كاتبة إسرائيلية: استمرار المواجهة مع غزة يؤكد أنها لن تغرق في البحر إنما الإسرائيليون هم الغارقون
قالت كاتبة إسرائيلية إن “استمرار المواجهة مع غزة تعطي الإسرائيليين قناعة بأنها لن تغرق في البحر، وإنما كل الإسرائيليين هم من سيغرقون في بحر غزة، لأن وجود حالة من التهدئة في المواجهة مع غزة مسألة زمنية فقط”.
وتابعت أوريت ليفيا – نشيئيل في مقالها بصحيفة معاريف: “أسأل نفسي كيف يمكن الحياة في غزة مع استمرار إطلاق البالونات الحارقة والطائرات المشتعلة التي تحرق حقول المستوطنين، ثم تخرج الطائرات الإسرائيلية وتقصف أهدافاً في غزة، حيث تحوّلت غزة إلى أكبر بنك للأهداف في العالم، حتى بات الإسرائيليون يخاطبون بعضهم بعبارة “اذهب إلى غزة” كناية عن عبارة “اذهب إلى جهنم”.
ولفتت الكاتبة وهي مقدّمة برامج سياسية في التلفزيون الإسرائيلي، إلى أنه “اليوم بعد الخروج الإسرائيلي من غزة، والانسحاب منها في 2005، ما زالت إسرائيل تسيطر عليها برّاً وبحراً وجوّاً، لقد خرجنا من غزة، لكنها بقيت فينا، بواباتها أصبحت مفتاح الأمن والتوتر لإسرائيل، ومن وجهة نظر أغلبية الإسرائيليين، فإن غزة هي مدرسة لتخريج المسلحين”.
وبيّنت أنه “منذ عشرين عاماً تخرج من غزة القذائف الصاروخية وصفارات الإنذار، ثم تأتي الطائرات الإسرائيلية تقصف وتفجّر وتقتل مسلحين ومدنيين في غزة، ثم يسود الهدوء، وبعد فترة يتجدد العنف، وتتجدد معه المزاودات السياسية الإسرائيلية”.
وأكدت أنه “خارج الحدود الإسرائيلية يعيش في غزة مليونا إنسان في جحيم كامل، ما ينتج عنه المزيد من الإحباط واليأس، سكان غزة ليس لديهم كهرباء ولا ماء، والصرف الصحي في الشوارع، ومعدلات البطالة تزيد على خمسين بالمئة. أما عن أوضاع الصحة والتعليم، فلا تتحدث، ليس في غزة أماكن محصنة من الصواريخ، ولا خدمات علاج نفسي”.
وتابعت أن “المعاناة والأزمات النفسية الطاحنة باتت جزءاً لا يتجزّأ من حياة المواطن الغزّي، فهو يقع بين مطرقة الحصار الإسرائيلي وسندان اليأس، حتى إن أطفال غزة محرومون من عالم الطفولة، وهم يسمعون يومياً أصوات الطائرات تهدر وتقصف، وتوجّه نيرانها نحو أهداف مدنية وعسكرية في قلب المدينة، حيث لا يوجد لسكانها مكان يهربون إليه، فلا ملجأ ولا نجمة داوود الحمراء ولا مبانٍ محصنة، سكان غزة ببساطة يموتون من الخوف”.
كما دعت الكاتبة “إسرائيل إلى تشكيل تحالف دولي وتجنيد العالم لإيجاد حلّ عملي يضمن وقفاً لمأساة غزة، لأنه إن لم نجد حلولاً لمعاناة أطفال غزة، فإن غزة ستبقى تلاحقنا، وبالتالي فهي لن تغرق في البحر كما يتمنّى الإسرائيليون، بل إن هؤلاء أنفسهم هم من سيغرقون في بحر غزة”!.