إذا كانوا يفقهون؟!!
مقالات | 16 فبراير | مأرب برس :
بقلم / صلاح الدكاك :
– إذَا كانت الإطاحةُ بإقطاعية بني الأحمر هي الثورة..
فالحوثيون هم من أطاحوا بها.. وأدعياء الثورة هم من لبسوا الحدادَ حزناً عليها ويستميتون في إعادة نَيْرِها ورسنها وأطواقها إلى سدة البلد وعنق أبنائه.
– إذَا كانت الإطاحة بصالح هي الثورة..
فالحوثيون هم مَن أطاحوا به وأدعياءُ الثورة هم من ندبوا وناحوا وولولوا كالثكالى بعده وجعلوا من جماجمهم مباصقَ للغزاة ومن عرضهم تكايا للجنجويد باسم الثأر للزعيم المغدور..
– إذَا كانت الإطاحة برموز الفَيد وأمراء حرب 7/7 هي القِصاصَ العادلَ للقضية الجنوبية..
فالحوثيون هم من اقتصوا لها ومعظم الحراكيين هم من فتحوا مخادعهم والجنوب لبقايا فلول الفيد وآخر لحاه وغلمانه وعمائمه وسماسرته وبياداته الفارة من سيف القصاص برعاية إماراتية سعودية..
– إذَا كان تمريغُ أنوف الغطرسة الملكية السعودية وبترُ أذرعتها وتقويضُ منظومة عملائها هو القِصاصَ العادلَ للجمهورية وللشهيد الحمدي..
فالحوثيون هم مَن فعلوا ويفعلون ذلك والجمهوريون هم من يفتدون نعالَ المليك والمملكة بصدورهم ومؤخّراتهم.
– إذَا كانت مناهضةُ مشاريع الاستعمار الأجنبي ورفضُ التبعية للرجعية العربية هي الناصريةَ الحَـقَّـةَ..
فالحوثيون هم مَن قطعوا دابرَ التبعية وأفسدوا على الاستعمار مشاريعه وسحلوا ملوكَ البترودولار من خشومهم والناصريون هم من جلبوا شُذَّاذَ الآفاق لاحتلال البلد مقابلَ صحن حِساء من مطابخ الرجعية العربية.
– إذَا كانت القوميةُ العربية والعروبة هي مناهضةَ الصهيونية العالمية والالتفاف الصادق قولاً وعملاً حول القضية الفلسطينية كقضية مركزية والنضال في سبيل القضايا المركزية العادلة للأُمَّــة مع كُــلّ شرفاء العالم.
فالحوثيون هم رُوَّادُ هذا الدرب وأخلصُ مناضليه، ومعظمُ أدعياء القومية باتت بوصلتهم بوصلة صهيونية، وباتت إسرائيل حليفاً قومياً لهم، وعربان ممالك الروث والارتهان رموز عروبتهم.
– إذَا كانت مناهَضةُ ومقارَعةُ الامبريالية الغربية وتوحّش السوق النيوليبرالية هي الاشتراكيةَ الحَـقَّـةَ..
فالحوثيون هم مَن يقارعون تحالُفَ عدوان الامبريالية على شعبهم، بالنيابة عن شعوب الأرض ومسحوقيها وكادحيها، ومعظمُ أحزاب اليسار الاشتراكي والشيوعي والماركسيين هم رقيقُ سوق الليبرالية المتوحشة وعَبَدة سفارات الامبريالية وماسحو أجواخ وأحذية اليانكي وشاحذو فُتات سفارات الغرب ومنظماته.
– إذَا كان كُــلّ ما سبق ليس منطقاً يُعْتَدُّ به ولسانُ حال الواقع المشهود فبأيِّ منطق ولسان حال نحاجج قطيعَ مواشٍ تعتلفُ تِبَنَ العمالة والارتزاق، وترى في وضاعتها رفعةً وسموّاً، وفي انبطاحها ثورةً، وفي عمالتها وطنيةً، وفي عهرها بحق الأرض والعِرض شرفاً وتحريراً، وفي أشرف أبناء التراب اليمني وأنبل رجاله وأسمق هاماته وأكثرهم فروسيةً روافضَ ومجوساً وكهنوتاً دخيلاً على تراب اليمن!!!!