صبراً آل سبيعيان.. فإن النصرَ آتٍ
منصور البكالي
إبادةٌ جماعيةٌ لأسرة آل سبيعيان هزت مشاعرَ ووجدانَ قبائل مأرب الأحرار وكل القبائل اليمنية، ووضعت الجميعَ أمام مشهد كشف عن الوجه الداعشي الإجرامي لجماعة حزب الإصلاح، الذين لا يختلفون بتصرفاتهم عن نواتهم الكبرى في العراق وسوريا، ما تسمى بداعش ربيبة أمريكا وصناعة إسرائيل.
بل إن مجزرةَ آل سبيعيان جعلت كُـلَّ قبائل مأرب أمام خيارَين لا ثالثَ لهما، إما القبول بالمذلة والغطرسة والجرم الذي تمارسه هذه الجماعة التكفيرية، أَو توحيد الكلمة واتِّخاذ موقف شجاع ومشرف لتطهير ما بقي من مناطق ومديريات مأرب من هؤلاء.
كما عكست هذه الجريمة الوحشية مدى الخوف الذي وصلت إليه هذه الجماعة ممن يرفع الشعار في المناطق المحتلّة، ومدى استحقارهم واستخفافهم بغيرة ورجولة ونخوة وشهامة وعزة كُـلّ قبائل مأرب وقبائل عبيدة على وجه الخصوص.
فمشهد آل سبيعيان آخر ورقة في جعبة قيادة حزب الإصلاح لترهيب كُـلّ قبائل مأرب وطوق عاصمتها، بها، ومحاولة أخيرة لإذلالهم ولاستمراريتهم في الدفاع عنهم وعن كنزهم النفطي، الذي يصُبُّ إلى جيوب الهاربين في فنادق الرياض وتركيا.
ولكن هذه الجريمة أثبتت أن هذا الحزبَ وهذه الجماعة الدموية مخطئون في حساباتهم ولا يعرفون أن أبناء مأرب مثلُهم مثلُ كُـلّ أبناء القبائل اليمنية لا يصبرون أمام الضيم ولا يتوقفون عن نُصرة المظلوم، ولا يهابون جرمَ المجرمين وغطرسة المتغطرسين، ولا يوجد في قاموسهم القبولُ بالظلم والتجبر والامتهان.
وكما هي شهادةٌ واضحةٌ بعدالة وسعة صدر حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء والمحافظات الحرة المحتضنة لكافة أبناء المجتمع بمختلف مكوناتهم وتوجّـهاتهم السياسية والفكرية والمذهبية، بمَن فيهم أتباعُ حزب الإصلاح ذاته.
وشهادةٌ أخرى لكل شعوب العالم الحر بأن أنصارَ الله يتميزون بقيم ومُثُلٍ إنسانية راقية لا يعرفُها حزبُ الإصلاح، وليس أمام بقية المخدوعين بالتحالف غيرُ مراجعة حساباتهم قبل فوات الأوان.
ومع هذا كله نؤكّـدُ لهذه الجماعة السرطانية، بأن مأربَ وغيرَها من المحافظات اليمنية ستتطهّر من تواجدكم وأعمالكم الشنيعة، وسيهب قبائل مأرب للوقوف إلى جانب بعضهم البعض، والانتصار لقيمهم ومبادئهم وأسلافهم وأعرافهم.
وَكما ثارت مران وحيدان ولحقت بها بقيةُ مديريات محافظة صعدة وبعض مديريات الجوف وعمران خلال الحروب الست، وكما انتصرت خيوان ومن قبلها دمّاج وعمران، في زمن الاستضعاف ستنتصر قبائل مارب لآل سبيعيان في زمن القوة كما انتصرت قبائلُ ردمان وقانية على فتنة ياسر العواضي الأخيرة.
ومن ضمن الرسائل المقصودة من هذه الجريمة والتعذر بالشعار، محاولة تعبيرية عن تودُّد قيادة حزب الإصلاح للكيان الصهيوني والهيمنة الأمريكية، والمحتلّ السعودي، وإثبات الاستمرارية في الولاء لهم؛ ليستمروا بشَنّ غارات الطيران الجوي؛ للدفاع عن مرتزِقتهم في جبهات مأرب.
ومن هذا المنطلق ندعو الجيشَ واللجانَ الشعبيّة والقوةَ الصاروخية إلى سُرعة الرد وَالتحَرّك الفاعل لإرساء معادلة جديدة تضمن للجميع حقوقَهم وتساندُ تحَرّكات قبائل مأرب.
وها هو التأريخُ يُثبِتُ حقيقةَ وبشاعةَ الفكر التكفيري الإجرامي لحزب الإخوان الذين يجدّدون ويعمقون الأحزان من خلال المناظر المأساوية، وليست حادثة خيوان عمران عن الأذهان ببعيدة، وكأنَّ مشاهدَ الدماء والأشلاء باتت إدماناً يجري في أوردتهم، فأيُّ نوع من البشر هؤلاء وأيُّ فكر غرسه فيهم حزبُ الإصلاح الوهَّـابي؟!، مع أنها داعش بقضها وقضيضها تعبِّرُ عن نفسها اليومَ في مأرب!.
وأمام مثل هذه الجروح الغائرة في ضمير كُـلّ يمني حر نقول: صبراً آل سبيعيان، فرجالُ الله قادمون لنصرتكم وحفظ حقوقِكم واحترامِ قناعاتكم كما هو الحال اليوم في بقية المحافظات الحرة.