مسيرة بذل وعطاء وتضحية وفداء
عبدالفتاح علي البنوس
قال تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)، (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم).
هل رأيتم جائزة أغلى وأثمن من هذه الجائزة الإلهية الكبرى التي خصصها الله للشهداء العظماء ؟!! لا والله، فكل جوائز العالم لا تساوي شيئا أمام هذه الجائزة ، هذه الجائزة التي يتنافس عليها المؤمنون الصادقون المخلصون الذين صدقوا الله عهدا ، وفي مقدمتهم قادة المسيرة القرآنية وفرسانها الأفذاذ الذين ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء والتضحية والفداء ، المسيرة التي يحاول بعض المأزومين تشويهها والإساءة إليها وقادتها ، والترويج للشائعات والأكاذيب حولها تصفية لحسابات سياسية ومصالح نفعية وحزبية رخيصة ، وخدمة لقوى العدوان.
ولهؤلاء نقول: المسيرة القرآنية كانت وما تزال وستظل مسيرة بذل وعطاء وتضحية وفداء ، مسيرة يتسابق قادتها على تقديم أرواحهم الطاهرة في سبيل الله دفاعا عن الدين والأرض والعرض والشرف والعزة والسيادة والكرامة ، مسيرة حمل قادتها مهمة الجهاد والنضال ضد قوى الطاغوت والفساد والإفساد والإجرام ، لم يجبنوا ولم يخنعوا ولم يدسوا رؤوسهم في الرمال ، ولكنهم رفعوها شامخة علية لتعانق عنان السماء ، وجندوا أنفسهم طاعة لله ، وخداما لهذا الشعب المغلوب على أمره ، الشعب الوفي الذي ظل طيلة السنوات الماضية الحلقة الأضعف ، والضحية الذي يدفع ثمن فساد وعمالة وخيانة النظام السابق الذي ظل يبني نفسه ، ويعمر الفلل والقصور ، وينمي استثماراته ومدخراته المالية في الداخل والخارج ، وظلت خيرات وثروات الوطن حكرا على (الشلة) والبطانة التي تحيط برأس السلطة ، في الوقت الذي يكابد فيه أبناء الشعب مرارة العيش ، وتحاصرهم الأزمات الواحدة تلو الأخرى ، وتفتك بهم الجرعات وتتقاذفهم وتعبث بهم أيادي الفساد والفاسدين التي سلبت منهم مظاهر الفرح وحرمتهم من الحياة الكريمة والعيش الرغيد.
مسيرة لا يبحث قادتها عن السلطة والمناصب والرتب ، مسيرة قادتها يتقدمون كوكبة الشهداء ، وتزدان بهم روضات الشهداء على امتداد الوطن الحبيب، قادة يتقدمون الخطوط الأمامية للجبهات وأعينهم ترنو إلى إحدى الحسنيين ( النصر أو الشهادة ) يبحثون عن رتبة ( شهيد ) التي لا تضاهيها كل الرتب العسكرية في العالم مجتمعة ، هذه ثقافتهم القرآنية وهذا نهجهم المحمدي الذي نشأوا وتربوا عليه، ونهلوا من نبع معينه المتدفق بذلا وعطاء وتضحية وفداء ، من القائد المؤسس الشهيد السيد حسين بدرالدين الحوثي مؤسس المسيرة القرآنية صاحب الفضل -بعد الله عز وجل- في تصحيح الكثير من المعتقدات والأفكار والثقافات المغلوطة التي كنا نؤمن ونسلِّم بها ، والعودة بالأمة إلى مسارها ومنهجها الصحيح ، المسار والمنهج القرآني المحمدي الذي يكفل لمن يسلكه ويسير على هديه الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة ، المنهج الذي يرسي قيم الحق والعدل.
بالمختصر المفيد: مواكب التشييع اليومية التي نشارك فيها ونشاهدها عبر شاشات التلفزة والفضائيات والتي يتقدمها قادة عظماء ورجال مخلصون جادوا بأنفسهم في سبيل الله في معركة تطهير اليمن من دنس الغزاة والمرتزقة تشرئب لها الأعناق ، وترسل رسائل لأولئك المرتزقة الذين يتشدقون باسم (الشرعية) المزعومة ويتولون المناصب القيادية في حكومة الفنادق وهم يقيمون في دول الارتزاق مع أولادهم وأسرهم وذويهم ويتاجرون بأرواح المغرر بهم من المخدوعين بشرعيتهم والمؤدلجين حزبيا الذين لا إرادة لهم ولا قرار ، رسائل مفادها : ها هم قادتنا في مقدمة الشهداء ، لا يبحثون عن مناصب ولا يقيمون في القصور والفلل ، ولا يبحثون عن أراض ومزارع واستثمارات ورتب وعقارات ، اسألوا عن فلل وقصور وأرصدة وممتلكات الرئيس الشهيد صالح الصماد ، والشهيد طه المداني ، والشهيد زيد علي مصلح ، والشهيد أحمد العزي ، والشهيد حسن الملصي ، والشهيد أبو حيدر الحمزي ، والشهيد ناصر القوبري ، والشهيد أبو شهيد الجرادي ، والشهيد اللواء أمين الحميري ، والشهيد لطف القحوم ، والشهيد أبو عمار المروني ، والشهيد أبو خليل المؤيد ، والشهيد إبراهيم بدرالدين الحوثي ، والشهيد روح الله زيد علي مصلح ، والشهيد أبو عمار القدمي ، والشهيد اللواء عزي صلاح دحوه ، وكوكبة الشهداء العظماء ، وسيخبروكم بأن غالبيتهم لا يمتلكون منازل لأولادهم وليس لديهم أي حسابات بنكية ولا شركات استثمارية ولا مزارع وغير ذلك من حطام الدنيا ، فكل تجارتهم كانت مع الله عز وجل ، وهي تجارة أرباحها خيالية لا تخطر على قلب بشر ، وفوق مستوى تخيل البشر جميعا.
ومن شذ أو انحرف عن قيم ومبادئ هذه المسيرة ، حتى وإن صرخ ورفع الشعار ، شذ في النار ، وجلب على نفسه العار ، وغضب الجليل الجبار.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.