كاتب تونسي: نحتاجُ شيئاً من رائحة اليمن وعزتها
مقالات | 28 سبتمبر | مأرب برس :
بقلم / منصّر هذيلي* :
لا يحتاجُ التونسيون رفعَ الصّرخة كما يرفعها اليمنيون ولكنهم يحتاجون رفعَ صرخة ما تقصدُ صرخة اليمنيين وتشيرُ إلى حيث تشير حناجر البلقيسيين.
لا يحتاج التونسيون لإظهار الحبّ وتقديم الودّ لآل البيت تحوُّلاً إلى شيعة جعفريين أو زيود أو إسماعيليين.
لا يحتاجون رفعَ ما رفعت الخمينية من شعار لإبداع ثورية تونسية.
يبدو لي أنّ النظرَ في معنوية الظواهر الثقافية والسياسيّة الوازنة والمؤثرة ضعيف. النتيجة غلبةُ الشكلانية والسقوط في التماهي الفج. ينتج عن هذا تواصلياً فشلٌ في الإقناع ويقلّ عدد المنجذبين.
هناك تجربتان هامّتان تثبتان مشروعيةَ ما أجتهدُ فيه هنا:-
الأولى: هي تجربة التحديث. الذين نظّروا لها وقادوها فرضوا لها ومعها مذاقاً فرنسياً وباريسياً. بقيت نخبويةً وكانت بوجهها ردّاتِ فعل أتت على معظمها.
التجربة الثانية: هي تجربةُ الإسْـلَاميين والتي تفشل كما نرى ونشهد يوماً بعد يوم. هي تفشل؛ لأنها بداية مستقدمة ونكهتها مشرقية بزمن استشرى الطاعون الوهّابي مستعدفاً سحرَ الشرق ورونقه.
نحتاجُ في الثقافة والسياسة شيئاً من رائحة هذا البلد ومن إيقاعه المشمس المضيء. وحدَه الغوصُ عميقاً في انتظارات الناس وعطشهم الطويل يهدي إلى السبيل. سبيل ماذا؟ سبيل جعلهم ينخرطون ملحمياً وينجزون.
* كاتب تونسي