2019 عام السلاح المسير … وقاصف 2 كي طائرة الحسم الاستراتيجي في اليمن
مقالات | 15 يناير | مأرب برس :
بقلم / شارل ابي نادر* :
لم يكن تحالف العدوان على اليمن قد أنهى إحصاء خسائره الموجعة ، والتي سقطت من قياداته الأساسية في قاعدة العند في لحج ، على إثر استهداف المنصة الرئيسة أثناء احتفال عسكري لوحداته في الثكنة الأكبر في البلاد ، بطائرة مسيرة نوع قاصف 2 كي ، حتى استهدفت عمليات الطيران المسير هدفين آخرين للعدوان في جيزان ( الخوبة ) ، وفي منطقة عسير على مقربة من منفذ علب الذي يستشرس العدوان منذ أكثر من العامين في محاولة اختراقه وتأمين معبر أساسي نحو العمق اليمني ، وأيضا بواسطة طائرة قاصف 2كي المسيرة .
بين استهداف قاعدة العند جنوب البلاد واستهداف مواقع حدودية شمال اليمن، يثبت الطيران المسير اليمني أنه دخل جديا وبفعالية في عام السلاح المسير ، وبأنه اصبح يمتلك سلاحا نوعيا ، لن تكون نتائجه الميدانية وتأثيراته على الارض ، بأقل من تغيير مفصلي واستراتيجي في طبيعة الحرب والمواجهة ، في واحدة من أعنف الحروب التي عاشتها وتعيشها منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي ودول البحر الأحمر .
في متابعة تقنية وفنية لمميزات الطائرة المسيرة قاصف 2 كي ، والتي يمكن استنتاجها من تفاصيل ومراحل ومشاهدات ونتائج عمليات الاستهداف الثلاثة والمذكورة اعلاه ، يمكن تحديد ما يلي :
تتميز الطائرة المسيرة 2 كي بقدرة لافتة على تجاوز منظومات الدفاع الجوي المعادية ، وقد صممت للتسلل في بقعة الهدف على ارتفاعات منخفضة ، تتفادى من خلال ذلك فعالية أغلب الرادارات وخاصة رادار الباتريوت ، الذي تنخفض فعاليته في كشف الأجسام الطائرة ( الصواريخ أو الطائرات ) على الارتفاعات المنخفضة ، بينما تقوى هذه الفعالية في مواجهة تلك الأجسام الطائرة على الارتفاعات الأعلى ، كما وتزيد من هذه الفعالية على تجاوز المنظومات الدفاعية المعادية ، طبيعة المعدن الذي قد تم تصنيع هيكلها منه ، والذي لا يعكس بسهولة إشعاعات الرادارات المعادية بشكل يدفعها للانحراف دون العودة إلى مصدرها أي الرادار وبالتالي يحرم الأخير من قاعدة المعلومات التي تحدد مسار وطبيعة الطائرة المسيرة ( الهدف ) .
من مميزات الطائرة المسيرة قاصف 2 كي أيضا ، قدرتها على التحكم بمسافة انفجارها جوا فوق الهدف ، بطريقة تحدد عبرها المسافة المطلوبة لإحداث الفعالية المطلوبة على الهدف ، حيث تحتاج الأهداف الواسعة بعض الشيء كمنصة قاعدة العند مثلا ، إلى انفجار يعلوها بحوالي ثلاثين مترا لتوزيع الشظايا أكبر قدر ممكن على كامل المنصة ، بينما تستطيع الطائرة أن تفجر شحنتها الناسفة والموجهة على ارتفاع يقرب من العشرة أمتار مثلا ، فوق هدف آخر كغرفة عمليات ميدانية أو تجمع مركَّز لمجموعة آليات أو أفراد عدوة ، وحيث يمكن التحكم أيضا بمساحة توزيع الشظايا على الهدف بين مساحة بضلع حوالي 80 متراً حدا أقصى كمساحة قاتلة إلى مساحات أقل ، وذلك تبعا للحاجة من مستوى التركيز أو الانفلاش المطلوب للشظايا على الهدف .
بالمقابل ، لا يبدو أن دائرة التصنيع الحربي اليمني سوف تكتفي بالطائرة المسيرة قاصف 2 كي ، بالرغم من توافر مخزون كبير من جزئياتها كاملة ومن المتفجرات الخاصة بحشواتها المتفجرة الموجهة ، حيث يمكن تأمينها بشكل يومي لخدمة عمليات الجيش واللجان الشعبية في المعركة ، ولكن أشارت هذه الدائرة إلى وجود قرار وقدرة لوضع نماذج أخرى من الطائرات المسيرة الخاصة بتدمير التحصينات والدشم العدوة ، وهي سوف تصبح جاهزة قريبا وتسلم لعمليات الطيران المسير تباعا .
وأخيرا ، لا تكمن فقط أهمية الطائرة المسيرة قاصف 2 كي بما قدمته للمعركة من الناحية الميدانية والعسكرية ، حيث أصبح هناك إمكانية لاستهداف أي موقع أو هدف نوعي معاد ، في أي جبهة أو موقع مواجهة وفي الوقت المناسب وبالطريقة الفعالة التي لا تحمل أي هامش من الخطأ ، وبطريقة آمنة ومحمية من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية المتطورة ، ولكن تكمن الأهمية الاستراتيجية لهذه الطائرة ، بما قدمته بالاشتراك مع القوة الصاروخية الباليستية لمنظومة الجيش واللجان الشعبية بشكل عام في معركة الدفاع عن اليمن ، لناحية القدرة على الردع ولناحية خلق توازن مقبول بمواجهة التفوق الجوي والبحري لتحالف قوى العدوان على اليمن .
عميد متقاعد في الجيش اللبناني*