الإمارات لم تستوعب درس توشكا
عبدالفتاح علي البنوس
في الرابع من سبتمبر من العام 2015م، وفي الوقت الذي كانت فيه قوى الغزو والاحتلال من الإماراتيين والسعوديين والبحرينيين مع مجاميع من مرتزقة الداخل يحتشدون في معسكر صافر بمارب بهدف احتلال المحافظة والتقدم صوب العاصمة صنعاء عبر جبهة نهم باغتهم أبطال القوة الصاروخية اليمنية بضربة صاروخية نوعية بواسطة صاروخ توشكا الذي سطَّر ملحمة كبرى ، وأحدث مجزرة تاريخية في صفوف الغزاة والمحتلين والمرتزقة أسفرت عن نفوق أكثر من 80جنديا وضابطا إماراتيا وأكثر من 11جنديا وضابطا سعوديا ، و خمسة من البحرينيين وأكثر من 150من المرتزقة المحليين ، حيث شكلت هذه العملية ضربة موجعة هي الأكثر وجعا وإيلاما لقوى العدوان ومرتزقتهم..
اليوم وفي الذكرى الخامسة لهذه العملية النوعية التي باتت أشبه بيوم النكبة للإماراتيين الذين كانوا الأكثر تضررا منها يبدو جليا من خلال المواقف والتحركات التي تقوم بها دويلة الإمارات في اليمن عامة وفي سقطرى وعدن وأبين وشبوة والساحل الغربي على وجه الخصوص أنها لم تستوعب بعد درس عملية توشكا صافر ، وأنها ما تزال تلعب بالنار غير مدركة تداعيات وانعكاسات ذلك ، فهي تظن أن تطبيعها مع الكيان الإسرائيلي سيمنحها الحق في التمادي في غيها وإجرامها وانتهاكاتها الصارخة للسيادة اليمنية ، وتنفيذ مخططاتها الإجرامية الاستيطانية التي تستهدف اليمن واليمنيين، وأنها باتت محمية ومحصنة من المساءلة والمحاسبة الدولية والأممية إزاء ذلك، غير مدركة أن قيامها بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي سيضاعف حجم المناهضة لها ومقاومتها والتصدي لكافة مؤامراتها وإفشال مخططاتها الإجرامية، وسيسهم في تشكيل جبهة مقاومة وطنية تضم كافة القوى الوطنية الحرة لتحرير البلاد من احتلالها وتطهيرها من رجسها ، ولا يمكن السكوت على مساعيها لتصدير اليهودة والتصهين إلى سقطرى على الإطلاق..
ففي سقطرى تتواصل الرحلات الجوية الإماراتية من وإلى محافظة سقطرى ، حيث أكدت مصادر محلية رصد تواجد عناصر أجنبية بعضهم من جنسية إسرائيلية وصلوا إلى الجزيرة وشرعوا في معاينة بعض المواقع القريبة من المطار في إشارة إلى نيتها في السيطرة عليها ، في ظل تسريبات تحدثت عن نوايا إماراتية لإقامة قاعدة عسكرية إماراتية فيها تستخدم لخدمة الكيان الصهيوني ، في الوقت الذي تواصل فيه الإمارات الصراع بين فصائل المرتزقة في شبوة وأبين في سياق دعمها وإسنادها لمرتزقتها الذين يتبعون ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي ، بالتزامن مع دعم جرائم الاغتيالات والتصفية الجسدية للقيادات المعارضة لتحركاتها في الساحل الغربي وتغذيتها الصراع في الجنوب ومتاجرتها بأرواح اليمنيين خدمة للمشاريع والمخططات الإسرائيلية..
بالمختصر المفيد: أمام استمرار الغطرسة والرعونة الإماراتية يبدو أنها باتت بحاجة إلى عملية تأديبية قوية ومزلزلة تستهدف العمق الاستراتيجي الإماراتي تعيد إلى أذهانهم ملحمة توشكا صافر اليماني ، بعد أن باتت تعتمد في صراعاتها وحروبها على المرتزقة المحليين الذين يقاتلون تحت رايتها وبدراهمها ، بعد أن قصم توشكا ظهورهم بعملية صافر المسددة ، وأمام ذلك ينبغي التأكيد على ضرورة مواجهة الغطرسة الإماراتية في المحافظات الجنوبية من خلال استهداف أي عناصر إماراتية يتم رصدها على الأراضي اليمنية ، فهؤلاء غزاة ، وعملاء للكيان الإسرائيلي، ويجب إعلان الحرب عليهم ، وعدم تمكينهم من تنفيذ مشاريعهم التدميرية الإجرامية ، فهم لم يستوعبوا درس توشكا صافر بعد ، وعلينا أن نساعدهم على استيعابه والعودة إلى رشدهم ومعرفة حقيقتهم وحجمهم الطبيعي الذي سيظل صغيرا جدا ، حتى ولو أعلنوا انضمامهم إلى إسرائيل ليصبحوا دولة واحدة.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.