مأرب وحزبُ الإصلاح
عبدالخالق القاسمي
ينتظرُ المرتزِقةُ أنفسهم متى يتم تحرير مارب ليتخلصوا من كابوس الحرية الجاثم على صدورهم..؛ لأَنَّهم تعودوا واعتادوا على الخنوع والركوع والسجون السرية.. أنا متأكّـد أنهم حزموا أمتعتهم وشدوا على حقائبهم.. وباتوا مستعدين لإناخة الرحال في شبوة أَو حضرموت أَو ما تبقى لهم من مناطق في اليمن.. أَو في قطر وتركيا.. أعني حزب الإصلاح الذي لطالما سخر من هُتاف البراءة واعتبره ضرباً من جنون من جانب، حيث اعتبروا أمريكا قوة لا تُقهر، وهذا ما بددته سواعدُ أبطالنا في القوات المسلحة.. فأسقطوا الطائرات وأغرقوا البارجات وأحرقوا المدرعات الأمريكية الإسرائيلية..
ومن جانب آخر، اعتبروا الشعار ضرباً من خيال لتكذيب مضامينه.. بينما كان للوقت نصيب كشف العدوّ على حقيقة ما تحدثنا به سابقًا وأكّـد عليه قائد الثورة بأن من يوالي أمريكا سيوالي إسرائيل.. وأن الأمريكي يسعى لالتهام البلدان الإسلامية واحدةً واحدة.. وبما حدث مؤخّراً من تطبيع علني مع كيان العدوّ الإسرائيلي.
أصبح مرتزِقةُ مارب على وجه التحديد في حرج وتخبط كبيرَين.. وهذا ما انعكس في خطاب جباري الأخير.. تارة يصف السعودية والإمارات بالمحتلّ.. وتارة أُخرى يترجاهم بالرجوع عن بعض ما أقدموا عليه.. أي المخطّط الذي حذرنا منه منذ البداية.. مخطّط احتلال اليمن واحتلال الجزر وتحويلها إلى قواعدَ عسكريةٍ إسرائيلية.
بعدَ هذا كله اكتشف المرتزِقةُ أنهم الأداةُ المستخدمة والوِطاف الذي استخدمه الأمريكي لتحقيقِ أهدافه.. وبعد إدراكهم يصرون على حيوانيتهم.. بل هم أضل.. حيث خرج البعضُ يتهدّد ويتوعد.. تماماً كما حدث قبل تحرير محافظة الجوف.
عُمُـومًا أصبح مرتزِقة مارب بالتحديد الطرفَ الممقوتَ من قبل الجميع؛ نتيجةَ فسادهم الكبير.. وهم من يُنظر إليه على أنه حكومةُ شرعية.. وهذا من عجائب الدهر.. فلا قبولَ بهم وبحكومتهم لا في شمال اليمن ولا جنوبه.. ولكنها الأموال السعودية التي ستشتري لاحقاً شرعيةً لطرف ما يدين بالولاء كُـلّ الولاء للمملكة ويقبلُ بوضوح بإسرائيل.. ولعلها الحسنة الوحيدة للإصلاح حتى اللحظة مع أن هذا الحزب لا يعدو عن كونه بيدقاً تحَرِّكُه دولُ التطبيع.