مكة في خطر.. أيها العرب هل ستستيقظون؟
يحيى المحطوري
لم يلمح تلميحا، بل قالها صراحة في مقابلة تلفزيونية عن كتابه المشهور «الطريق إلى مكة» ، الكاتب الصهيوني آفي ليبكن، يقول إن أحداث الحرب الأخيرة مع اليمن ستدفع إسرائيل نحو السيطرة على شمال المملكة للإسراع في خطواتهم لاستكمال السيطرة على المقدسات والوصول إلى مكة والمدينة، لأن الحوثيين يشكلون خطرا على إسرائيل، وقد يتمكنون من حماية مكة والمدينة مستقبلا.
في حديث طويل عن طموحات إسرائيل وما أنجزته خلال هذه المرحلة من تاريخها..
والمؤسف حقا أن كل الأحداث تشهد على نجاح إسرائيل في مخططاتها التوسعية في المنطقة.
ومن المؤكد أن صفقة القرن ليست وليدة يومها بل هي جزء أساسي من مخططات مدروسة للقضاء على الإسلام واستعمار كل المنطقة، وأن اليهود أنجزوا خطوات مهمة في تصفية القضية الفلسطينية، واستكمال السيطرة على ما تبقى من القدس، ويتجهون بقوة نحو الأهداف الأخرى.
والأحداث الأخيرة في القدس وغزة تثبت أن إسرائيل تتحكم في جميع الأنظمة العربية وتستخدمها كأداة قمع للشعوب وتكميم أفواهها، ما أدى إلى جمود الشعوب العربية واستكانتها عن اتخاذ أي موقف مع فلسطين كما كان يحدث سابقا.
النظام السعودي في طليعتها.. أصبحت علاقته بإسرائيل معلنة ومستوى تحكم الصهاينة على قراره لم يسبق له مثيل وعلى مستوى كل التفاصيل، ويسعون إلى تسريع خطواتهم وإزالة كل العوائق التي تقف أمامهم.
ولذلك فإن الوعي المتصاعد والمتنامي في الشعب اليمني يشكل خطورة بالغة على اليهود، وخصوصا انه انعكس في الواقع مواقف شعبية فريدة مع قضايا الأمة، وأخطر من ذلك انسجام الموقف الرسمي في صنعاء مع الإرادة الشعبية، والأخطر ثبات الإرادة القتالية لدى الشعب اليمني في مواجهة المؤامرة الأمريكية والإسرائيلية في العدوان على اليمن، وارتقاء مستوى أدائه العسكري وقدراته الحربية إلى مستويات متقدمة مقارنة مع بداية العدوان على اليمن قبل ثلاث سنوات ونصف، والذي ظهر جليا في انكسار جحافل الغزو العالمية في زحوفاتها المستمرة على الحديدة وفشلها في اقتحامها منذ أكثر من ثلاثة أشهر..
وبالعودة إلى ما قاله الكاتب الصهيوني آفي ليبكن، فإن تأمين البحر الأحمر أمام التحرك الإسرائيلي نحو مكة هو الأمر الأهم في هذه المرحلة.
وإضافة إلى كل المؤشرات التي تحصل في صفقة القرن، فإن معركة الساحل الغربي في اليمن جزء أساسي من هذه الصورة وهي إسرائيلية بامتياز، الأمر الذي يفسر كل هذه الحشود الهائلة والتحالف الكوني الذي يصر على إحراق كل أحذيته في هذه المعركة الخاسرة.
مكة في خطر، وموسم الحج القادم كذلك، ليس هذا قولي أنا، بل هو كلام أعداء الأمة الذين يجاهرون به ويعملون بكل قوة على تحقيقه.
ما ذكرته هو توضيح بسيط على تصريح بسيط لكاتب واحد، وهناك الكثير من الأقلام الصهيونية والغربية التي تحدثت عن هذه المواضيع قديما وحديثا.
فضلا عن العقائد الدينية التي ينطلق منها اليهود في الصراع وحقائق دوافعهم الشيطانية التي أخبرنا بها القرآن الكريم الذي عرض تاريخهم وكشف نواياهم وقدم رؤية استباقية عن مخططاتهم وحذر منهم وهم لا يزالون بدوا.
فكيف ستكون خطورتهم على الأمة في هذا العصر الذي امتلكوا فيه الإمكانيات الكبيرة لتحقيق مؤامراتهم الخبيثة للقضاء على العرب والمسلمين.
أيها العرب.. هل ستستيقظون..؟؟