البحرين «ثالثة الأثافي المتصهينة»
عبدالفتاح علي البنوس
في الوقت الذي يواصل فيه مهفوف السعودية محمد بن سلمان ضخ المليارات لمولاه وسيده ترامب مقابل قيامه بإزالة العقبات التي تحول دون توليه الملك خلفا لوالده ، ومن أجل هذا الهدف وهذه الغاية ينبطح بقوة ، فيسيل لدولاراته لعاب ترامب فيغرق في ابتزازه ، ويعكف عليه على قدم وساق ، حيث تشده أصوله اليهودية نحو التطبيع مع إسرائيل ، ومن أجل ذلك تجري الترتيبات تحت الطاولة بصورة مؤقتة لحين تولي المهفوف مهام الحكم خلفا لوالده ، حيث يضع المهفوف التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ضمن أولويات ما يسمى برؤية المملكة 2030 ، زيارات العيسى أمين ما يسمى برابطة العالم الإسلامي وتصريحاته المتصهينة ، وخطاب الأفاك السديس إمام وخطيب الحرم المكي الداعم والمتناغم مع التطبيع والتقارب مع اليهود ، والمواقف الرسمية السعودية تجاه التطبيع الإماراتي والتقارب الإسرائيلي يؤكد تطبيع السعودية غير المعلن ، والذي بات إعلانه مسألة وقت ليس إلا .
وفي ذات المسار يسير غر الإمارات محمد بن زايد ، المنتشي بإعلانه التطبيع مع إسرائيل ، المهووس بلقب زعيم العرب ، والذي يمنيه ترامب والصهاينة بأنه سيكون من نصيبه وأنه الأجدر به ، فيعلن التطبيع مع إسرائيل ويحتفي بذلك ، ويبرر له ، ويرى فيه الطريقة المثلى لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين حد زعمه ، التطبيع الذي لم يشفع له لدى ترامب ، فلا يزال مستمرا في ضخ الأموال دفعات ، والذهاب نحو تقديم المزيد من التنازلات ، والتفنن في انبطاحه ، محاولا التفوق في ذلك على ( الخيبة ) السعودي محمد بن سلمان ، ويهرول ( بلا فرامل ) نحو مستنقع كل القاذورات والنجاسات (مربع التطبيع مع الكيان الصهيوني ) بكل وقاحة وسفاهة ، غير مكترث بتداعيات ذلك ، وغير مبال بردود الأفعال على هذه الخطوة التي يدرك خطورتها وحساسيتها وخصوصا في هذه المرحلة التي يحاول من خلالها الأمريكي والإسرائيلي تمرير ما يسمى بصفقة القرن ، التي تعد المؤامرة الكبرى على القضية الفلسطينية ، قضية العرب الأولى والمصيرية ، متجاهلا موقف الشعب الإماراتي المغلوب على أمره الذي لا حول له ولا قوة ، في ظل سياسة البطش والقمع والتنكيل التي ينتهجها المتصهين محمد بن زايد وزمرته المتصهينة ، الشعب الذي لزم الصمت تجاه هذا الجرم والعار الكبير الذي ألصقه بهم وبدولتهم .
ثالثة الأثافي ( مملكة البحرين ) الدويلة الخاضعة للحماية والهيمنة السعودية ، أثبتت هي الأخرى وكما كان متوقعا بأنها الأكثر شغفا بإسرائيل والأقرب في اللحاق بالإمارات في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ، حيث سقط مسخ البحرين المتصهين حمد بن عيسى آل خليفة في مستنقع اليهودة والتصهين بإعلانه تطبيع بلاده مع الكيان الإسرائيلي بعد فترة شهدت حالة من التقارب الشديد بين الجانبين ، معها ظننا بأنها ستكون السباقة في اتخاذ قرار التطبيع ، ولا غرابة أن تتخذ القيادة البحرينية هذا القرار بتوجيهات أمريكية سعودية ، فلا وزن ولا قيمة لهذه الدويلة ، ولا تعويل على قيادتها الخانعة العميلة ، التي حولتها إلى مركز للدعارة في منطقة الخليج تنافس من خلاله دبي وأبو ظبي .
فاقد الشيء لا يعطيه ، ومن لا كرامة ولا شرف ولا عزة له ، من الطبيعي أن تكون مواقفه مشبعة بكل هذه الخسة والنذالة والخيانة والعمالة ، فمن يأتي بالجنود السعوديين لقتل أبناء شعبه وتشريدهم والتنكيل بهم ، لا تمثل عنده القضية الفلسطينية أي أهمية ، ولا يجد أي مشكلة في المتاجرة بها وبيعها والإرتماء في أحضان العدو الإسرائيلي ، والخروج عن الإجماع العربي بإعلان التطبيع معه ، فقد نزع الله منهم الحياء والغيرة وصاروا أضل من الأنعام ، يعيشون من أجل إشباع شهواتهم وتلبية رغباتهم والحفاظ على عروشهم وتنمية مدخراتهم وثرواتهم المالية وممالكهم الهشة الحقيرة التي لا تمتلك قرارا ولا إرادة .
بالمختصر المفيد، تطبيع البحرين خيانة جديدة للنظام البحريني المتصهين بالممارسة ، وعار خليجي جديد سيدفع ثمنه هذا النظام غاليا ، حينها لن ينفعه ترامب ولا نتنياهو ولا بن سلمان ولا السيسي ولا ما يسمى قوات درع الجزيرة وكل من أعلنوا تطبيعهم مع إسرائيل ، وقريبا جدا سيجد المتصهين البحريني نفسه وحيدا يواجه طوفان ثورة أحرار البحرين التي ستتكفل بمحاكمته ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها ويغسلون عار التطبيع الذي ألحقه بهم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.