حرباء الزمان بات يعرفها الجميع
مقالات | 26 سبتمبر | مأرب برس :
بقلم / محمد ناصر :
في زمنٍ بلغ فيه الضلالُ ذروتَه، زمن كشف الحقائق وسقوط الأقنعة ولعلنا نعيشُ آخر زمان الدنيا كما وصفه الشهيد القائد حسيني العصر عليه السلام.
إذ وصف الأحداث التي تجري في المنطقة العربية بالكامل وَأيضاً في بلدنا الحبيب وصفاً مختصراً يفهمه عامة الناس بلاء استثناء إلّا من أصيب بالتبلد والغباء، فيجب عليه أن يزكّي نفسه ويعالجها إن لزم الأمر كي يستوعبَ ما يجري من حوله.
جميع المسلمين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم يؤمنون بالقرآن الكريم إيماناً شاملاً فلا توجد آية ضعيفة وآية صحيحة وآية حسنة وآية كاذبة وغيرها من التفسيرات كما يفسر علماء الأحاديث آيات القرآن الكريم كلها صحيحة بمدلول قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) صدق الله العظيم، فضرباً من خيال أن يأتي عالمٌ معين أَوْ بروفيسور أَوْ دكتور أَوْ باحث ويشكّك المسلمين في معجزتهم الأبدية والخالدة القرآن الكريم، فأي آية ذكرت في القرآن يجب على المسلمين السمع والطاعة والخضوع لآيات الله التي هي في الأصل أحكام وأوامر من قبل الله تعالى يلتزم ويستدل بها جميع المسلمين في أحداثهم اليومية، ومن خلال الأحكام والأوامر التي تجسدها الأحداث يمتاز المؤمن من الكافر وهنا معنى الكافر الذي يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض كما قال تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ، وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) صدق الله العظيم.
هذه الآية كفيلةٌ بتجسيد الحق من الباطل، للناس الذين يعمون وتلتبس عليهم الأمور فيبرّرون لأنفسهم مبرّراتٍ لا تدخل العقل ولا يقبلها المنطق، فتراهم يردّدون عباراتٍ بات يملُّها الجميعُ كعبارات (اللهم أرينا الحق حقا وارزقنا اتّباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزفنا اجتنابه) وعبارة (اللهم اهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم آمنين) والحديث المكذوب عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول (إذا التقى مسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول للنار)..
أيُّ عقول ساذجة تقبل كلاماً كهذا الكلام المعارض للقرآن الكريم الذي يقول لنا (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ويقول (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ، فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) صدق الله العظيم، ونحن نعيش ذكرى عاشوراء، نعيش تلك الذكرى المؤلمة ذكرى نكبة الأمة الإسْــلَامية إذا ما رجعنا اليها وندرس أحداثها سنجد أن معركة كربلاء هي معركة بين من يدعون الإسْــلَام كبني أمية بقيادة قرد بني أمية يزيد وبين أصل ونبض وقلب الإسْــلَام أهل بيت النبي عليهم السلام بقيادة الإمام الحسين فهل القاتل والمقتول للنار؟ هل من المنطق أن نساوي بين من كان يشرب الخمر ويعانق القرود ويستبيح الحرمات وينكر الإسْــلَام وبين سبط النبي وسيد شباب أهل الجنة!!!!!!!!!.
ما لكم كيف تحكمون؟ لنعد لعصرنا الحالي، دعونا نقارن بين من يدّعي الزهد والورع في الدين والخشوع في الصلاة وهو في واقع حياته عكس ما يتصف به كالسديس والزنداني وصعتر ومفتي الديار آل الشيخ وَأيضاً (العرعور).. يتضح قبح أفعاله بمجرد ذكر اسمه هؤلاء كالحراء المتلونة والتي عرفها الجميع، وبين من يتصف بالإيمان والصدق والزهد ونصرة المستضعفين وقدوة المتقين كالسيد حسن نصر الله والسيد عبدالملك والإمام الخميني وحسن فرحان المالكي وغيرهم من العلماء والباحثين الذين تتجسد مواقفهم الجهادية في أفعالهم وأعمالهم وأقوالهم.
ممن يشكي الغرب واليهود والنصارى؟ من هؤلاء أم من أولئك الذين يقولون إن ترمب وسلمان قطبا سلام!!
كل حدث يجري في الحياة يجب عرضُه على القرآن الكريم كي ننضم في امور حياتنا؛ لأن الله يقول (بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ) ويقول (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) صدق الله العظيم.
آياتُ الله التي تحذر المؤمنين من تولّي اليهود والنصارى آيات كثيرة جداً ذكرت في القرآن الكريم ومن خلاله يتبين الإنْسَان الحق من الباطل.
إذن رسالتي للعملاء والمثبطين والمرجفين والحمقاء والسذج: لا تتعبوا حالكم وترهقوا أفكاركم، فكل مكركم سيبوء بالفشل والخسران؛ لأن اللهَ يقول فيكم (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) صدق الله العظيم.