إسرائيل تحصّن «ديمونا» تحسباً من حزب الله وإيران
متابعات | 28 يونيو | مأرب برس :
اتخذت اللجنة القومية للطاقة الذرّية الإسرائيلية عدداً من الإجراءات في محيط مفاعلي «ديمونا» و«ناحال سوريك» النوويين، وذلك تحسباً من صواريخ قد تطلقها إيران، أو حزب الله. وتقدّر اللجنة أن إصابة أحد المفاعلين النوويين «ستحقق إنجازاً معنوياً» لمن يضعه هدفاً نصب عينيه «من دون أن يشكل خطراً على الإسرائيليين أنفسهم»!
«أنا اليوم… أدعو العدو الإسرائيلي ليس فقط إلى إخلاء خزّان الأمونيا في حيفا، وإنما أيضاً أدعوه إلى تفكيك مفاعل ديمونا النووي». كلامٌ قاله الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في ذكرى «القادة الشهداء» العام الماضي. وأتى بعد سنة من كشف صحيفة «هآرتس» عن أنّ «اللبّ المعدني الذي بُني منه المفاعل يشوبه 1537 خللاً (نيسان/ أبريل 2016)». في حينه، تحدّث السيد نصر الله موجهاً حديثه إلى قادة العدو، وقال إنّ «لديهم معلومات كافية عن هذا المفاعل بأنه عتيق وقديم ومهترئ»، ممازحاً الحاضرين بالعامية «خالص كازو». فهو، بحسب نصرالله، وبناءً على معلومات نُشرت سابقاً في الصحف العبرية «لا يحتمل ولا يحتاج إلى جهد صاروخي كبير وضخم، وهم يعلمون أيضاً أنه إذا أصابت الصواريخ هذا المفاعل ماذا سيحلّ بهم، وبكيانهم وحجم المخاطر التي يحملها إليهم».
لكن الغريب هو ما نقلته الصحيفة العبرية نفسها، اليوم، عن مصادر في لجنة الطاقة الذريّة الإسرائيلية؛ حيث تقدّر الأخيرة أنّ «الأضرار التي ستلحق بالمفاعل النووي ستشكل إنجازاً مهماً لإيران أو حزب الله، ولكنها لن تعرّض أمن الإسرائيليين للخطر». أمّا كيف «لن يتعرض أمنهم للخطر»، فلم توضح تلك المصادر. ولكن أحد أعضاء اللجنة البارزين اكتفى بالقول إنه «في حال أصيب المفاعل بصاروخ، فإن العمّال والموظفين في داخله لن يتعرضوا للخطر. مع ذلك، تدرك اللجنة تماماً أن ضربة كهذه من شأنها إثارة الرعب في صفوف الجمهور الإسرائيلي».
وقد قال العضو البارز إن «اللجنة على استعداد للتوضيح أمام الجمهور»، لكنه لم يشرح كيفية عدم تضرّر أمن العاملين حتى داخل المفاعل نفسه، للخطر. واللافت أن اللجنة أجرت، أخيراً، تدريبات تحاكي وصول صواريخ إلى أحد المفاعلين (ديمونا أو ناحال سوريك)، من بينها التدرب على خطة إخلاء العاملين، ومنع تسرّب الإشعاعات النووية. وقد نظّمت التدريبات على اعتبار أن سيناريو من هذا النوع هو «الأخطر على الإطلاق بالنسبة إلى إسرائيل».
يأتي ذلك، بعد شهر من عقد المؤتمر نصف السنوي للعلماء النوويين في إسرائيل، وفيه عرض هؤلاء عدداً من الدراسات حول الأضرار التي من الممكن أن تلحقها الصواريخ لو أصابت مفاعل «ديمونا». وأشارت الدراسات إلى المفاعلات الموجودة في إسرائيل مطابقة للنماذج الموجودة في العالم الغربي، والذي من المفترض أن يحاكي المفاعلات الموجودة في إسرائيل. وعرض البروفيسور ديفيد أورني من جامعة بن غوريون في النقب، مخاطر أضرار الصواريخ على المفاعل، بما في ذلك كسر قوقعته الواقية (الدفاع الخارجي)، مما سيؤدي إلى تسرب الغاز الإشعاعي وتعطل أنظمة التبريد.
إلى ذلك، علّق عشرات المتصفحين الإسرائيليين على كشف «هآرتس»، من بينهم من قال أو تساءل: «حلقة جديدة في سلسلة ألف ليلة وليلة للكاتب نتنياهو»؛ «لن تشكّل خطراً؟ إن تسرباً قليلاً من المادة الإشعاعية سيزيل نصف إسرائيل عن الخارطة»؛ «من يهتم؟ هناك مونديال»؛ «اعتقدنا أن المفاعل سيحمينا بوجه أعدائنا لا أن يضيف خطراً وجودياً على الأخطار المحدقة بنا»؛ «كل جدار بمثابة عقبة.. إلى أين نحن ذاهبون؟»؛ «في حال قال يريف ليفين إنه لا داعي للقلق (وزير السياحة الإسرائيلي) علينا أن نقلق جداً جداً جداً».
(الاخبار)