هذا ما كنّا نحذّر منه!! التطبيعُ مع العدو الإسرائيلي خيانةٌ جديدةٌ ترتكبها الحكومة العميلة ضد الشعب اليمني
مقالات | 3 اكتوبر | مأرب برس :
بقلم / أ.د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور* :
تناقلت وسائلُ الإعلام العالميةُ والعربية خبراً مدوياً وصاعقاً علينا جميعاً، وهو خبرُ اجتماع ممثلين عن حكومات المملكة العربية السعودية ومشيخة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين و(الحكومة اليمنية المنتهية ولايتها)، اجتمعوا معاً مع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الصهيوني، وما يهمُّ المتابعُ وجماهيرُ الرأي العام اليمني هو ذلك الخبر الصاعق والذي لم يصدِّقُه العديدُ من المواطنين حتى هذه اللحظة، وهو (الخبر الفضيحة) التي زلزلت ضميرَنا الجمعي وبقينا في ذهول وارتباك مما تناقلته وسائل الإعلام حول هذا الموضوع.
ولتثبيت خبر الحدث ومن مصادره من وكالات الأنباء العالمية بأنه وَفي يوم الثلاثاء بتأريخ 25 سبتمبر 2018م، عُقد لقاءٌ واجتماعٌ في مدينة نيويورك في فندق ويستان جراند سنترال في مدينة نيويورك، تضمَّنَ مؤتمراً سياسياً تحت عنوان (متّحدون ضد إيران نووية) وضم العديد من المشاركين، أبرزهم:
مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وجون بولتن مستشار الأمن القومي الأمريكي، وعادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية، ويوسف العتيبة سفير الإمارات العربية المتحدة بواشنطن، وعبدالله بن راشد سفير مملكة البحرين بواشنطن، وَخالد اليماني وزير خارجية الحكومة اليمنية المُنتهية ولايتها والعميلة لتحالف العدوان على اليمن، وَيوسي كوهين رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، وبرنارد هنري ليفي الفرنسي الصهيوني وَأحد أبرز مفكّري وداعمي ما سُمِّي بـ (ثورات الربيع العربي) في العام 2011م.
هذه الخيانةُ التأريخية لم تكن هي الأولى بطبيعة الحال ولن تكون الأخيرة من قبل الحكومة اليمنية العميلة للسعودية وَمقرها بالعاصمة السعودية بالرياض، بل إنها ماضيةٌ في غَيِّها ترتكِبُ الجريمةَ تلوَ الأُخْرَى وَتنسى بعد حين حدوث الجريمة الأولى لبرهةٍ من الزمن، بعدها تعاود ارتكاب فصل جديد من مسلسل الجرائم بحق اليمانيين الأحرار، وإليكم أهمّ الخيانات من مُبتدأها وحتى منتهاها وهي:
الخيانة الأولى: هي في استدعاء دول العدوان لضرب اليمن واستباحة أرضه وقتل مواطنيه، وَتعد هذه الخطوة وَوفقاً لدستور الجمهورية اليمنية بمثابة خيانة عُظمى بكل المفاهيم القانونية والدينية والوطنية والأخلاقية، إنها خيانةٌ وطنية عُظْمَى، مهما كانت الدوافع والحجج والمبررات.
الخيانة الثانية: وهي حديثةُ العهد وَالحدوث وَلن تكون الأخيرة، هو التصويتُ الفاضحُ في مجلس حقوق الإنْسَان بالوقوف مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بعدم السماح لتمديد الفترة للجنة تقصي الحقائق التابع لمجلس حقوق الإنْسَان في الجرائم المُقترفة بحق اليمانيين؛ بهدفِ دفن وإخفاء جرائم الانتهاكات بحق المواطنين اليمنيين (جرى التصويت في اجتماع مجلس حقوق الإنْسَان يوم الجمعة بتأريخ 28 سبتمبر 2018م).
الخيانة الكُبرى القومية والدينية الثالثة هي: التطبيع العلني مع دولة الاحتلال الصهيوني ضمن المشاركة المباشرة في الندوة أَوْ المؤتمر المشار إليه وَالذي عُقد في مدينة نيويورك في التأريخ المشار إليه أعلاه.
الخيانة الرابعة: هي ممارسة هواية تجويع الشعب اليمني من خلال نقل وظائف البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى الفرع في مدينة عدن، وقطع رواتب موظفي الدولة، وطباعة الريال اليمني دون غطاء حقيقي، ومحاصَرة ميناء الحديدة، وإغلاق مطار صنعاء الدولي، وتبرير جرائم العدوان، هذه كلُّها خيانات متواصلة للحكومة العميلة مُنذ أن بدأ العدوان إلى لحظة كتابة المقال.
دعونا نتوقفْ هنا لنسترِدَّ الأنفاسَ لهول الصدمة المروعة التي أصابتنا جراء سماعنا ومشاهدتنا لصور المشاركين في ندوة (متحدون ضد إيران نووية)، وصور خالد اليماني وزير خارجية الحكومة اليمنية العميلة، التي أظهرت للعالم صورته وهو جالس كتف بكتف إلى جانب يوسي كوهين رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي.
هذه الخيانةُ الجديدةُ تُشير بجلاء إلى الدور المرسوم سلفاً من قبل الحركة الصهيونية لهؤلاء الدمى (الأرجوزات) من حكام دول الخليج وتوابعها في المنطقة، لتحَـرّكها في المكان والزمان المناسبين لتحقيق سياسات وأهداف الحركة الصهيونية العالمية.
الخيانة الجديدة لدول العدوان وَصنيعتها الحكومة اليمنية العميلة قد كشفت زيف ودجل ادعاءاتهم في العدوان على اليمن، وَاسقط آخر أوراق التوت التي حاولوا التستر بها طيلة زمن العدوان، وهو إعادةُ (الحكومة الشرعية) إلى العاصمة صنعاء، لكن الوقائع على الأرض تشير إلى الآتي:
أولاً: جرى احتلالٌ مباشرٌ للموانئ والجزر والأراضي اليمنية في المحافظات الجنوبية والشرقية من الجمهورية اليمنية من قبل مشيخة الإمارات العربية المتحدة.
ثانياً: جرى احتلال محافظة المهرة من قبل المملكة العربية السعودية؛ بهدفِ مد أنابيب النفط الخام السعودي إلى شواطئ البحر العربي.
ثالثاً: تدمير مؤسّسات الدولة العسكرية والأمنية، وجرى تشكيل أجهزة عسكرية وأمنية خارج إطار المؤسّسات الرسمية، مثال: تشكيل الحزام الأمني، وَتشكيل النخبة الحضرمية والشبوانية.
رابعاً: تدمير وإنهاء الخدمات المقدمة للمواطنين (كهرباء، مياه، بلديات) والبنية التحتية (الجسور وَالطرقات) في المحافظات المحتلة.
خامساً: تدمير المؤسّسات الأمنية والقضائية وَإشاعة روح الفوضى والاغتيالات وفتح السجون العلنية والسرية وتعميم حالة الخوف بأساليب التعذيب والإخفاء القسـري والإعدامات خارج القانون في المناطق المحتلة، والعمل على نهب ممتلكات الدولة والمواطنين على حدٍ سواء للمساكن والأراضي وغيرها.
سادساً: تعميم ظاهرة نشر الأساليب وَالوسائل القذرة التدميرية للشباب، مثل: نشر المخدرات بأنواعها والخمور وبأساليب مكشوفة للجميع.
سابعاً: جاءت كارثة التطبيع الخياني المُعلن مع العدو الإسرائيلي كآخر ورقة من أوراق حكومة العمالة للرياض، وهذا الموقف جاء استجابةً لرغبة دولتي العدوان السعودي الإماراتي، كي تكون (اليمن) ضمن الدول المُطبعة مع العدو الإسرائيلي في سياق التطبيع العام التي تقوم بها دول مجلس التعاون الخليجي.
الخلاصة..
بعد وقوع الواقعة، وهو التطبيع العلني بين الحكومة اليمنية العميلة مع الكيان الصهيوني، ماذا عساهم أن يقولوا هؤلاء المثقفون المأزومون؟، وقادة الأحزاب (اليسارية والقومية والوطنية والإسلامية)؟!!، هل سيبررون الخيانة كعادتهم؟، أم سيدينون الفاعل؟، أم سيصمتون صمت القبور؟!!.
نريدُ تذكيرَهم فحسب بأنهم وطيلة ما يزيد عن نصف قرن من الزمن كانوا يلوكون المفردات البراقة عن الوطنية والقومية والإسلامية واليسارية، لكنهم سقطوا معاً بالأمس تحت أقدام آل سعود وَآل نهيان؛ طَمَعاً في منصب بائس أَوْ مال مدنَّس رخيص، والآن قد يسقطون بين براثن العدو الصهيوني؛ لأن من استمرأ العمالة لن يتورع في فعل رذيلة الخيانة، والله أعلم منا جميعاً.
وفوق كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيم
*رئيس مجلس الوزراء
صنعاء في 29 سبتمبر 2018م