تجدد الاحتجاجات ضد العنصرية في أمريكا
تجددت الاحتجاجات في محيط البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن وغيره من معالم الولايات المتحدة الأمريكية تنديدا ورفضا لعنصرية وقمع الشرطة الأمريكية التي جسدتها جريمة مقتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد والتي كشفت عن شرخ عميق وحالة لا مساواة واسعة في المجتمع الأمريكي.
وأفادت وكالة “فرانس برس” بأن آلاف المحتجين تدفقوا نحو البيت الأبيض وغيره من المعالم والرموز في الولايات الأمريكية في وقت فرضت فيه شرطة العاصمة الأمريكية واشنطن طوقا أمنيا واسعا حول المقر الرئاسي الأمريكي محصنة إياه بحاجز إضافي من الشبكات الحديدية .
وأمام العوائق التي وضعتها الشرطة تجمع المحتجون منددين بإجراءات الشرطة وعلق بعضهم صور ضحاياها فلويد وغيره من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية الذين قضوا جراء عنف الشرطة.
وأعرب المشاركون في هذا التجمع عن أملهم بأن “تشكل قضية فلويد نقطة تحول في التاريخ الأمريكي” مشيرين إلى أن جريمة مقتله أطلقت العنان لموجة من الاحتجاجات المدنية على الصعيد الامريكي لم تشهدها الولايات المتحدة من قبل منذ اغتيال مارتن لوثر كينغ الابن عام 1968 على يد رجل أبيض.
وأشارت الوكالة إلى توقعات بأن تشهد واشنطن أضخم الاحتجاجات وخاصة قرب نصب الرئيس الأمريكي الأسبق لينكولن حيث يعتزم المحتجون التوجه نحو نصب المناضل ضد التمييز العنصري في الولايات المتحدة مارتن لوثر كينغ الابن.
ومن المقرر أيضا أن تشهد نيويورك وميامي ومدينة مينيابوليس التي شهدت جريمة مقتل فلويد بطريقة وحشية من قبل أحد ضباط الشرطة الأمريكية في الخامس والعشرين من الشهر الماضي مظاهرات.
وتأتي مظاهرات اليوم بالتزامن مع مراسم تكريم لفلويد مقررة في مدينة ريفورد بولاية كارولاينا الشمالية التي ولد فيها الضحية في أعقاب مراسم أولى أجريت في مينيابوليس.
ويأتي موت فلويد والاحتجاجات اللاحقة في خضم جائحة فيروس كورونا التي أظهرت أرقامها نسب وفيات أعلى لدى الامريكيين من أصول أفريقية كما أظهرت أن هؤلاء أكثر عرضة للصرف من العمل مقارنة بالأمريكيين أصحاب البشرة البيضاء.
بدورها وفي تحد جديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب غيرت رئيسة بلدية واشنطن موريل باوزر تسمية المنطقة خارج البيت الأبيض لاسم ساحة “حياة السود مهمة” وأزاحت الستار عن لوحة جدارية عملاقة تحمل هذا الاسم ووجهت رسالة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تدعو فيها ترامب إلى ”سحب كل قوات الشرطة والقوات العسكرية التي نشرت بشكل استثنائي من المدينة”.
وكان ترامب شن في وقت سابق هجوما غير مسبوق على رئيسة بلدية واشنطن متهما إياها بعدم الكفاءة والتأهيل لإدارة مدينة مهمة كواشنطن .
وتحولت جريمة قتل الأمريكي من أصول أفريقية فلويد إلى قضية رأي عام وتضامن واسع في عدد من الدول الغربية والعالمية وذكرت بحالات التمييز العنصري القائمة في هذه الدول الغربية ففي مدينة سيدني الأسترالية نظم متظاهرون من السكان الأصليين تحركا احتجاجيا تحت شعار “حياة السود مهمة”.
وفي العاصمة البريطانية لندن تجمع آلاف المتظاهرين أمام مقر البرلمان رافعين لافتات تستعيد شعار “حياة السود تهم” داعين إلى إجراء حملات التعبئة ضد كل الأعمال الوحشية والعنصرية في العالم مرددين شعارات تقول إن “المملكة المتحدة ليست بريئة من المظاهر العنصرية”.