بعد فشله عسكرياً في الحديدة..العدوان يذرف دموع التماسيح
مقالات | 2 يوليو | مأرب برس :
بقلم / جمال محمد الأشول :
لم تسلم محافظة يمنية واحدة من آلة قتل تحالف العدوان ، محافظة الحديدة التي تحتل المركز الأول من بين المحافظات اليمنية في انتاج بعض المحاصيل الزراعية وتحتوي على ثاني ميناء رئيسي للجمهورية اليمنية يخدم أكثر من 20مليون نسمة ، نالت وتنال حصةً وافرة من الاستهداف الجوّي الذي خلّف مآسي إنسانية لا تُحصى لدى أبناء الحديدة .
يمكن القول، من دون مغالاة، إن محافظة الحديدة سجلت ملحمة أسطورية في صمودها أمام استهدافها المتواصل من قبل طيران تحالف العدوان المستمر طوال الأربعة الأعوام من العدوان على اليمن. دمرت الغارات الجوية البنى التحتية والمرافق التعليمية والمستشفيات والمنشآت العسكرية والمدنية والتاريخية وممتلكات المواطنين في الحديدة، وحاصرت أبناء المحافظة في محاولة لمنع الدواء والطعام عنهم، إلى جانب المجارز المروعة التي ارتكبت بحق هؤلاء.
من الفشل العسكري إلى التباكي الانساني :
فشل رهان تحالف العدوان على احتلال مدينة الحديدة عسكرياً، وهي معركة تم الإعداد لها منذ أكثر من سنتين ، يحاول العدوان الدخول من بوابة المعاناة الإنسانية متناسبن أنهم هم من تسببوا فيها ، عبر استهدافهم المتعمد للمدنيين وبيوتهم وأعراسهم ومآتمهم وأسواقهم من أجل حمل اليمنيين على الاستسلام لمخططات واشنطن وحلفائها .
خطاب تحالف العدوان اليوم يتباكى على الوضع الإنساني والإغاثي في وقت ظلّ فيه التلفيق والتزوير ملازِمين للعمل السياسي والإعلامي الخليجي، مدّعياً أن حكومة الإنقاذ الوطني ، بسيطرتها على ميناء الحديدة، تستولي على الإمدادات الإنسانية .
يؤكد الواقع أن ميناء الحديدة يعمل بكامل قوته حتى في ظل الوضع الراهن، وأن المواد الإغاثية والإنسانية تُفرّغ من دون تأخير ولها رصيف خاص في الميناء ، الأمر الذي تؤكده كل تقارير المنظمات الدولية الصادرة بتسهيل حكومة الإنقاذ الوطني مرور الشحنات الإغاثية والصحية، في المقابل تقارير المنظمات نفسها تتهم تحالف العدوان بإعاقة وصول المعونات إلى اليمنيين، مثلما أكدت منظمة العفو الدولية أن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن يعيق وصول السلع الأساسية مثل المواد الغذائية والوقود والمواد الطبية إلى اليمن ، وتظهر تقارير موثَّقة كيف فرضت قوات التحالف قيوداً صارمة على وصول السِّلع الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وتقول (لين معلوف) مديرة أبحاث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية: القيود غير القانونية التي يفرضها التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على الموانئ تمنع تسليم المواد الضرورية لليمنيين الذين هم في أمسِّ الحاجة إليها ، مضيفة أن “هذه القيود ستكون لها عواقب وخيمة على المدنيين ، الملايين منهم على حافة المجاعة و وضع المساعدات الإنسانية يزداد سوءًا. والأزمة الإنسانية التي يتسبب فيها البشر لم تعد ممكنة، يجبُّ على العالم التوقف عن تجاهل هذه الجرائم المتعمَّدة “.
لجنة الإنقاذ الدولية هي الأخرى وصفت التوجه الإنساني لدى السعودية في اليمن بأنه تكتيك حربي جديد تهدف الرياض من خلاله إلى تعزيز سيطرتها على نقاط دخول المساعدات .
السيد / عبدالملك الحوثي يقطع تبريرات العدوان :
الأكثر غرابة استمرار تحالف العدوان في تضليله وادعاؤه رفض حكومة الإنقاذ الاستجابة لجهود الأمم المتحدة المتواصلة منذ أكثر من عام لوضع الميناء تحت إشراف المنظمة الدولية، علماً بأن السيد عبد الملك الحوثي، قطع التبريرات في خطابه في 21 من الشهر الجاري ، كاشفاً عن تبليغ حكومة الإنقاذ في صنعاء الأمم المتحدة بقبول إشراف المنظمة الدولية على إيرادات الميناء بشرط استكمالها من إيرادات اليمن وصرف مرتبات الموظفين ، وهو ما يسحب ذريعة التحالف السعودي بأن حكومة الإنقاذ تستفيد من عوائد الميناء وضرائبه .
ميناء عدن: تعسف احتلال ومعاناة تجار
وفي الوقت نفسه الذي تدعي الإمارات والسعودية حرصهما على تشغيل ميناء الحديدة، يعاني ميناء عدن الخاضع لإدارتهما بالكامل من صعوبات مستمرة ومتعمدة .
وكان رئيس النقابة العمالية لميناء عدن وجه ، منذ قربة شهرين ، نداء تحذيرياً من تدهور أوضاع الميناء بسبب الإجراءات المعقدة في التعامل مع البواخر القادمة إليها، وقال رئيس النقابة سعيد المعاري، إن ميناء الحاويات يشهد تدهوراً كبيراً بسبب الإجراءات المعقدة التي تمارسها عمليات قوات التحالف بقيادة الإمارات.
وأضاف : ميناء عدن المنفذ الدولي لتغذية السوق اليمنية وشريان حياة المواطن يحتضر فهل أنتم مدركون”، وأوضح أن هناك إجراءات متكررة بتأخير دخول البواخر ما يهدد استمرار النشاط الملاحي في ميناء عدن.
إلى ذلك، يشتكي التجار من الانتظار لشهور طويلة قبل أن يُسمح لهم بتفريغ بضائعهم، ما يؤدي إلى تلف بعض هذه الشحنات.
حيث هدد ملاك سفن تجارية بإلغاء تعاملاتهم التجارية مع موانئ عدن، بسبب تعرضهم لخسائر كبيرة، نتيجة تأخير دخولها إلى الموانئ لإلقاء حمولتها ، مؤكدين أن السقف الزمني للتأخير يتجاوز الشروط المحددة من قِبَل شركات التأمين، بحسب ما أفادت به مصادر ملاحية لـ “الثورة ” ، و الذي يؤدي إلى فرض مبالغ تأخير على الشركات الملاحية لإخلالها بالتزاماتها مع عملائها، و التي تؤدي إلى تلف و فساد بعض البضائع المحدودة الأجل.
و تقف السفن منتظرة الدخول في محطات الانتظار لأسابيع، حتى يأتيها الإذن من غرفة العمليات التابعة للتحالف السعودي، الذي يبسط سيطرته الكاملة على موانئ عدن، و يحدد طبيعة و شروط الملاحة فيها منفرداً، من دون أي دور يُذكر لسلطات مؤسسة موانئ خليج عدن، أو لوزارة النقل التابعة لحكومة هادي، ما شكّل عائقاً أمام شركات الملاحة الدولية.
كل ذلك، وضع التجار اليمنيين أمام تحديات إضافية فرضتها سياسات التحالف، ما يستدعي إما التوقف عن استقدام البضائع عبر ميناء عدن، أو تحمل الأعباء الإضافية، و تعويضهم تحت بند إضافة خسائرهم على كاهل المستهلك.
مجازر جديدة في الحديدة
وفي حين يتباكى تحالف العدوان على الوضع الإنساني ، يرتكب طيرانه مجازر مروعة بحق أبناء الحديدة ، حيث ارتكبت أواخر الأسبوع الماضي ، مجزرة جديدة بحق المدنيين في المحافظة ، بعد ساعات من استهدافها نازحين من المدينة مُسببة مقتل وجرح ما لا يقل عن 20 شخصاً منهم.
وأفادت مصادر محلية بان طيران العدوان أغارت على مدنيين من قرية الربصة في مديرية الحوك، أثناء اجتماعهم حول خزان مياه جهزته إحدى المنظمات الإنسانية ليسد حاجة أبناء القرية من المياه ، مضيفة أن الغارة أدت إلى مقتل 7 مدنيين بينهم 3 أطفال، وجرح 5 آخرين منهم 3 أطفال وامرأة ، في اليوم نفسه ، أطلقت طائرات العدوان ما يزيد عن 100 صاروخ من طائرات الأباتشي و20 غارة من الطيران الحربي على مديرية التحيتا .
وكان طيران العدوان قد استهدف، قبل أيام، حافلة تقل نازحين على طريق زبيد – الجراحي، ما أدى إلى مقتل 9 مدنيين بينهم 3 أطفال وجرح 12 آخرين.