لوبلوغ: انسحاب الإمارات من اليمن سيترك بن سلمان بهذه الحالة الرهيبة (تفاصيل)
كتب الباحث جيمس دوروسي في موقع “لوبلوغ” عن الأسباب التي دعت الإمارات سحب قواتها من اليمن. وقال إن قرار الإمارات سحب معظم قواتها من اليمن يكشف عن الحقائق الصعبة للجيوسياسة في الشرق الأوسط.
ويرى الباحث في مدرسة “أس راجاترانام” للدراسات الدولية في سنغافورة إن سحب القوات يشير إلى أن الإمارات العربية تحضر “لإمكانية مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران والتي ستكون السعودية والإمارات ساحتان رئيسيتان فيها”.
ويعكس القرار خلافا في النهج بينها والسعودية تجاه اليمن. وتعكس أيضا مخاوف الإمارات على موقفها الدولي وسط تزايد في الإنتقادات بسبب سقوط الضحايا المدنيين المستمر، ومعرفتها أن الدعم الأمريكي المطلق لن يكون كافيا لحمايتها والسعودية وحماية سمعتهما.
ويرى الكاتب أن الانسحاب هو بمثابة دوزنة للتراجع عن سياسة الإمارات في مواجهة إيران، وكذلك “الإسلام السياسي” البادي في دعمها للجنرال الليبي الأسبق خليفة حفتر والمجلس العسكري الإنتقالي في السودان والديكتاتوريين مثل عبد الفتاح السيسي في مصر.
وفي الوقت الذي سحبت فيه الإمارات معظم قواتها من المناطق الرئيسية في اليمن، إلا أنها خلفت وراءها قوات محلية دربتها للقيام بالمهمة نيابة عنها.
فتصميم الإمارات على تقديم نفسها أكبر من حجمها واضح من خلال الحفاظ على سلسلة من القواعد العسكرية والموانئ في اليمن وعلى شواطئ البحر الأحمر والقرن الأفريقي وموقفها المتشدد من قطر وتركيا.
وتحاول الإمارات تقديم نفسها إقليميا ودوليا على أنها نموذج الدولة العربية الشابة والمكان الأفضل للسكن. وصورتها تختلف عن السعودية حارسة الحرمين الشريفين. فسياسات محمد بن سلمان، ولي العهد وقمعه للناقدين المحليين والحرب في اليمن دعت عددا من العلماء المسلمين البارزين الى دعوة المسلمين لمقاطعة الحج، أحد أركان الإسلام الخمسة.
وبطريقة ذكية أو غير ذكية يترك الانسحاب محمد بن سلمان الذي بدأ حربا مر عليها أربعة أعوام وقادت لأكبر كارثة إنسانية، وحيدا ومكشوفا.
ورغم اختلاف الأهداف في اليمن، فقد عانت الإمارات من الشجب بسبب ضرب الأهداف المدنية التي شن معظمها الطيران السعودي وليس القوات الإماراتية، بحسب الكاتب.
وركزت السعودية في منطقة الشمال… أما في الجنوب فقد دعمت الإمارات الإنفصاليين واستهدفت الإخوان المسلمين والجماعات الأخرى.
وبإنسحابها ستظهر الخلافات بشكل واضح دون تعريض تحالفها مع السعودية للخطر. وفي الماضي عملت السعودية والإمارات على إدارة خلافاتهما. وكان الخلاف واضحا في الأسابيع الماضية عندما تجنبت الإمارات، خلافا للسعودية، اتهام إيران (دون دليل) بتفجير الناقلات في منطقة الخليج الفارسي.
وتكشف الرسائل الإلكترونية المسربة للسفير الإماراتي المؤثر في واشنطن يوسف العتيبة، كيف قامت استراتيجية الإمارات على تحقيق أهدافها من خلال البلاط السعودي رغم نظرتها للمملكة بالمجنونة.
وبنفس السياق، فرؤية البلدين لـ”الإسلام” لم تؤد إلى التأثير على تحالفهما خاصة تكفير المؤسسة الدينية السعودية المحافظة عام 2016 في المؤتمر الذي دعمته الإمارات في العاصمة الشيشانية، غروزني. لأن التحالف بينهما عنصر أساسي في استراتيجية مكافحة الثورات والحفاظ على الديكتاتوريات باعتبارها الوضع القائم، ولمواجهة الثورات الشعبية والاحتجاجات العامة والحروب الأهلية.
ويحاول كل من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وولي عهد السعودية محمد بن سلمان تشكيل الشرق الأوسط حسب رؤيتهما. وكانت الإمارات وليس السعودية هي المحرك الرئيسي وراء مقاطعة قطر. وبعد سنوات فمن غير المحتمل تغيير السعودية موقفها من الإخوان المسلمين المتهمة قطر بدعمهم، ولكنها لن تظهر تصلبا أكثر من الإمارات.
ويرى الكاتب أن انسحاب الامارات من اليمن لن يصلح صورتها المشوهة بسبب دعمها لحفتر في ليبيا والعسكر في السودان. ويُعتقد أن قوات حفتر هي المسؤولة عن مركز احتجاز للمهاجرين قرب طرابلس قتل فيه 40 مهاجرا وجرح 80 آخرين.
وجاء القصف بعد الكشف عن أسلحة أمريكية بيد قوات حفتر وتعود إلى “القوات الإماراتية المسلحة” والتي أنكرت أبو ظبي ملكيتها. وربما كان الإنسحاب من اليمن محاولة لتجنب الدعوات لفرض حظر تصدير السلاح إليها. وربما كان تورط الإمارات في ليبيا بمثابة “كعب أخيل”. فالسناتور الديمقراطي روبرت ميننديز، ذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بواجباته فرض حظر السلاح على الإمارات لو ثبتت صحة نقل السلاح الأمريكي لقوات حفتر
لوبلوغ: انسحاب الإمارات من اليمن ستترك بن سلمان مكشوفا ووحيدا.