الديسمبريون وأضغاث الأحلام
عبدالفتاح علي البنوس
* مثلت فتنة ديسمبر نقطة فاصلة في مسيرة الصمود اليمانية حيث كشفت حقيقة أصحاب الوجوه المقنعة الذين ظلوا يدلسون على الشعب ، ويدعون الوطنية ، وهم يحيكون المؤامرات الواحدة تلو الأخرى ، التي تستهدف الشعب والوطن ، وتسعى للنيل من تماسك الصف الوطني والجبهة الداخلية التي ظل العدوان يراهن على أذرعه في الداخل اليمني للنيل منها من خلال العديد من الإغراءات التي قدمتها بهدف تفجير الوضع أمنيا وتعكير صفو الأمن والاستقرار الذي تنعم به المحافظات الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى ، حيث انكشف المستور وظهرت حقيقة أدعياء الوطنية الذين ساروا خلف الإغراءات والمخططات الإماراتية التي شاء الله أن يكتب لها الفشل ، وأمام وعي ويقظة أجهزتنا الأمنية وجيشنا ولجاننا الشعبية تهاوت أركان مليشيات التمرد العفاشية بمقتل زعيم التمرد ، وتم وأد الفتنة في أيامها الأولى ، بعد أيام عصيبة وحالة من القلق سادت العديد من المحافظات عقب دعوة زعيم التمرد أنصاره للتمرد والحرب الأهلية بين الإخوة في المحافظات والمدن والقرى اليمنية إرضاء لنزواته ونزغاته الشيطانية التي حلم بأن تسهم في إعادته للحكم من جديد على متن المدرعات الإماراتية ، قبل أن يجد نفسه صريعا ، بعد أن تم وأد الفتنة وإطفاء الحرائق التي حاول المتمردون إشعالها في بعض المحافظات.
واليوم وفي ذكرى تلكم الفتنة تبرز دعوات مرتزقة الإمارات وبعض أدواتهم في الداخل لافتعال أزمات والقيام بأعمال شغب وفوضى رغبة منهم في تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه خلال قيامهم بإشعال فتنة الخيانة ، ليصوروا للرأي العام على أن هذه الأعمال تعكس مشاعر ومطالب الشعب اليمني ، وهو الوهم والخيال بكل ما تحملانه من معان ، فما حصل في ديسمبر شكل محطة تصحيحية لمسيرة الصمود اليمانية ، حيث تطهرت الجبهة الداخلية من بقية الخونة المرتزقة ، الذين كانوا يعملون لحساب العدوان ويدعون الوقوف في الصف الوطني والجبهة الوطنية ، وكانوا في نظر الشعب إلى قبل إعلان التمرد شركاء في النصر المرتقب ، ولكن مشيئة الله فضحتهم أمام الله وخلقه ، بعد أن أعلن زعيمهم مد يده لقوى العدوان وأبدى رغبته التحالف معهم ضد الوطن والشعب في نهاية مخزية ومذلة ومهينة ، بعد أن تعامل مع خطاب قائد الثورة بغطرسة وعنجهية وكبر دفعه إلى أن يلقى حتفه ليسقط صريعا ، ملطخا بعار الخيانة والتمرد ، بعد أن كان معززا مكرما ، وهي نهاية اختارها لنفسه ، بعد أن سار خلف المخطط الإماراتي ، والتكتيك الصبياني الذي قاده الخائن طارق عفاش ، وبالعودة للحديث عن الدعوات لإثارة الفوضى والقلاقل ، ينبغي التأكيد على أن الصف الوطني بعد فتنة الخيانة الديسمبرية أكثر تماسكا وأن الجبهة الداخلية أكثر صلابة ولا يمكن أن ينساق الناس خلف دعوات الخونة العملاء الذين ينعمون بالعيش الرغيد ، في الوقت الذي يتاجرون بأرواح المرتزقة المخدوعين بهم.
بالمختصر المفيد، فتنة ديسمبر تم وأدها بفضل الله وتأييده ، ومن يفكر أن يلعب بالنار فعليه أن يعي ويدرك جيدا أن مصيره سيكون مماثلا لمصير الخونة الذين انساقوا خلف مخططات الإمارات وغلمان عفاش ، فالتضحيات التي قدمها الشعب والوطن ليست هينة ، ولا يمكن القفز عليها ، أمن واستقرار الوطن من الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها مطلقا ، ولن يقف الجيش واللجان ومن خلفهما الأجهزة الأمنية مكتوفي الأيدي أمام من توسوس لهم أنفسهم العبث بأمن واستقرار المحافظات اليمنية الحرة ، فالمسألة ليست (لعب عيال) و( فهلوة) العقل زينة ، والحكمة مطلوبة ، و( من طلب الجن ركضوه).
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.