تغييب أسماء الشهداء، المقاتلين الأبطال، خدمة كبيرة لإسرائيل
|| من هدي القرآن ||
هل هم انطلقوا ليسموا شارعاً باسم [عباس الموسوي] أمين عام حزب الله وهو عالم، مجاهد، شجاع، إنسان حكيم، يملك قدرة هائلة من التدبير، والتخطيط في مواجهة إسرائيل، يهتدي بالقرآن، قُتل في حادث مأساوي تضربه الطائرة الإسرائيلية بصاروخ، تضرب سيارته وهو فيها هو وزوجته وطفل صغير، هل سموا شارعاً باسمه؟ أو سموا مصنع تحلية مياه باسمه، أو سموا مطعما، أو سموا قاعة محاضرات، أو سموا أي شيء باسمه؟. لا, ليست مشكلة. لكن أن يقتل طفل آخر [محمد الدرة] هذا طفل قُتل، قُتل أطفال كثيرون، يجتمع مجلس الوزراء في اليمن، ويقرر بأن يسمى الشارع من [مذبح] إلى ملتقى طريق عمران صعدة [شارع الشهيد محمد الدرة].
كنت أتوقع أن [محمد الدرة] هذا قبل أن أعرف من خلال المشهد التلفزيوني أنه كان بطلا، كان شجاعا، عمل أعمالا رهيبة بإسرائيل؛ لهذا أصبح صوته، وأصبح اسمه هكذا، وسميت شوارع باسمه، وسميت مقاهي، وسميت حتى معامل تحلية مياه باسمه، ومطاعم، وبنشر، وأشياء من هذه باسمه، أشاهد المشهد في التلفزيون فإذا هو طفل قتل. لاحظوا كيف؟ هذا هو نفسه من التضليل اليهودي أن يقتل [يحيى عياش]، يحيى عياش هو مجاهد، وبطل، وعمل أعمالا رهيبة ضد إسرائيل، قتل، هل سمي في اليمن، أو في مصر، أو في السعودية، أو في أي بلد مسلم سمي شارع الشهيد يحيى عياش؟. لا، هل سُمي شارع الشهيد عباس الموسوي؟.
قُتل ابن حسن نصر الله في الجهاد هل سمي شارع باسمه؟ هل سمي شارع باسم ابن عباس الموسوي؟ إذا كانت المسألة مسألة عاطفية مع أطفال، هل سميت شوارع أخرى بأسماء أبناء مجاهدين، أو مجاهدين ضد إسرائيل؟ لا. لماذا؟.
هذا من العمل الذي يخدم إسرائيل أن يُقتل شهيد بطل ثم لا يخلد ذكره؛ لأن تخليد ذكره في أوساط المسلمين يعني استلهام روح ماذا؟ روح القتال لإسرائيل، والعداوة لإسرائيل، والمواجهة مع إسرائيل، لكن يُقتل طفل فلتعمم الدنيا باسمه ما الذي سيحصل؟ تفاعل عاطفي معه فقط. [الله يلعنهم الله أكبر عليهم] أليس هذا الذي سيحصل اليهود يعرفون كيف، وأولياؤهم أيضا يعرفون أنهم أن يعمموا اسم الشهيد عباس الموسوي، أو الشهيد يحيى عياش فتسمى شوارع بأسمائهم أن هذا يزعج إسرائيل، لماذا يزعج إسرائيل وقد قتل هذا الرجل؟ لأن هذا يبعث في الأمة، في الشباب مشاعر ماذا؟ البطولة، والتضحية في مواجهة إسرائيل. فهكذا يصنع تخليد الشهداء.
فلهذا يقولون: ذكرى استشهاد الإمام علي بدعة بدعة، يريدون أن تموت الأمة باسم الدين، وأن تذبح باسم الإسلام، لكن محمد الدرة وأطفال آخرين يؤلم قتلهم، لكن هذا له أثر آخر لا يضر إسرائيل، غاية ما يصدر مني أن أقول: [الله يلعنهم، الله أكبر عليهم].
لكن شهيد من خلال أن تعرف شارع سمي باسمه فتعرف ماذا كان يعمل، تعرف كيف كان يخطط، سيظهر من أوساط المسلمين من يحاول أن يقلده، ويتشبه بروحيته، أليسوا يخدمون إسرائيل بهذا؟.
أن تغيب أسماء الشهداء، أن يغيب أسماء المقاتلين الأبطال ضد إسرائيل من شيعة وسنة كيحيى عياش، وكعباس الموسوي، ثم يشاد بأسماء أطفال آخرين على أساس تكون المسألة غير حساسة بالنسبة للصديقة إسرائيل؛ من أجل أن لا نجرح مشاعر إسرائيل، من أجل أن لا نسيء باسم ذلك الرجل العظيم الذي قد يكون فيه إساءة إلى مشاعر إسرائيل. وهكذا يُصنع الرموز بشكل لا يضر بهم، يشدونا إلى طفل يجعلون رمزنا طفلا محمد الدرة، ثم نحن ننشد، نحن في أناشيدنا هنا في المدرسة، وفي مدارس أخرى محمد الدرة، محمد الدرة.
أول مرة اسمع أنشودة لم تعجبني إطلاقا، لماذا؟ لأنه كان الذي يجب أن ننشده هو أن ننشد في الأبطال الذين سقطوا في ساحة المواجهة، لأن هذه أعلام لا تترك أثراً في نفسك، لا تترك أثراً يجعلك تستلهم منهم روح الجهاد.
طفل قتل وهو متمدد وشخص عنده آخر متمدد عند فرن أو شيء آخر، مشهد عاطفي فقط، أنت بحاجة ماسة من أجل أن يكون حتى لهذا المشهد أثره أنت بحاجة أن تنشد إلى أعلام من المجاهدين، المقاتلين، فأرى ماذا؟ يترافق الأمران وتصبح المسألة إيجابية، عباس الموسوي، يحي عياش يكون أسماؤهم مترددة في أذهاننا، ثم أرى ماذا عملوا، هنا سيكون لي وأنا أرى طفلا مثل هذا، أو امرأة، أو أي شيء آخر يثيرني، يصبح لدي استلهام روح الجهاد، والاستبسال، والاستشهاد من ذلك البطل الذي ترسخ في ذهني، وتكرر اسمه أمام عيني، وأنا في الشارع الفلاني، أمام القهوة الفلانية، أمام القاعة الفلانية, أمام البنشر الفلاني أمام صالون الحلاقة الفلاني.
أليس هذا هو ما يجعل للأشياء قيمة؟ لكن مشاهد عاطفية بحته لا يوضع هناك أعلام يرافقها تخلق في نفوس الناس استلهام مشاعر البطولة، والتضحية تصبح هذه عاطفية بحتة، والجانب العاطفي لحاله يصبح في الأخير مظهراً مألوفاً، ثم في الأخير لا يثير شيئاً، ثم في الأخير لا يضر إسرائيل بشيء.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(سورة آل عمران – الدرس الثاني)
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ}
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 9/ 1/2002م
اليمن – صعدة.