إلى الفرقاء السياسيين في الساحة الوطنية
مقالات | 26 سبتمبر | مأرب برس :
بقلم / منصور البكالي :
اليوم وصل الجميع منكم إلى قناعة بأنكم أكثر حاجة لهذا الوطن وقيم الشراكة الوطنية، بعد وجودكم ومشاهدتكم للأطماع الخارجية بثرواتنا وموقعنا الجغرافي، وعرفت كُـلّ جماعة منكم حقيقة المؤامرات والمخططات التي أحيكت ضدكم وضد وطنكم على حدا” سوى.
وها نحن اليوم نشاهد حجم المعاناة بحق المواطنين المستضعفين في المحافظات الجنوبية المحتلة، وما يتعرضون له من إذلال وحرمان، وتمارس بحقهم أسوأ الانتهاكات الإنسانية داخل السجون والمعتقلات التابعة للمحتل الإماراتي، إضافة إلى انتشار العمليات الإرهابية والاغتيالات والتصفيات السياسية، ودون ذلك يعاني كُـلّ أبناء شعبنا اليمني من مضاعفات انهيار العملة على المستوى المعيشي والصحي في مختلف المحافظات.
ونستشعر الكثير من الحقائق السرية حول التعسفات التي يتعرض لها قيادات اغترت بهذا العدوان وذهبت إلى صفه والتصفيق له، فصارت اليوم تعاني من الكثير من الإهانات والمضايقات التي أفقدتها أبسط الصفات القانونية بحق اتخاذ القرارات على المستويات العامة أَوْ الخَاصَّـة والشخصية، فحولت إلى مجرد رهائن وضمانات تتعرض لأسوأ ابتزاز سياسي وعسكري شهده التأريخ المعاصر.
وكما هي المعانات والجرائم والمجازر الوحشية بحق المواطنين في المحافظات الحُرة من قبل طيران العدوان، وتمنع المجتمع الدولي بمختلف الدول من التعامل مع حكومة الإنقاذ الوطني، أَوْ الاعتراف بشرعيتها، تواجه حكومة النوارس المهاجرة في الفنادق نفس العزلة، وتمنع من اتخاذ أي قرار ما لم يكن في خدمة دول الغزو والاحتلال.
فهل حان لكم الوقت، للاكتفاء بالدروس والعبر من الحال الذي أوصلتم الوطن اليه؟
وهل حان لكم الوقت لمقاطعة الماضي والعبور نحو المستقبل المتطلب لتوحيد الصفوف في مواجهة قوى العدوان وطردها من كافة الأراضي اليمنية!
وهل حان للحرب أن تضع أوزارها؟
فكم نحن محتاجون لإعادة الاستماع إلى خطابات قائد الثورة السيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي الناصحة والمحذرة مما وصلنا اليوم أليه، التي أطلقها ووجهها الينا جميعا” في الشهور الأولى من بدأ العدوان؟
وكم نحن محتاجون إلى العودة إلى اتّفاقية السلم والشراكة، وإكمال الحوار والتفاوض الوطني الذي كان جاريا” برعاية المبعوث الأممي جمال بن عمر؟
وكم نحن محتاجون لكرامتنا ولوطنا ولثرواتنا ولبعضنا البعض؟
وكم نحن محتاجون إلى السلام في ما بيننا والتوحّد في مواجهة الاحتلال؟