مجلة أمريكية تكشف تفاصيل مهمة خالد بن سلمان “السرية” في مسقط.. هذا ما طلبه من السلطان قابوس؟

قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن شقيق ولي العهد السعودي الصغير الأمير خالد بن سلمان يتولى حاليا مهمة إخراج السعودية من اليمن وإنهاء الحرب من خلال التحضير للقاءات على مستوى عال في العاصمة العمانية مسقط مع ممثلي الحركة الحوثية التي سيطرت على العاصمة صنعاء عام 2014.

وفي التقرير الذي أعده كل من كولام لينتش ولارا سيلغمان وروبي غريمر قالوا فيه إن الأمير خالد سافر الأسبوع الماضي إلى مسقط واجتمع مع السلطان قابوس لتهيئة الأجواء للمحادثات مع الحوثيين.

وتقول المجلة إن لقاء الأسبوع الماضي هو ذروة لقاءات سرية مباشرة بين المسؤولين السعوديين والحوثيين.

وترى المجلة أن الأمير الشاب كلف من شقيقه ولي العهد بالتفاوض على إنهاء الحرب التي أدت لخلق كارثة إنسانية وزادت من تعاون إيران العسكري مع الحوثيين.

وأشارت إلى أن جهود إنهاء الحرب زادت بعد سلسلة من الهجمات على التراب السعودي بما فيها هجوم أيلول (سبتمبر) الذي أدى لوقف نصف انتاج النفط السعودي.

وتمثل المهمة الجديدة امتحانا لقدرة الأمير خالد الذي عين سفيرا في واشنطن في نيسان (إبريل) 2017 حيث القى مقتل خاشقجي بظلاله على فترته القصيرة بواشنطن وانتقد لطريقته في التعامل مع الجريمة حيث وصفت صحيفة “واشنطن بوست” إدارته للأزمة بأنها “حملة ملحمية من الأكاذيب”

وقال مسؤول خليجي إن الأمير “شاب ولكن ما يقويه هو اسمه”، إلا أن سمعة الأمير خالد في واشنطن تلطخت بسبب ما كشف عن اتصالاته مع جمال خاشقجي في الأسابيع التي سبقت مقتله في القنصلية السعودية باسطنبول، فبعد اختفاء الصحافي شن الأمير حملة نفى فيها بشدة علاقة السعودية بمقتل خاشقجي.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ في ذلك الوقت بوب كوركر إن السفير الشاب “لا يملك أي ذرة من المصداقية”.

وغادر الأمير منصبه في شباط (فبراير) هذا العام وسط زوبعة من الغضب لم تهدأ بعد، ولم يؤثر دوره في إدارة ملف خاشقجي بواشنطن على سمعته في السعودية فيما واصل مسؤولون في إدارة دونالد ترامب مقابلته مثل مايك بومبيو، وزير الخارجية.

وكانت السعودية مترددة بالتفاوض مباشرة مع الحوثيين، تاركة الأمر لعدد من مبعوثي الأمم المتحدة للتوسط بين الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية والحوثيين.

وبحسب ثلاثة مصادر دبلوماسية قام السفير البريطاني في اليمن مايكل آرون بنقل الرسائل بين السعوديين والحوثيين. فيما تبادل مدير الإستخبارات السعودية خالد بن علي الحميدان رسائل واتساب مع عبد السلام، المفاوض الحوثي.

وفي أيلول (سبتمبر) قام نائب وزير خارجية الحوثيين حسين العزي بالسفر برا إلى العاصمة العمانية مسقط، التي تحولت إلى قاعدة دبلوماسية غير رسمية للحوثيين حسب مصدر دبلوماسي.

وساعدت الحكومة البريطانية على ترتيب طائرة إلى العاصمة الأردنية عمان حيث التقى العزي بنائب الحميدان هناك. ولم تعلق لا الحكومة البريطانية أو السعودية على الأخبار. وبعد لقاء عمان في 20 أيلول (سبتمبر) أعلن الحوثيون عن وقف الهجمات الحدودية ضد السعودية، ووعدوا بان يكون الأمر دائما لو أوقفت السعودية الغارات الجوية ضد الأهداف الحوثية. ولكن الحوثيين استمروا بتنفيذ هجمات ضد المصالح السعودية، مثل السيطرة على سفينة سعودية إلى جانب سفينتين في البحر الأحمر.

وقال مصدران دبلوماسيان إن مسؤولين سعوديين وحوثيين بارزين عقدوا اجتماعات وجها لوجه على هامش لقاء الأمير خالد مع السلطان قابوس، ورحبت حلفاء السعودية بمحاولات التقارب مع الحوثيين في الحرب التي باتت بلا نهاية وحان الوقت لصفقة مع الحوثيين.

وقال فيليب ناصيف من أمنستي إنترناشونال “وصلوا إلى هذه النقطة لأن السعوديين والاماراتيين واجهوا سلسلة من العقبات بما فيها الحقيقة البسيطة وهي عدم وجود تقدم عسكري لتغيير الوضع القائم”.

وفي مؤتمر سياسي قال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن أي اتفاق “يجب أن يأخذ بعين الأعتبار طموحات كل أطراف المجتمع اليمني بما فيها الحوثيون”. وقال “لقد أطلق الحوثيون الدمار الكبير في البلد ولكنهم جزؤ من المجتمع السعودي وسيكون لهم دور في المستقبل”.

وأزعجت اللقاءات السرية الذين لهم علاقة بالملف اليمني الذين شعروا أنهم همشوا، وحتى المبعوث الأممي مارتن غريفثس الذي دعم التقارب لكي يعطي زخما لجهوده. وقال مسؤول يمني بارز “حسب رأيي فقد أخرجت الحكومة اليمنية من الصورة، وهذا أمر خطير” ودعا للحفاظ على دور الأمم المتحدة. و”أي محاولة لإفشال عملية الأمم المتحدة ستنتهي إلى الهاوية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى