العزف على وتر الجمهورية

مقالات | 24 يونيو | مأرب برس :

بقلم / عبدالفتاح علي البنوس :

تعمل الماكينة الإعلامية التي تولت نفخ الكير والتهيئة لفتنة ديسمبر وتبريرها وتخويف الشارع اليمني من سير المواجهات التي كانت قائمة بسببها وتأليب المجتمع اليمني والنيل من النسيج الاجتماعي وتصوير الأمور بخلاف ما كانت عليه والشحن العنصري والمناطقي والمذهبي والحزبي والسياسي والإعلامي البغيض ، على ذات المسار وبتلكم النزعة المريضة والمأزومة بعد ان أستقر بها المقام في القاهرة ، لتمثل هذه الماكينة المطبخ الإعلامي لفتنة طارق عفاش الثانية والتي تأتي كسابقتها بتمويل وإسناد وتخطيط إماراتي أمريكي قذر .
ذات الأسماء وذات الوجوه تتحدث بنفس الأسلوب وبذات الطريقة وتنشر بنفس السياسة الرعناء والمفردات الخرقاء والتناولات الهابطة التي تتناسب وعقلياتهم الصغيرة ونفوسهم المريضة وقلوبهم المشبعة بالحقد والغل وما زاد اليوم أنهم باتوا على العلن عملاء وخونة ومرتزقة يقتاتون من عطايا القصور الملكية السعودية والأميرية الإماراتية ، وفوق ذلك يتحدثون عن الوطن والثوابت الوطنية ، يساندون ويدعمون ويشاركون في معركة احتلال الحديدة إلى صف الغزاة وقطيع الخونة والمرتزقة ، ويجاهرون بذلك ، ويتباهون وهم يلتقطون الصور خلف المدرعات الإماراتية ومع العناصر الإماراتية الغازية ، ويطلقون على ذلك معركة التحرير ، ولا أعلم عن أي تحرير يتحدثون ؟! تحرير من ؟! ممَّن ؟! .
يتشدقون كالعادة باسم الجمهورية ويصورون أنفسهم بأنهم حراسها ، ولا أعلم كيف جمهورية قادمة من الإمارات والسعودية ؟! يصم أسماعنا ملك التطبيل فيصل الشبيبي من خلال قناة العمالة الإماراتية اليمن اليوم بنسختها القاهرية ويدوشنا بمنشوراته الفيسبوكية بالحديث عن الجمهورية ويذهب إلى الكشف عن اكتشاف عالمي بأن الشعب اليمني كله جمهوري ، شوفوا على اكتشاف عظيم ، يضحكون على الناس ويتلاعبون بمشاعرهم والكل يعرف حقيقة الجمهورية التي يريدها الشبيبي وفرقة حسب الله الإعلامية التابعة لهم ، يتحدثون عن الجمهورية والخطر المحدق بها ، وعندما نطالع هذا الخطر المزعوم نجدهم يقصدون أنصار الله ، في تناقض عجيب ، يعني اللي بيقاتل الغزاة والمحتلين وبيرفع علم الوحدة والجمهورية ضد الجمهورية ، والذي بيقاتل مع المحتل الغازي ويرفع أعلامه ويسعى لمساعدته على احتلال البلاد والعباد هم حراس الجمهورية ؟!
الجمهورية ليست طارق عفاش وإخوانه وأبناء عمومته وأصهاره وحاشيتهم ، الجمهورية ليست مناصب يتم توريثها ، وثروات يتم تقاسمها ، ومراكز نفوذ يتم توزيعها ، وأرصدة بنكية يتم تضخيمها ، الجمهورية التي ناضل من أجلها الأحرار من هذا الوطن والذين لن يكون آخرهم الرئيس الشهيد صالح الصماد ليست جمهورية تقديس الفرد وتبجيل العائلة وتمكينها من الثروة والسلطة وكأن النساء عقمن أن ينجبن إلا هذه الأسرة ومن ينتسب إليها أو يتقرب منها ، الجمهورية ليست علي عبدالله صالح وأحمد علي عبدالله صالح ، وخالد علي عبدالله صالح ويحيى محمد عبدالله صالح وطارق محمد عبدالله صالح وتوفيق صالح عبدالله صالح وعمار محمد عبدالله صالح ومحمد محمد عبدالله صالح ، وعلي صالح الأحمر ومحمد صالح الأحمر وعلي محسن الأحمر وأولادهم ومن يمت إليهم بصلة ، الجمهورية ليست مقرونة في أسرة أو قرية أو قبيلة أو جماعة أو طائفة أو مذهب ، الجمهورية نظام يكفل لكافة المواطنين المساواة في الحقوق والواجبات ، بحيث يكون الجميع سواسية في ظل سيادة النظام والقانون ، الجمهورية هي مشروع بناء وطن ورخاء شعب ،لا مشروع بناء قصور وفلل واستثمارات وأرصدة داخلية وخارجية وتسمين أشخاص معدودين وتمكينهم من رقاب اليمنيين وثرواتهم ومقدراتهم .
بالمختصر المفيد، كفاكم كذبا وتدليسا على الشعب ، ارتقوا قليلا بطرحكم ، مللنا من عزفكم الهابط على وتر الجمهورية والدفاع عن النظام الجمهوري وحراسة الجمهورية ، لقد فضحكم الله على الملأ ، فأين الحياء من وجوهكم وأنتم تعرون أنفسكم بأنفسكم ؟! أنصار الله وكل القوى الوطنية المتحالفة معهم جمهوريون قولا وعملا شئتم أم أبيتم ، فلا تزايدوا عليهم في ذلك ، ابحثوا لكم عن (مجابر وحزاوي ) أخرى ، ودعوا عنكم تكرار الترويج لهذه الاسطوانة المشروخة ، الجمهوريون هم من أعادوا مسمى قوات الحرس الجمهوري ، بعد أن استبدلها رئيسكم الدنبوع بمسمى قوات الاحتياط العام ، والجمهوريون هم من قدموا خيرة قادتهم في معركة النفس الطويل دفاعا عن الأرض والعرض ، وأنا هنا لست في مقام المدافع عن أنصار الله ، ولكنني أضع النقاط على الحروف ، وأوضح للرأي العام زيف وخداع خطابكم الإعلامي الممجوج والمستهلك ، كفاكم استهبالا وعبطا وسقوطا ، لستم الأوصياء على الجمهورية ، وبعد أن خنتم الوطن والشعب لا يحق لكم التشدق باسم الجمهورية والوطنية فللوطنية رجالها الأوفياء وللجمهورية حراسها الأمناء .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى