[مأرب برس|31/مايو/2016م] ــ تقارير ــ إسماعيل المحاقري: إثارةُ الفوضى والنزاعاتِ الداخليةِ وإشغالُ الناسِ بالمطالبةِ بتوفيرِ أبسطِ الخدماتِ الأساسيةِ أبرز الخطواتِ التي تسبقُ أي تواجدٍ عسكريٍّ أمريكيٍّ في أي ِّبلدٍ كان كمقدمةٍ لفرضِ الوصايةِ وتمريرِ مخططاتِ التقسيم والتدميرِ، وهو سيناريو أمريكيّ طُبِّقَ في العراق وأفغانستانَ ويجري تكرارُهُ في اليمنِ عبر بوابتِهِ الجنوبية.
خف الحديث عن محافظة حضرموت إلى حد كبير وكأن حدثا بحجم التواجد الأمريكي في أهم موانئها والأماكن الاستراتيجية فيها لم يكن، وما دون الأخبار التي تشير إلى توافد مزيد من القوات الغازية إلى أرض الجنوب عموما عقب كل جريمة تسارع داعش إلى تبنيها لا شيء يمكن التوقف عنده والتركيز عليه سوى تلك الأحداث الدموية الشبه يومية، والإجراءات التعسفية والتي تأتي في سياق التهيئة لمشروع التقسيم والتفتيت بما يعيد للأذهان السيناريو الأمريكي في العراق وأفغانستان.
أكثر من 10 أشهر مضت على ما أسماها تحالف العدوان تحرير مدينة عدن كانت كافية لسقوط الأقنعة والتحقق من طبيعة العدوان وحقيقة مساعي أمريكا في فرض وصايتها على اليمن، والسيطرة على أرض الجنوب من خلال نافذة محاربة ما يسمى القاعدة وداعش، فعدد القوات الأمريكية على الأرض يتزايد بشكل مضطرد منذ الكشف عن وصول قرابة الـ100 جندي إلى قاعدة العند الجوية في لحج مطلع الشهر الجاري.
ولتحقيق هذا الهدف في مرحلته الأولى اعتمدت واشنطن بشكل أساسي على التدخل العسكري في البلد بقيادة الإمارات والسعودية الذي شكل الأرضية لانتشار وتوسع القاعدة وداعش قبل أن تعيد أمريكا تموضعها في أهم المناطق والقواعد العسكرية في الجنوب بالتوازي مع جملة من الخطوات تقوم بها لجهة ضمانة بقاء قواتها وتنفيذ أجنداتها ومخططاتها.
ومن ذلك ما نشهده من فوضى أمنية واتساع دائرة الانقسام والصراع الداخلي إضافة إلى إثارة النزعات الطائفية والمناطقية عن طريق الإجراءات التعسفية وأعمال الترحيل القسرية من عدن المنشغل مواطنيها بالتنديد بانعدام الخدمات العامة والاساسية وانقطاع التيار الكهربائي في هذه الظروف وغيرها من الإضطرابات والمشاكل في لحج وشبوة وأبين والضالع.
كل ذلك يحدث والشرعية المزعومة لا تزال قابعة في فنادق الرياض لا يعنيها معاناة المواطنين ولا هم لها إلا العمل على شرعنة العدوان وترويج وتسويق شعاراته الفضفاضة والزائفة المجافية للواقع وكذا التغطية على جرائمه وإجراءاته العنصرية والعقابية بحق ابناء الشعب اليمني إن في مطارات الأردن والسعودية أو في فرض الحصار والقيود الاقتصادية على البلد ومن ثم التباكي على الاقتصاد في قنوات العدوان.