أطفال اليمن في يومهم العالمي: “نريد البقاء على قيد الحياة”

إكرام المحاقري

 

للعام السادس على التوالي وأطفال اليمن يحتفون بيومهم العالمي تحت الركام وبين الأنقاض وأليم المعاناة المختلفة، وما بين تعدّد للأزمات وقصف للطيران، ضاعت الطفولة في اليمن بين الدماء المسفوكة والأمراض والأوبئة المصطنعة والتآمرات الدولية، فأين ميلاد أطفال اليمن بين كُـلّ ذلك بالنسبة لحقوق الأطفال؟ وهل يوجد في قاموسهم طفولة يمنية أم أن الحقوق في اليمن حصرت نفسها في زاوية البترودولار؟!

 

(نريد البقاء على قد الحياة)، هكذا استقبل أطفال اليمن يومَهم العالمي، بشعارات مندّدة لأساليب “الأمم المتحدة” في التعامل مع حق الطفولة في اليمن، والمتاجرة بمعاناة أطفال اليمن في سوق النخاسة العالمي الخاص “بالأمم المتحدة” والتي قايضت فيه على قيمة معاناة الأطفال مع دول العدوان، حَيثُ حصرت هذه المنظمات نفسها في قاموس العمالة والارتهان واستغلال آفات الحروب لمصلحتها الذاتية، واستغلال أبشع الجرائم بحق الطفولة كي تُقيد الجريمة ضد مجهول أَو تنسبها لأطراف ليست إلّا مدافعة عن كرامة الوطن، أَو سحب تقارير الجريمة بعد قبض ثمنها والتنكر لعواقبها كما حدث في جريمة (أطفال ضحيان) وليست الجريمة الوحيدة لكنها قد تكون الأبرز.

 

ولتعلق المنظمات الحقوقية في اليوم العالمي للطفولة، صورة لـ(الطفل سميح) وهو يحتضن جثة والده الذي قُتل إثر غارة وحشية لطيران العدوان، يذرف الدموع ويصرخ بلسان المظلومية، مناديا والده عله يسمعه أَو يعود للحياة، وليكتبوا بخط عريض “هذا سميح وهذه الطفولة في اليمن”، فلا يوجد داع للمزيد من التزوير لما يشهده واقع الطفل في اليمن، وليسجنوا ضميرهم الوحشي في زنزانة مع ميزان (طفل الميزان)، والذي هو الآخر قتلته غارات مقاتلات العدوان دون أي ذنب، فبأيِّ ذنب قُتلت؟!

 

أطفال اليمن يعانون الويلات جراء الحصار، يموتون في كُـلّ لحظة جراء الأمراض المستعصية والتي تتطلب سفرَهم لدول الخارج لتلقي العلاج المناسب لحالاتهم، لكنَّ دول العدوان والعالم الخانع لم يكتفِ بخلق كُـلّ هذه المعاناة، بل قاموا بإغلاق “مطار صنعاء الدولي” في جريمة سياسية قذرة، يندى لها جبين الإنسانية، ناهيك عن أطفال تلاشت لحومهم وبرزت عظامهم جراء نقص الغذاء، وهَـا هي المنظمات الحقوقية تتفنن في التقاط الصور البارونامية لهؤلاء الأطفال، كُـلّ هذا يحدث في اليمن؛ لذلك: لا يريد أطفالُ اليمن يوما عالميًّا منافقا ومنافيا للحقيقة، بل إنهم يريدون الحياة لا غيرها، دعوا أطفال اليمن وشأنهم أيتها “الأمم المتحدة”.

 

نعم، لقد تفنن المجرمون في قتل أطفال اليمن ووأدهم أحياءً تحت التراب، ونهبوا حقَّهم في الحياة، وسلبوا منهم أباءهم وأُمهاتهم وتركوهم أيتامى يتجولون في الشوارع باحثين عن لقمة العيش، وغيرهم تمت المتاجرة بهم من قبل منظمات محسوبة على “الأمم المتحدة” ليكونوا موظفين في شركة التسول العالمية لحساب مجهولين، وهكذا تستمرُّ حكايةُ الطفولة في اليمن بين المعانات، وبتر الطفولة، وسفك الدماء، ولهيب نار العدوان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى