اليمن نصرالله!
مقالات | 1 يوليو | مأرب برس :
بقلم / علي المحطوري :
(اليمن نصرالله) عبارةٌ مكثفةُ المعاني والدلالات تختزل وقائع المواجهة المحتدمة مع أطغى طواغيت الأرض وقد اجتمعوا لحرب اليمن في حلف يضُمُّ أمريكا كقوة عسكرية الأولى عالمياً والسعودية الأولى نفطياً في العالم يضاف إليهما ثروة الإمارات.
اليمن نصرالله لأن ما تجلى في شخصية الشعب اليمني وسلوكه العام عند الشدائد والمحن ما لم يظهر مثله لدى أي شعب مسلم آخر.
واليمن نصرالله؛ لأنه ما حظي بلدٌ سواه بشهادة خاتم الأنبياء والرسل بأنه بلد الإيمان وموئل الحكمة.
واليمن نصرالله؛ لأنه لا رهان للشعب اليمني في نصر يناله من أحد إلا من الله.
واليمن نصرالله؛ لأنه في مواجهة عدو ينطلق في حربه العدوانية من لافتة خدمة الحرمين الشريفين.
واليمن نصرالله ذلك القائد العربي المسلم الذي سحق جبروت إسرائيل وبعثر جحافل التكفيرين والدواعش، ثم وبتواضع جَمٍّ وبعد تاريخ حافل بالانتصارات لا يجد حرجاً أن يعلن أمنيته الشخصية قائلا في خطاب متلفز بأنه “يتمنى لو كان مع اليمنيين المقاتلين الأبطال تحت راية قائدهم العزيز والشجاع السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي” في موقف وجداني بالغ التأثير والدلالة، متوِّجا به مواقفَ سياسية إنسانية أطلقها منذ اندلاع الحرب على اليمن، ومن أشهرها أنه يرى مناصرتَه اليمن في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي أعظم من كل قام به في تاريخه المرصع بالتضحيات والناصع بالمواقف الاستثنائية التي تمثل سِفْرًاً تكوينياً عنوانُه نصرُالله.
وإنه من المخجل حقا للكثيرين ممن قعدوا مقاعد الفرجة أنْ لا يبادروا إلى تصحيح مسار حياتهم وينطلقوا بإيمان وتواضع السيد نصرالله لينهضوا بمسؤولية الدفاع عن اليمن سهلا وجبلا وتهامة وساحلا، عن اليمن برا وبحرا وجوا، عن اليمن تأريخاً وجغرافيا، عن اليمن قيماً وأخلاقا ًوهوية إيمانية، وعن اليمن رسالة حضارية إلى الناس كافة أن إلحاق الهزيمة – كما قال السيد نصرالله- أمر ممكن بطواغيت الأرض، والعبرة بما يجري في الساحل الغربي من معجزة للشعب اليمني، وفضيحة مزدوجة عسكرية وإعلامية لقوى العدوان العالمي.
وأخيراً أي مقاييس عسكرية تلك التي تجعل حلفا من أمريكا والسعودية ألحق الهزيمة بالاتحاد السوفييتي لكنه يعجز أن يحقق أدنى نصر على بلد فقير معدم كاليمن.. إنها إذن معايير أخرى أكسبت اليمنيين هذا الصمود، معايير تشملها معادلة النصر المكونة من الإيمان بالله والرهان على الشعب وثبات الموقف والشجاعة في الميدان، وذلك هو الذي ظهر لدى اليمنيين خلال كل المعارك وبالأخص معركة الساحل الغربي التي أبى السيد نصرالله إلا أن يحيطها باهتمامه الكبير ملفتا أنظار المستضعفين والأحرار في العالم إلى أن من اليمن نصرالله!