اليمن يتجاوز مرحلة الرد بالمثل على العدوان في 2020
في ختام العام 2019 رسم ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، الخطوط الرئيسية لخوض المعركة مع العدوان الأمريكي السعودي في العام المقبل 2020م، مؤكدا أنه سيكون “عام النصر” وعاماً للدفاع الجوي مع العمل على تطوير الصناعات العسكرية وتعزيز المخزون الاستراتيجي للقوات المسلحة من مختلف أنواع الأسلحة وعلى رأسها أسلحة الردع الاستراتيجي”.
وكشف العميد سريع خلال مؤتمر صحفي عقدة بالعاصمة صنعاء استراتيجية القوات المسلحة في ضرب عمق دول العدوان إن هي لم تنصع لمبادرة السلام التي أطلقها الرئيس المشاط قبل أكثر من ثلاثة أشهر، مؤكدا أن هذه الاستراتيجية تشمل “توسيع بنك أهداف قواتنا ليشمل مراكز حيوية وحساسة على طول وعرض جغرافيا دول العدوان وأن بنك أهداف قواتنا ينقسم إلى ثلاثة مستويات بحسب الأهمية”، مكتفيا بالحديث عن المستوى الأولى الذي “يتضمن 9 أهداف بالغة الأهمية منها ستة أهداف في السعودية وثلاثة في الإمارات”، مؤكدا أن “الاستمرار في استهداف شعبنا وبلدنا يعني استمرار قواتنا في الرد المشروع والمناسب وذلك بضربات موجعة على ما تختاره القيادة من المستويات الثلاثة لبنك الأهداف”.
ومتجاوزا مرحلة “الرد بالمثل على كل العمليات العسكرية للعدو وبما يتناسب مع كل عملية وحجمها وهدفها ونتائجها” أكد سريع أن القوات المسلحة في جهوزية تامة لتنفيذ مرحلة الوجع الكبير إذا ما أصدرت القيادة توجيهاتها القاضية بتنفيذ العملية، مشيرا إلى أن ” المنشآت العسكرية التابعة لقوى الاحتلال والعدوان في أراضي الجمهورية وفي مياهنا الإقليمية وجزرنا أهدافاً مشروعة لقواتنا وكذلك لكل الأحرار من أبناء شعبنا العظيم”.
خلال العام الماضي استهدفت القوة الصاروخية والطيران المسير اليمني عشرات المطارات والمنشآت العسكرية في العمق السعودي وكذلك تم تنفيذ عمليات نوعية منها استهداف حقل الشيبة توازن الردع الأولى وعملية التاسع من رمضان وتوازن الردع الثانية التي استهداف مصافي أرامكو في بقيق وخريص والتي أفقدت السعودية نصف انتاجها النفطي دفعة واحدة، فعلى السعودية أن تتوقع 400 ضعف من الضربات والخسائر في العام المقبل، حيث “تضاعفت القدرة الهجومية لسلاح الجو المسير بنسبة 400% عما كانت عليه في العام السابق”، وفقا لما أكده العميد سريع.
ما كشفة العميد سريع اليوم بالأرقام خلال مؤتمرة الصحفي يعاضد ما أكدة وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر العاطفي في الثامن من ديسمبر الحالي أن القوات المسلحة اليمنية استكملت كـل جوانب البناء التي تؤهّلُها لشن هجوم استراتيجي شامل يشل قدرات العدو، منوها أن الجهوزية والاستعداد القتالي أكثر بكثير من مرحلة ما قبل تقديم قيادتنا السياسية للمبادرة التي انطلقت من موقع القوة، وأكد أن الصناعات العسكرية اليمنية تمضي في سباق مع الزمن إلى درجة مذهلة ومستوى لا يقارن حتى مع الدول التي سبقتنا في هذا المجال بعشرات السنين، وبخبرات وكوادر فنية يمنية خالصة.
تصريحات القيادات العسكرية اليمنية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المبادرة التي أطلقها الرئيس اليمني مهدي المشاط عشية ذكرى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كانت من منطلق القوة فقد اتكأت إلى قوة اليمن الصاروخية المتطورة والطيران المسير بعيد المدى عالي الدقة كما أنها أتت بعد ضربة أرامكو السعودية في بقيق وخريص وعقب عملية نصر من الله، وفيما يبدوا أنها الفرصة الأخيرة للعدوان ليكف أذاه عن اليمن.
مذ إطلاق المبادرة حتى اليوم لم تظهر السعودية أي تجاوب إيجابي مع المبادرة غير أن الوقت لم يعد في صالحها فكل يوم يمضي يتقدم اليمن ويضيف تكنولوجيا متطورة جديدة إلى قوته وقدراته العسكرية تحديدا قواته الصاروخية وسلاح الجو المسير ودفاعاته الجوية.
إذا كان العام 2019 شهد بداية الضربات المؤلمة التي استهدفت العمق السعودية وبداية تنفيذ الخطوات الاستراتيجية التي كانت سابقا محل سخرية العدوان وأدواته، فإن السعودي ستتجاوز مرحلة العجز في ميزانيتها، في العام 2020 إلى مرحلة “الشلل” الكامل الذي توعدها به عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي إن هي لم تنصع لمبادرة صنعاء للسلام، فعليها أن تقبل بالسلام راضية قبل أن تُجبر عليه مكرهة.