معركة الوعي أخطر
|| مقالات || خالد أحمد الأسدي
سواء حذفت الخارجيةُ الأمريكية في موقعها خبرَ أن اليمنيين الأحرار إرهابيون أم أنها حذفته من قائمة قرارات الرئيس السابق ليكونَ القرار في الأرشيف، لا يهمنا بقدر فرحنا واعتزازنا بأبناء هذا الشعب الأبي العظيم الصامد الواعي لكل مخطّطات الأعداء والذي خرج بمئات الآلاف ليعبر عن قناعته بأن أمريكا أم الإرهاب وصانعة الإرهاب العالمي وأنها الشيطان الأكبر بكل ما تعنيه كلمة شيطان من معنى.
خرجنا لتعلم راعيةُ الإرهاب العالمي أن الشعبَ اليمني قد وعى وتعلم خلال هذه الحرب ما لم يكن يعرفُه من قبل وعرف مَن عدوه ومن صديقه ومن يريد له العزةَ والرفعة والسمو ومن يريد له أن يكون في آخر صفوف العالم وأن يكون فقيراً ضعيفاً ذليلاً يستجديهم الفتات.
ومن يساعدهم على ذلك هم المرتزِقة المحليون الذين هم أسوأ مرتزِقة عرفهم التاريخ الحديث، وما قيامهم أثناء شن أحرار العالم اليومين الماضيين من حملة إعلامية تطالب بوقف الحرب التي تشنها أمريكا وأدواتها علينا، بالدفاع عن أمريكا ووصفنا نحن أي الأحرار أننا إرهابيون معَ أننا لم نتكلم عنهم في هذه الحملة ولكن تكلمنا عن الدور الأمريكي وجرائمه في هذه الحرب لخيرُ شاهد على عمالتهم ودناءتهم وموالاتهم تولياً كاملاً لأمريكا ومن خلفها إسرائيل.
معركة الوعي خطيرة في هذه المرحلة بالذات؛ لأَنَّ أمريكا لديها الخبرةُ الكافية لتركيع الشعوب غير الواعية، والأمثلة كثيرة بدءاً بمسرحية 11 سبتمبر والحملة الإعلامية المهولة المرافقة لها وكيف أقنعت العالم أن الإرهابَ موجودٌ، حتى الدول المسلمة صدقت أنها حرب على الإرهاب، وكسبوا بذلك تعاطف الشعوب والحكومات معهم، ومن الأمثلة حربها على العراق بدعوى الكيماوي الذي اتضح فيما بعدُ أنها كِذبةٌ كبيرة واعتذرت في ما بعدُ عن هذه الكذبة لكن بعد ماذا بعد أن أهلكوا الحرث والنسل.
يجب علينا رفع نسبة الوعي بجرائم أمريكا وخططها ومؤامراتها على جميع أحرار العالم، ومن بعد أن بغت واعتدت فذاك ما نتمنى أن نواجه الأصيل بدلاً عن الوكيل، وحتماً سيلاقون دروساً لم يتعلموها من قبلُ، وستكون معركةُ اللاعودة وستستخدم فيها من خطط وأهداف ما لم يُستخدم منذ بداية العدوان والأوراق كثيرة واللاعبون كُثْرٌ، وما خفي أدهى وأمرُّ.
وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.