عناوين وطنيتكم وجهادكم وقوميتكم ودفاعكم عن الجمهورية وسلطان مأرب؟، يا من لا تملكون من الرجولة إلا الثوب والعسيب وشارباً تستخدمونه كساتر يخفي نفسيتكم الوقحة.

 

كونوا رجالاً وحاربوا الرجال، دعوا النساء، اتركوا الأبرياء، لا تعبثوا بالمدنيين.

 

واجهوا الرجال في الجبهات، لا تحتموا بالخوالف ولا تعتدوا على النازحين ولا تتخذوهم دروعاً بشرية ومتارسَ لأسلحتكم ومرابضَ لآلياتكم ومدافعكم.

أية خساسة هذه التي أوقعتم أنفسكم فيها؟ لماذا تهربون من مواجهة الرجال إلى اختطاف النساء؟، وهل عجز الحوثي عن تجنيد الرجال حتى يستقطب النساء كجواسيسَ له في مأرب وغيرها وهو الذي ما انقطع مدده بالرجال لما يزيد عن خمسين جبهة قتالية داخلية وخارجية؟!.

 

عُذرٌ أقبحُ من ذنب ووقاحة ما بعدها وقاحة يمتهنها مرتزِقةُ العدوان في مأرب وغيرها، وهم من يجنّدون أنفسهم وعقيدتهم ووطنيتهم لمن لا يحمل هُـوِيَّة عربية، يسلمونه زمامَ أمورهم ويملّكونه قراراتِهم العامة والخَاصَّة مقابل أن يحرّرهم من الاحتلال اليمني الحوثي والذي ما رأيناه يوماً تجاوز حدود الشرع والقبيلة اليمنية في ذرّة من عمل ضد رجل أَو امرأة، فقط ما نراه هو مواجهة من يقاتله في الميدان في الوقت الذي نرى معظمَ أهالي وعوائل المرتزِقة يعيشون في مناطق سيطرة حكومة صنعاء ولم يعترضوهم بشيءٍ أَو يتهموهم بالتخابر مع المرتزِقة في مأرب وغيرها من الجبهات.

 

مسؤولية أبناء اليمن هو التحَرّك لإعادة الحق واستعادة ما سلبه العدوان من الحق اليمني في عموم الوطن؛ لأَنَّ الصمت في مثل هكذا مواقف لا يُجدِي نفعاً وليس من الحكمة في شيءٍ وليس من الصبر، وإنما هو يدخل في محور الذل والاستسلام والذي سنعاني من تبعاته إلى قيام الساعة إن نحن سكتنا عن هذه الجرائم وخضعنا أَو لزمنا الحيادَ وعجزنا عن التمييز بين الحق والباطل.

 

ها قد مر على العدوان ما يقارب سبعة أعوام وفي كُـلّ يوم تزدادُ شهيةُ التحالف العدائية في ارتكاب المجازر وتشديد الحصار في كُـلّ مقومات الحياة ومستلزماتها البسيطة.

 

هي رسالة لمن فضّل الصمتَ ولزم الحيادَ تجاه العربدة السعودية الأمريكية الصهيونية الإماراتية وأدواتهم المرتزِقة في الجنوب ومحافظة مأرب؛ لأَنَّ الصمت في مثل المواقف لا يُجدِي نفعاً ولا يرفع حملاً أَو يزيل همًّا، ولن تغيّر من واقعك الشخصي ومحيطك المجتمعي ولن تُرجِعَ لك حقاً.

 

وإن كنت ترى في نفسك الذكاءَ والبراعة والحكمة في الصمت فتأكّـد أنك تعيشُ التيهَ والضياع وفقدان الضمير الإنساني وستهوي بنفسك في مستنقع الخسة والانحطاط والخزي في الدنيا والآخرة.

 

حالاتُ الاعتقال والاغتصاب واختطاف النساء في مأرب ومحافظات الجنوب وأجزاء من المناطق الساحلية لن تتوقفَ إذا لم نتحَرّك لدفع الضر وإعادة الحقوق وهي مسؤولية كُـلّ ذي عقل يماني أمام دين الله ونُصرة المستضعفين من النساء والولدان الذين يقولون ربنا الله.

 

العدوّ لا يرقُبُ في يمنيٍّ إلًّا ولا ذِمةً، والصمتُ يدفعُه لتجاوز الحدود أكثر من ذي قبل، ولعلّنا رأيناه في كُلِّ مرة يفتعل أبشع جريمة من سابقتها، ولهذا وجب على أحرار اليمن وقبائله النكفُ العام لإيقاف حقارة المرتزِقة وتجاوزاتهم الأخلاقية بحق المرأة اليمنية.

 

وهي مناشدةٌ لمجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة وقيادة الثورة بسرعة الحسم في مأرب وتطهيرها من دنس العدوّ واستعادة كرامة أهالي اعتُقلت واختُطفت واغتُصبت بناتُهم وأخواتُهم..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى