الصحافة الصهيونية تحتفي بالعلاقات مع دول الخليج
متابعات | 3 نوفمبر | مأرب برس :
واصلت الصحافة الصهيونية احتفاءها بالعلاقات مع دول الخليج، سواء من خلال الزيارات الرسمية أو المشاركات الرياضية، وبحث في تبعاتها السياسية على المنطقة.
قال أريئيل كهانا الكاتب في صحيفة “إسرائيل اليوم” إن “الزيارات الأخيرة للعواصم العربية تمت دون تقديم تنازلات إسرائيلية، لكنها حصلت بسبب المصالح المشتركة للجانبين دون الحاجة لتوقيع اتفاق سياسي مسبق يرضي الفلسطينيين، وهناك أحاديث في إسرائيل عن ترتيبات جديدة للمزيد من الزيارات لدول عربية إضافية” حد وصفه.
وأضاف في مقال مترجم، أن “الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين إلى عمان عام 1994 تمت بعد توقيعه اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، لكن زيارة بنيامين نتنياهو الحالية تمت دون الحاجة لتوقيع مثل ذلك الاتفاق، أو تقديم تنازلات سياسية لهم، وهكذا تبدو سلطنة عمان، وليس وحدها، تتقارب مع إسرائيل بسبب المصالح التي باتت تحركها، وفقا لحديث نتنياهو”.
وأشار إلى أن “وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي هو المفتاح المركزي لهذه المباحثات الثنائية منذ عام ونصف، فقد أجرى سلسلة اتصالات هاتفية، وأقام عدة لقاءات مع نتنياهو، ومعظمها تمت خلال سفرياته الخارجية وفي أماكن أخرى، كما تحدث هاتفيا مع السلطان قابوس خلال هذه الفترة”.
وأوضح أن زيارة بن علوي الأخيرة في فبراير الماضي للمسجد الأقصى تخللها لقاؤه بشخصيات صهيونية، حتى إن الصهاينة الذين رافقوا نتنياهو في لقائه بالسلطان قابوس داخل قصره تحدثوا أنهم لم يشاهدوا قصورا كهذه في حياتهم.
ووفقا لمسؤولين صهاينة، فإن نتنياهو نظم سلسلة زيارات لم يتم الكشف عنها لدول عربية إضافية، وهو ليس الصهيوني الوحيد الذي قام بذلك.
وإذا أردنا معرفة نتائج مثل هذه الزيارات فيمكن الإشارة لما تصدره السعودية من إشارات إيجابية باتجاه كيان العدو الصهيوني، والسماح بطائراتها التحليق فوق أجوائها، بجانب المعلومات المتواترة عن المزيد من التنسيق الأمني والمصالح المشتركة بين الجانبين الآخذة بالتنامي والازدياد”.
وأوضح أن الكيان الصهيوني تجري الكثير من الخطوات السرية المشابهة لما تم مع عمان، مع معظم الدول العربية، وهكذا فإن العملية تسير بهدوء وبحذر، خطوة بعد خطوة، دون أي ضغط من الكيان.
فيما قال أودي سيغال المحلل السياسي للقناة 13 إن “زيارة نتنياهو لعمان تعني نجاح مساره السياسي، وتعد دعاية انتخابية مبكرة له في أوساط الرأي العام الصهيوني، ومفادها أن الكيان لا يعيش في عزلة، بل هناك ازدهار في علاقاتها، وقد تفوقنا على كل من طالبنا بتقديم انسحابات ميدانية كي نقدر على اختراق العالم العربي، لقد أخطأوا جميعا، ووصلنا إلى عمان دون أي تنازلات أو تسويات أو مفاوضات مع الفلسطينيين”.
وأضاف في مقاله بصحيفة معاريف، مترجم، أن حزب الليكود نجح بذلك، وفي الوقت ذاته، فإن زيارة عمان لها رسالة أخرى، أن العرب لا يفهمون إلا لغة القوة.
وتابع هم يرون نتنياهو قويا، ويريدون اللقاء به، دون أي ثمن أو خضوع، هكذا تغير الشرق الأوسط، فقد الكيان الصهيوني القوة الحيوية التي لا يمكن تجاهلها، ولذلك فإن زيارة عمان خدمت نتنياهو داخل الحلبة السياسة الصهيونية، لأنها كانت دافئة ومصورة وعلنية”.
وأشار أن المفاجأة أن عُمان كانت تفضل أن تبقى علاقاتها مع الكيان الصهيوني سرية، بعيدة عن الأضواء، لكنهم هذه المرة ساروا في الطريق حتى نهايته، بما في ذلك التقارير الصحفية في إعلامهم المحلي التي تحدثت عن لقاء السلطان بنتنياهو، وقول وزير خارجيته “إن إسرائيل دولة في الشرق الأوسط، يجب اللقاء بها، مما استجلب عليه الكثير من الانتقادات”.
وأوضح أن “نتنياهو سافر سرا، ووصل مطار مسقط ليلا، تناول وجبة العشاء فجرا، واصطحب زوجته في جولة عائلية، مما يطرح الأسئلة حول أسباب خروج السلطنة عن الخط المتعارف لديها من الاتصالات السرية، الجواب واضح: أزمة اقتصادية، توتر مع السعودية، ومحاولة للتقارب مع واشنطن، بعد أن ظهروا أنهم تعاونوا مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لإنجاز الاتفاق النووي مع إيران”.
وأشار إلى أنه “منذ سنوات تحدث رئيس جهاز الموساد الأسبق مائير داغان أن إسرائيل هي معشوقة الشرق الأوسط، كلهم يقيمون معها علاقات، لكن من تحت الطاولة، التحدي الذي كان ماثلا أمامها هو تحويل هذه اللقاءات لتصبح علنية، بحيث تكون معشوقتهم الشرعية، ومعروفة للجمهور، عمان فعلت في الاتجاه الصحيح، وهي ليست المرة الأولى، إنهم يكفرون عن إساءاتهم المتزايدة باتجاه إسرائيل”.
وأكد أنه “منذ أن ساعد الكيان الصهيوني قابوس أواخر السبعينيات بقمع تمرد كان سيطيح به، فإن العلاقات مع الموساد لم تنقطع لحظة واحدة، وتحولت علانية بعد اتفاق أوسلو حين زارها إسحاق رابين، وبعد اغتياله شارك زعماء السلطنة في جنازته، حتى بعد أن اضطرت لطرد المندوبين الإسرائيليين بضغط فلسطيني إيراني عربي بعد اندلاع الانتفاضة الثانية، لم يجعل الكيان منها قصة كبيرة، لأن العلاقات بقيت قائمة، ولكن من تحت الطاولة”.
وختم بالقول إنه “بات واضحا أن علاقات نتنياهو مع السيسي في مصر، وزيارته الأخيرة للأردن، واتصالاته غير المباشرة بالسعودية، ثم زيارته الحالية إلى عمان، كلها تشير إلى أننا قد نكون أمام نافذة من الفرص”.
كما أن مشاركة قوات صهيونية في العدوان على الشعب اليمني وقيام طيران العدو الصهيوني بشن غارات على اليمن يعد وسعي آل سعود لفرض صفقة القرن على الفلسطينيين من أبرز أوجه تحالف آل سعود مع الصهاينة ضد العرب والمسلمين وقضاياهم المصيرية.
ومؤخرا أبدى مسؤولون صهاينة وعلى رأسهم نتنياهو دعمهم وتمسكهم ببن سلمان، معتبرين أنه الفرضة التي انتظرها كيانهم الغاصب لخمسين عاما.
كما استقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض وفداً من رموز المسيحية الإنجيلية الأميركية المؤيّدين للكيان الصهيوني، وضمَّ رؤساء منظمات أمريكية إنجيلية بعضهم لهم علاقات ب”إسرائيل”، ومنهم مايك إيفانز، مؤسس جماعة تسمى “فريق الصلاة في القدس” والذي يَصف نفسَه على موقعه الإلكتروني بأنَّه زعيمٌ صهيوني أميركي.
المصدر: فلسطين اليوم